الى خدام الحسين عليه السلام
جبار عبد الزهره
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جبار عبد الزهره

الى اصحاب العزوات والمواكب والتكيات الذين جعلوا من أنفسهم وأموالهم مشروعا لخدمة زوّار أبي عبد الله الحسين بارك الله فيكم يا خدام أبي عبد الله الحسين عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام وأدام مسعاكم يا محبِّي أهل بيت النبي (ص) المعصومين الطيّبينن الطاهرين من الرجس والأدران المادية أهل الكساء وحجَّة الله على النصارى وعلى كلِّ أمّة انحرفت عن عبادة وطاعة أنبيائه الى يوم الدين يوم المباهلة وحجَّته على الناس جميعا يوم القيامة وهم خير البرية من الأولين والأخرين وزوَّدكم بعونه تعالى بالحول العظيم وأمدَّكم سبحانه بالقوة المباركة فذكر أهل بيت النبي اطيب ذكرعلى الأرض تفوح منه رائحة الإيمان بالله وعبيراليقين بأنبيائه ورسله الميامين أجمعين 0
وأهل بيت النبي (ص) هم حملة الدعوة الى عبادة الله التي جاء بها جميع الأنبياء وحملتها جميع الرسالات السماوية وهم عيبة علم محمد وحملة دستور دينه من القرآن والسنة النبوية الشريفة من أخذ عنهم وساتنار بعلمهم كان في طاعة الله في حياته ورفيقهم في جنان الخلد بع مماته ومن أخذ عن غيرهم وقع في الشبهات وعاد الى الجاهلية الأولى بكل ما تحمل من ظلام فكري وجهل وعبادة الوثنية والتطرف الأعمى والعصبية في حياته وإن مات كان حطبا لنار جهنّم أعاذنا الله وإيّاكم منها 0
أنّ اهل بيت النبي (ص) هم سفن النجاة من الجهل والوثنية والباطل في الدنيا وهم في الآخرة أدلاّء طريق الله سبحانه الى جنان الخلد هم النور الإلهي الذي ينير المسالك المظلمة بالشرك والوثنية نحو الهداية للناس في الدنيا وهم سراج منير على السراط المستقيم سراط ربهم العظيم وأعود لأٌول فمن لحق بهم عاش سعيدا في الدنيا وكان من الفرقة الناجية في الآخرة ومن تخلف عنهم عاش في هم ونكد في الدنيا وكان في الآخرة من الخاسرين 0
الله يديم خيركم يا خدام أهل البيت عليهم السلام ويزيد في أرزاقكم ويعطيكم الصحة والعافية حتى تبقون أصحاب نخوة حسينية واستطاعة مالية وجسدية في تقديم عطائكم الكريم في استمرار ذكر ثورة الحسين (ع) التي ألهمت المعاني الثورية والمحفزات النهضوية للكافر والمادي والوثني في أن يقتبس شعلة من قبس روح الحسين (ع) الثورية ومن عزيمته التحررية منها لزيادة وهج ثورته لكي ينير بها طريقه الثوري من أجل صناعة الإنعتاق وتوفير الحياة الحرة الكريمة للناس 0
استمروا يا أحباب الحسين عليه السلام على طريق خدمة زوّاره فهو فخر لكم أمام أمم الأرض وشعوبها في أنّكم في هذه الخدمة إنما تحييون ذكرى نهوض انساني لإبن بنت نبيكم (ع) من أجل اصلاح الإوضاع الإنسانية في الأرض وتطهيرها من الشرك والوثتية والباطل ووضعها على طريق عبادة الله وعلى طريق التعامل الإنساني الكريم بين أهل الأرض جميعاً في بناء حياة إنسانية بهيجة وسعيدة لهم مفعمة بكلِّ ما يحتاجه الإنسان من حاجات تحت خيمة الأمن والأمان والإستقرار وبذلك تكونوا قد ساهمتهم مساهمة عقائدية وتاريخية وبشريّة في ترسيخ منهج الحسين (ع) في تحرير الناس من الظلم والعبودية والإستغلال وإعطائهم حقوقهم الإنسانية في حياتهم التي اقرَّها الله في دستور محمد كما ولدتهم أُمّهاتهم أحراراً0 عسى وأن يثنوكم عن ذكر الحسين
انتم حماة دين محمد من التشويه والإنحراف ودعائم الدفاع عنه بوجه حملات تشويه صورة الدين ومحق قيمه على يد عصابات القاعدة وداعش وغيرها من عصابات الإجرام والكفر والضلال إنَّ خدمة زوّار الحسين هي عمل إنساني كبير على طريق الحق يجعل من راية ثورة الحسين (ع) خفاقة في كلِّ مكانٍ وزمانٍ فلا تؤثرعليكم أقوال الحاقدين الذين تشتعل في أعماقهم نار الكراهية الأموية فيلجأون الى النقد والتجريح واللوم والذين أيضا ينتقدونكم حسدا من عند انفسهم بكل صور الظلام الآموي الحاقد على ذرّية محمد عسى أن يثنوكم عن ذكر الحسين (ع) وخدمة زّواره ولكن يأبى الله ذلك لكم واهل النفوس الطيبة من المؤمنين برسالة محمد وحقِّ أهل بيته بالطاعة والإتباع دون سواهم من الناس 0
فليكن ذلك مدعاة لكم للإستمرار والإصرار على خدمة زوار الحسين وإحياءِ ذكراهُ بكلِّ تفاني وإخلاص ولتكن خدمة زوّار الحسين هي نور طريق كلِّ شيعي مخلص في حياته وحتى مماته وهي رفيق دربه الفكري والثقافي والعقائدي الذي لا يفارقه طول الزمان فان جاء الموت يسلم راية خدمة زوار الحسين لذريته ليستمروا في السير على هذا الطريق الكريم العظيم الزاهي بالطاعة والإيمان 0
وعلاوة على ذلك إن هناك مؤامرة كبيرة خارجية على الشيعة على المستويين العالمي والإقليمي قديمة من أيّام الإستعمار البريطاني وقد تم احيائها والتحرك على العمل بها بعد عملية طوفان الأقصى في 7 / اكتوبر 2023التي هاجمت بها المقاومة الإسلامية حماس مستعمرات الطوق الصهيوني حول قطاع غزة وهذه المؤامرة بدأت من وراء كواليس المخابرات الأميركية والمخابرات الإنكليزيه بإعتماد كتاب (التفريق بين الأديان الإلهية لمؤلفه الدكتور مايكل برانت) والهدف من وراء وضعه هو العمل بشكل خاص على إنهاء المذهب الشيعي وضد او كيف التخلص من الشيعة وقد أًجريت مع المؤلف مقابلة مطولة وكشف فيها عن برنامج مدروس لللإستخبارات الأمريكية (C.I.A) وموجه ضد المذهب الشيعي والشيعة بشكل عام وهذا يسترجعنا الى حقل التسائل :- لماذا استهداف الشيعة بالذات مقابل التعاون مع التكفيريين السلفيين الذين حرّفوا الإسلام وتوافق الإستعمار البريطاني معهم ومن بعدُ الإستعمارالأمريكي والإحتلال الصهيوني معهم فكرا وعملا 0
إنّ أٍحد الأسباب الجوهرية علاوة على الروح الثورية للشيعة هو دعمهم المتواصل لأهل غزة وهم سنة وقد تخلى عنهم السنة وهم (56 ) دولة عربية وغير عربية وتعدادها السكاني يصل الى المليارين ومنهم دول الطوق حول اسرائيل وهي مصر ولبنان والأردن وسوريا التي التقي وزيرخارجية حكومتها الإرهابية مع مسؤولين صهاينة في العاصمة الفرنسية برعاية امريكية 0 فالعرب على وجه الخصوص منهم المطبع مع اسرائيل ومنهم الساعي الى ذلك من خلا الدعم الوجيت والغذائي وغيره 0
وملخّص ما يقوله أعداء أهل البيت (ع) وشيعتهم من مختلف الأديان والأمم والشعوب ومنهم يهود ونصارى ومسلمين بالإشتراك مع مستويات سياسة ومخابراتية كبيرة وهي المخابرات الامريكية والبريطانية كما ذكرت آنفاً إذ يجتمعون قائلين :- الرأي والموقف المطلوب اعتماده أنّه لا يمكن بأيِّ حالٍ من الأحوال مواجهة المذهب الشيعي ومحاربته بصورة مباشرة وعلنية وإنَّ هزيمته أمر في غاية الصعوبة فهم يستمدون من المنطلقات الثورية للإمام علي وأبنائه كلَّ مقومات التحدي والصمود والثبات بوجه العدو مثل قول الإمام على :-( الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين ) ففي قوله (الموت في حياتكم مقهورين ) هو حث وتحريض لأصحاب الكرامة والشخصية القوية وأصحاب الأنفة وعزة النفس أن لا يقبلوا بحياة الذلِّ والخنوع والخضوع للطغاة والظالمين والمستبدين بل عليهم أن يرفضوا هكذا حياة فهي الموت الحقيقي للرجل الكريم والشهم وصاحب النفس العزيزة التي تأبى الضيم والتهضم لذلك يحث الكرام على النهوض والثورة فيقول ( والحياة في موتكم قاهرين) فعندما ينهض الكرام والشجعان ويقارعون الظلم من اجل بناء حياة كريمة فيها الحرية واحترام الإنسان والإعتراف بحقوقه ويستشهدون في ميادين القتال من أجل ذلك فهذه هي الحياة الحقيقية وهي الخلود عبر الشهادة في الملكوت ألأعلى وهذا ما اختاره الحسين (ع) وعبرعنه بقوله :- ("إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما") وقول ابنه الحسين :- (هيهات منّأ الذلة ) يدل على أنّ الحسين يرفض الإستسلام وقد وطن نفسه على الشهادةٍ وهناك مواقف أخرى غيرها وكلُّها تحث الإنسان على الصبر ومجاهدة العدو حتى النصر او الشهادة 0
ويضيفون وعليه فأنّه لابد من العمل خلف الستار نحن نأخذ ونعمل طبق المثل القائل : (فرق وأبد) بدلا من المثل الإنجليزي (فرق تسد) أي العمل على إبادة الشيعة لأنه من غير الممكن القضاء على الحس الثوري والعنفوان التحرري الذي ينتشر بين الناس في كلِّ مكان من الأرض بسبب ذكر الشيعة لواقعة كربلاء التي أدّت الى إستشهاد الحسين على أيدي نفس الذين يدّعون أنَّهم أُمَّة محمد وهو منهم براء فمـحمد لا يقبل منهم هذا العمل الإجرامي الوحشي فهل يقبل النبي (ص) بقتل ريحانته وسبيِّ عياله إنَّه أمرٌ محال ؟؟ ، لذلك فهم يعودون الى سياسة الظالمين التي مارسوها ضد ابن بنت نبيهم التي صرحوا بها في معركة الطف :- ( اقتلوا أهل هذا البيت ولا تبقّوا لهم من باقية ) 0
ولقد ترجموها اليوم (فرِّق وأبد) أي مزق الشيعة وشتتهم ثم قم بإبادتهم لذلك صدرت الكثير من فتاوي تكفير الشيعة من مشايخ السوء لمن يدّعون أنَّهم يدينون بالإسلام يحللون فيها قتلهم حتى الإبادة ولا ننسى التوجه الأمريكي ومن قبلُ البريطاني في تبني فكرة إبادة الشيعة والسبب الأساس هو النبراس الثوري الذي أوقد شعلته الإمام الحسين (ع) ليحمل شعاع تحدي الظلم والطغيان والعبودية والإستغلال وليحمل ضياء الفعل التحرري للشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها لِتُلْقي عن كاهلها ثوب الذلِّ وتنزع من رقبتها حبل المسد الإستتباعي المهين للطاغية المستبد وللمستعمر المحتكر 0
لذلك تجد كــَّل حاقد على الشيعة مستعمر أو حاقد دينيا وعقائديا يحارب الروح الثورية عند الشيعة من طريق محاربة ذكرهم لشهادة الحسين (ع) لذلك يقول لسان حاله في كلِّ زمانً ومكانً :- من أجل ذلك خطَّطنا ووضعنا برامج دقيقة وشاملة للمدى البعيد، من ذلك رعاية الشخصيات المخالفة للشيعة ، والترويج لمقولة كفر الشيعة بنحو يفتى بالجهاد ضدهم من قبل المذاهب الأخرى في الوقت المناسب وفتاوي تكفير الشيعة من قبل النواصب لا عدَّ لها ولا حصر0
ومما يندرج ضمن ذلك الإطار تشويه سمعة المراجع العظام وعلماء الدين عبرمهاجمتهم بالشائعات والأكاذيب ونسبة أمور شاذة ومنحرفة إليهم من أجل تشويه سمعتهم كي يفقدوا مكانتهم عند الناس ويفقدوا منزلتهم الدينية والذاتية عندهم ويزول تأثيرهم على اتباعهم العقائدي الصحيح وعلى الناس الآخرين الذين يقتدون بهم 0
وكذلك يقولون :- صمَّمنا على إضعاف عقائد الشيعة و إفسادها ، والعبث بثقافة (الشهادة) والإستشهاد، وأنْ نحرف المفاهيم بحيث يبدو للناظر أنَّ الشيعة ليسوا سوى طائفة جاهلة تهوى الخرافات والتخيلات والأوهام المسمومة حتى تزدريهم الناس وهذا يكون عبر الدعم المالي لبعض الخطباء والمدّاحين والمؤسسين الرئيسيين لمجالس عاشوراء ، فإن فيهم النفعيين ومحبي الشهرة 0
إنَّه تشهيرمتعمد بالسمعة الشخصية لخطباء المنبر الحسيني وبأهل المواكب الطيِّبين لزرع الشك فيهم في نفوس الشيعة لكي ينصرفوا عن مجالس الحسين (ع) ويعزفوا عن الحضور إليها وكذلك لكي لا يساهموا في دعم مواكب الحسين (ع) ماديًّا ومعنويًّا ، إنَّها مؤامرة كبيرة متشعبة المقاصد والأهداف ومتعددة طرق مهاجمة الشيعة بشكل عام وكذلك على مستوى الرموز الدينية والإجتماعية ولكن لماذا ؟؟ يأتيك الجواب منهم :- لأنَّه من المسائل التي يجب الأهتمام بها على مستوى إعلان الحرب عليها مسألة ثقافة عاشوراء والإستشهاد في سبيل الله، حيث أنَّ الشيعة تُبقّى هذه الثقافة مضيئة ووهاجة عن طريق مراسم عاشوراء السنوية 0
- قد تتأثر بها حتى أجيال الأعداء الصاعدة فلفلسفة فكرالحسين (ع) النهضوي تأثير وهَّاج وسحر رباني جذّاب وعلى سبيل التمثيل لذلك أذكر أنّي ذات يوم رأيت على مواقع التواصل الإجتماعي احد الإرهابيين يحمل رأس شخصي ملتح على كفّه وقرأت التعليق على ذلك الذي أفاد من أنّه اثناء القتال في سوريا أيَّام حكم بشار الأسد بين جيشه والمقاتلين الشيعة معه والجماعات الإرهابية من جماعة الجولاني وغيرها من الإرهابيين أنَّ أحد الإرهابيين أُصيبَ في معركة كان فيها الجنود الحكوميين والمقاتلين الشيعة معهم ينادون( يا حسين ) فقام الإرهابيون بإدخاله الى المستشفى لعلاجه فما كان منه إلاّ أن أخذ يصرخ بصوت عال يا حسين يا حسين فعادوا إليه وعالجوه بقطع راسه وقاموا بعرضه على السوشيال ميديا إنّه الحق حق اهل بيت النبي الذي يعلى ولا يعلى عليه الباطل وكان ( الباطل بإذن الله زهوقا ) 0
ويسترسلون في الحديث عن مخططهم التأمري لضرب الشيعة فيقولون :- وفي المرحلة الآتية يجب أن نجمع ونعد الشيء الكثير مما يسقط المراجع ، ونبث ذلك بلسان وقلم الكتّاب النفعيين والأمل معقود على إضعاف المرجعية بحلول 2020م ومن ثم سحق مراجع الشيعة بيد الشيعة أنفسهم وببقية علماء المذاهب الأخرى، وفي النهاية نطلق رصاصة الخلاص على هذا المذهب وثقافته 0
وأخيرا وليس آخراً أقول الى كافة الشيعة رجالاً ونساءأً واطفالاً احمل بيدك ولو شقّ تمرة واعرضه على الزوار ففي ذلك مساهمة عظيمة ولكنّها غير منظورة في نشر ثقافة (الشهادة)، التي ترجع جذورها إلى سبط نبي الإسلام (الإمام الحسين ع) قبل 1400 عام ففي كلِّ ما تُقدِّم أيّها الشيعي على طريق الحسين هناك تكمن قوة ومناعة وترويج لثقافة ومنهجية النهوض الثورية وتمتد في العمق كلِّ عام أيّام محرم عبر العزاء الحسيني على مر تاريخ الإنسانية حتى تكتسح الظلم والطغيان والجبروت من على وجه الأرض وتنشر في مكانه السلم والأمن والعدل والأنصاف وحرية الرأي والمعتقد والسعادة في ربوع الأرض وهذا ما أراده الحسين (ع) وما توخاه في قوله عن نهضته التاريخية :- (نهضت لطلب الإصلاح ) وهذا ما يسعى إليه كل ثوري نبيل وشريف يحمل هموم وآلام شعبه نحو الأمل والرجاء والسعادة ويريد الحرية والإنعتاق ورفع الحيف عن شعبه 0
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat