صفحة الكاتب : منال عبد الرزاق

بيت الأحزان..
منال عبد الرزاق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من عذب مائكِ قد رويتنا، والى بر الأمان قد نجيتنا..

سيدتي ومولاتي يا فاطمة.. 
وهنا أحببت أن أسبر أغوار بحارك العميقة؛ لأنهل من عذب مائها الرقراق الشافي.. 
فبعد استشهاد رسول الله(ص)، ورد في أحاديث كثيرة بأنّ الزهراء(عليها السلام) بكت على فراق أبيها ليلاً ونهاراً حتى أزعجت أهل المدينة، وطالبوا علياً(عليه السلام) بأن يبني لها بيتاً خارج المدينة..!
 وقام أمير المؤمنين(عليه السلام) ببناء بيت الأحزان خارج المدينة، نزولاً إلى رغبتهم.. 
وهنا يأتي السؤال: ما السبب الذي أدى الى إبعاد الزهراء(عليها السلام)؟
هل هو البكاء مثل ما قالوا؟ وهل يصح بأن فاطمة تبكي بحيث يُسمع صوتها، وهي التي تعلم الأجيال المنهج التربوي الصحيح؟ ألم تسمع هذا الحديث في المناقب لابن شهر آشوب قال النبي(ص) لفاطمة(عليها السلام): أي شيء خير للمرأة؟
 قالت: أن لا تری رجلاً ولا يراها رجل.. فضمها إليه وقال: ذرية بعضها من بعض.(انظر كذلك: بيت الأحزان- الشيخ عباس القمي: ج1/ ص30).
مثل هكذا معلمة جليلة لا تؤذي جارها بصوتها.. 
وأين كان بيتها.. ألم يكن المسجد؟ 
إذن.. هناك أسباب غير البكاء إن صح التعبير، أود بيانها بعدة نقاط: 
أولاً: إن مسجد رسول الله(ص) نستطيع أن نعبر عليه هو الحوزة الشريفة التي يصدر منها كل شيء، وكانت فاطمة(عليها السلام) المعلمة في بيتها إلى نساء المدينة، ودور الدفاع عن الإمامة، وتوضيح ما أخفاه الأعداء عليهم اللعنة والعذاب.. 
وطبعاً هذه النسوة تنقل الخبر إلى ، والبعض الأخر إلى الآعداء، فعلموا بالخطر الذي يهدد عروشهم، ويقلب الموازين عليهم.
 ثانياً: كان أعداء الله ورسوله يعلمون كل العلم أن بيت فاطمة(عليها السلام) أفضل البيوت، حيث قال تعالى: ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسمه)).
وهذا بطبيعة الحال لا يخدم الأعداء؛ لأنه ما دامت في هذا البيت الطاهر، فأن أنظار المسلمين إليه، وكل ما يصدر منه يؤخذ بعين الاعتبار. 
ثالثاً: اتخذت البيت العلوي للمطالبة بجميع الحقوق التي تعود لأهل البيت(عليهم السلام). 
ومن هنا نعلم أن الزهراء(عليها السلام) كانت تريد أن ترسل رسائلها الى العالم كله من هذا البيت الصغير؛ ليكون إشعاعاً إعلامياً بالبكاء والمطالبة بالحق.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منال عبد الرزاق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/20



كتابة تعليق لموضوع : بيت الأحزان..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net