آيات قرآنية في كتاب التبرك بالمشاهد المقدسة للبياتي (ح 1)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

جاء في کتاب التبرّك بالصالحين والأخيار والمشاهد المقدسة للمؤلف صباح البياتي: البركة: هي من الزيادة والنماء. قال الفراء: في قوله تعالى: "رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت" (هود 73). البركات: السعادة. وقال أبو منصور الأزهري بعد إيراده هذا القول: وكذلك قوله في التشهد: "السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته"، لأنّ من أسعده الله بما أسعد به النبي صلى الله عليه وآله فقد نال السعادة المباركة الدائمة. والتبريك: هو الدعاء للإنسان وغيره بالبركة. يقال: برّكت عليه تبريكاً، أي قلت: بارك الله عليك. وقال ابن الأثير: وفي حديث اُم سليم "فحنّكه وبرّك عليه": أي دعا له بالبركة. وقال الجوهري: يقال: بارك الله لك وفيك وعليك، وباركك. وقال تعالى: "أن بورك مَن في النّار" (النمل 8). وقال ابن منظور: بارك الله الشيء، وبارك فيه وعليه: وضع فيه البركة، وطعام بريك كأنّه مبارك. وقال الفيومي: بارك الله تعالى فيه فهو مبارك، والأصل: مبارك فيه. والتبرّك: هو طلب البركة، وهي النماء أو السعادة. والتبرّك بالشيء: طلب البركة عن طريقه. قال ابن منظور: تبرّكت به: أي تيمّنت به. وقال ابن الأثير: واليُمن: البركة، وقد يُمن فلان على قومه فهو ميمون، إذا صار مباركاً عليهم، وتيمّنت به: تبركت. والتبرّك في مفهومه الاصطلاحي يراد به طلب البركة عن طريق أشياء أو معان ميّزها الله تعالى بمنازل ومقامات خاصة، وخصّها التبريك، وآثرها بعنايته على سواها. كما في مسّ يد النبيصلى الله عليه وآله تيمّناً ببركتها، أو المسح على بعض آثاره الشريفة بعد وفاته.. وهذا هو المراد بالتبرّك، مدار البحث، وأيّاً كان فإن مصدره إنمّا هو البركة التي خصّ الله تعالى بها أشياء أو أشخاصاً دون آخرين.
وعن البركة في القرآن الكريم يقول البياتي في كتابه: وردت كلمة البركة بألفاظ متعددة في القرآن الكريم للتدليل على اختصاص أشخاص معيّنين وأمكنة وأزمنة معينة بنوع من البركة التي جعلها الله فيها لأسباب اقتضتها حكمة الله تعالى، فمن الأشخاص الذين شملتهم لفظة البركة في القرآن الكريم: 1 ـ النبي نوح عليه السلام ومن معه، وذلك في قوله تعالى: "اهبط بسلام منّا وبركات عليك وعلى اُمم ممّن معك" (هود 48). 2 ـ النبي عيسى عليه السلام، وذلك في قوله تعالى: "وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة " (مريم 31). 3 ـ النبي إبراهيم عليه السلام، وابنه النبي اسحاق عليه السلام، في قوله تعالى: "فلمّا جاءها نودي أن بورك من في النار ومَن حولها" (النمل 8). وقوله تعالى: "وباركنا عليه وعلى إسحاق" (الصافات 113). 4 ـ أهل البيت عليهم السلام، أو أهل بيت إبراهيم عليه السلام، على أقوال، وذلك في قوله تعالى: "رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنّه حميد مجيد" (هود 73).
وعن ألفاظ البركة في القرآن الكريم يقول الاستاذ صباح البياتي: كما وردت لفظة البركة وما في معناها في القرآن الكريم بخصوص بعض الأماكن والأراضي والبقاع المعيّنة لاختصاصها بقدسية معينة، منها: 1 ـ البيت الحرام في مكة المكرمة، لقوله تعالى: "إنّ أوّل بيت وضع للناس للّذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين" (آل عمران 96). 2 ـ الأرض بصورة عامة، حيث جعل البركة وهو الخير في مختلف أرجائها، لقوله تعالى: "وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها" (فصلت 10). أي جعل فيها الخير الكثير الذي ينتفع به ما على الأرض من نبات وحيوان وإنسان في حياته أنواع الإنتفاعات. وقال الرازي: والبركة: كثرة الخير والخيرات الحاصلة من الأرض. 3 ـ المسجد الأقصى وما حوله من بيت المقدس من أرض فلسطين، لقوله تعالى: "إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" (الاسراء 1). وكذلك في قوله تعالى: "وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها" (الأعراف 7). وقوله تعالى: "ونجّيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" (الأنبياء 71). 4 ـ اليَمَن، لقوله تعالى: "وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرة" (سبأ 18). 5 ـ قوله تعالى: "وقل ربّ أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين" (المؤمنون 29).
وعن مفهوم البركة بأنه الكتاب العزيز يقول الاستاذ البياتي: كما وردت معاني البركة في القرآن الكريم صفة للكتاب العزيز، وذلك في قوله تعالى: 1 ـ "وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدّق الذي بين يديه" (الأنعام 92). 2 ـ "وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتّبعوه واتّقوا لعلّكم ترحمون" (الأنعام 155). 3 ـ "وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون" (الأنبياء 50). 4 ـ "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته" (ص 29).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat