المرأة التي وقف التاريخ صاغرا أمامها لينقل عنها ما لا يمكن نقله عن غيرها.. كيف وهي مهد الرسالة الأول وحضنها الدافئ وسندها العظيم وضلعها القويم.. كيف لا وخديجة وعلي بن أبي طالب "عليه السلام" كانا مع الرسول والوحي خطوة بخطوة ولم يقم هذا الدين الا بمالها وسيفه وتضحياتهما للإسلام لا يعرف مقدارها الا الله ورسوله.
إن نعم الله على خديجة لا تعد ولا تحصى وقد يكون أولها انه سبحانه وتعالى شاءت مشيئته أن يكون نسل النبي الأكرم منها فقط رغم كثرة النساء وأمومتها لأم أبيها الزهراء لكن ما يلفت النظر في هذه النعم أن الله سبحانه أراد تمييز خديجة وتفضيلها بطرق أخرى غير مسبوقة ليحفظ لها مكانتها ويبقي أسمها خاصاً بها لا تحمل امرأة أخرى مهما كانت مكانتها أو قربها للنبي وآله، لذا لم يكرر الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" أو أحفادها أسمها على بناتهم، وأظن في ذلك حكمة إلهية لتبقى متفردة فلو أطلق الإمام علي "عليه السلام" أسمها على زينب مثلاً، لربما تناسى الناس خديجة الأم ولو أطلق الإمام الحسين "عليه السلام" على سكينة اسمها لربما نسى الناس الجدة الأصل وانشغلوا بخديجة الأخرى، لذا تجلت حكمة الله بأن تبقى هي متفردة بالاسم والمكانة رغم فضل بنات علي وحفيداته.
ورغم طول الزمن الذي عاشه النبي بعد رحيلها وتعدد زوجاته وبنات الإمام علي "عليه السلام" ونساء الصحابة وبناتهم لم يحمل لنا التاريخ أن إحداهن حملت أسمها أو أن النبي "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله" قبل يوماً المقارنة بينها وبين امرأة أخرى مهما كانت.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat