أثر المناظرات في الفكر النحوي
د . عبد علي صبيح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . عبد علي صبيح

تركت المناظرات أثرها في الدراسات النحوية ، وشكلت أهمية بالغة في الدرس النحوي ، فقد بدأت بسيطة مع بداية الدرس النحوي تضمنت سؤالاً عن مسألة نحوية ، أو لغوية ، أو استفهاماً عن بيت شعر ورد في حالة إعرابية معينة كانت مثار جدل بين النحاة . وقد عكست المناظرات طبيعة العصر الذي عاشه المتناظرون ومدى ثقافتهم ، والعوامل التي أثرت بطبيعة المناظرات . فقد كانت الثقافات الواردة والفلسفات التي دخلت البلاد الإسلامية قد تركت أثرها واضحة في طبيعة هذه المناظرات . فنراهم يعتمدون أسلوب الجدل واعتماد الأقيسـة المنطقية ، وأسلوب البرهان المنطقي في المسائل التي كانت محل نقاشهم .
كما أنها عكست المخزون الثقافي والفكري لدى العلماء ، وقد أدى هذا الأمر إلى شيوع روح التنافس بينهم ، فكان كل منهم يتسلح بمخزون كبير من الموروث الأدبي ، وحفظ النصوص للاستدلال وإقامة الحجة . ولهذا فقد شاع عندهم من حفظ الشعر ما يثير الدهشة والإعجاب ، فقد كانوا يحفظون الآلاف من الأبيات الشعرية ، فضلاً عن اهتمامهم بالقرآن الكريم وقراءاته ، والحديث النبوي الشريف وحفظه وتتبعه .
وهكذا نجد أنهم قد أرسوا جوانب من الفكر النحوي من خلال مناظراتهم ، وأبدوا آراءهم في مسائل الاحتجاج النحوي في( السماع ) و( القياس ) ، كما شكلت طبيعة العقلية الفلسفية للنحاة أن يرتبط النحو العربي بنظرية العامل التي بني الأساس النحوي عليها ، كما أن هذه المناظرات ساهمت بشكل كبير في ترسيخ المصطلحات النحوية وجعلها شائعة في الدرس النحوي .
وقد حفظت هذه المناظرات آراء النحاة من خلال المتناظرين ، وساهمت في التأليف النحوي واللغوي من خلال كتب ألفت في هذا المجال .
وهكذا نجد أن المناظرات حفظت لنا تراثاً غنياً لا يمكن تجاهله أو الاستغناء عنه ، بل أفاد في نمو الدرس النحوي وتطوره
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat