عمّان-
تشكل المادة التي يقدمها حسني عايش في كتابه "الطريق إلى التفكير العلمي والمنطقي والإبداعي والناقد" محاولة لسد النقص في كيفيات التعليم، ثم توجيهها نحو الوجهة الصحيحة بعيدا عن آليات الحفظ والبصم، منبها في الوقت نفسه إلى صعوبة هذه المهمة وما يكتنفها من أخطار!
وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في نحو 250 صفحة من القطع المتوسط، وأشار معاذ بني عامر في تقديمه للكتاب إلى أهميته بالقول إن: "قيمة الكتاب لا تكمن في ضبطه للعملية المعرفية منذ خطواتها الأولى فحسب، بل في شمولية هذا الضبط عبر مراحل التفكير المتعددة أيضًا، لكي يتم تجويد نتائج هذه العملية أفضل تجويد، فينتقل الفرد أو الأمة من مرحلة التهويمات والخزعبلات والأوهام والصوابيات المُطلقة واجترار الذكريات، إلى مرحلة إقامة معمار معرفي منطقي، متين متحرك زماني، ومبدع أيضًا".
لعلّ هذا الكتاب هو الأوّل في موضوعه في اللغة العربية الذي يجمع بين الأنواع الأربعة للتفكير وربما في العالم.
وشدد المؤلف في غير موضوع من كتابه على أن التفكير عملية تؤثر في أخص شؤون الإنسان؛ فهي تحقق له كرامته، وتضمن سعادته متى استلهمها على وجهها الصحيح، وتمكنه من العيش برخاء وسلام، وتضمن تحقيق العدالة بين فئات الناس في المجتمع الواحد.
ودارت موضوعات الكتاب حول أربعة عناوين رئيسية هي: التفكير العلمي، والتفكير المنطقي، والتفكير الإبداعي، والتفكير الناقد، وجميعها آليات نظرية تضبط عملية التفكير ومخرجاتها، ويمكن نقلها من المستوى النظري إلى المستوى العملي عبر آلية "تعليم التفكير وتفكير التعليم"، الأمر الذي يضمن لها تحقيق نتائجها على المستوى الواقعي.
وتوزعت فصول الكتاب على اثني عشر فصلًا تناولت في مجملها موضوعات مثل: التفكير العلمي وقواعده، وقواعد المنطق والتفكير المنطقي، والتفكير الإبداعي، وتعليم التفكير وتفكير التعليم، وأسئلة من قبيل: "ما التفكير؟"، و "لماذا يجب تعليم التفكير وتفكير التعليم؟"، و"كيف نعلم التفكير أو للتفكير ونفكّر التعليم؟".
ومن الأمثلة على العلل التي يوردها المؤلف في محاولة تشخيص ضعف التفكير وغيابه: التهور والتسرع في التعميم، والاعتماد الزائد على المعلم أو المسؤول أو البالغ أو الراشد، والعجز عن التركيز، وعدم إدراك المعنى في المرئي والمسموع والمكتوب، والدوغمائية أو التوكيد دون بينة أو دليل، بما في ذلك جوانب راسخة في العمليات التقليدية مثل: التعصب الأعمى، والتزمت وعدم المرونة، والنقص الشديد في ثقة الإنسان في تفكيره، وعدم الرغبة في التفكير وتحمل المخاطر الناجمة عنه.
ومن الجدير ذكره أن حسني عايش من مواليد مدينة طولكرم في العام 1933، وهو تربوي حاصل على شهادات جامعية في مجموعة من التخصصات آخرها من جامعة ميشيجن الحكومية في أيست لاسنج في أمريكا، وله العديد من المؤلفات منها: "أمريكا الإسرائيلية وإسرائيل الأمريكية"، و"البقاء في عالم متغير"، و"الديموقراطية هي الحل"، والعديد من المقالات والدراسات المنشورة في صحف أردنية وعربية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat