لاتزال الرواية تحتل المكانة الأولى بين الأجناس الأدبية المتنوعة، ذلك لان المثقف وغيره من جمهور القراء يرون فيها عملية خلق وابداع إضافة لما تحمله من كفاءة في الوصف والتفصيل لنقل الماضي او الحاضر وربما رسم ملامح مستقبلية،
وحين تتوافر في الروائي ملكة السرد بعد تراكم الخبرة والدراية في تدبير البناء الفني للحدث والرواية حدث او جملة أحداث تتحول على يدي صانع ماهر إلى عمل ابداعي يثبت وجوده على القمة.
صاحب (أطراف الظلام)، عبد الباقي يوسف أديب وروائي شغوف في التفاصيل امين على الهدف، وهو هنا في سرديته قد أعطى لدمشق بعض ما تستحق من رد الجميل إذ جعلها المحور الرئيس والحدث والعرض والخاتمة منذ أن احتضنت بطله الشاب الريفي القادم من الحسكة في رحلة بحث عن الذات.
وجعل الزمان والمكان في علاقة حميمة مع الذات وهي تدون جانبا من السيرة الذاتية، وهل هناك ما هو أجمل من استحضار الماضي البهي الزاهي اي ايام الشباب في المكان الأكثر قربا للقلب ...
توقفت عند أطراف الظلام محاولا الإحاطة بهذا العنوان الذي شكل عتبة نصية ادخلتني مملكة السؤال من بوابتها الواسعة، ذلك لان أطراف مفتوحة على احتمالين او احتمالات ان أطراف قد تكون مكانية وقد تكون بمعنى فرقاء وربما تحمل المعنيين معا.
ثم لان الظلام يحمل إضافة لكونه في الخندق الاخر للنور والمعادي ايضا فكذلك يمكن له ان يحمل معه معاني ودلالات كالجهل والتخلف ووو.
ولا أنكر انني غبطت الروائي المبدع الكبير على اختياره الطافح بالإنسانية حين رسم صورة الاب الذي وقع على عاتقه ان يكون ابا واما لابنته اليتيمة منذ الولادة وما عاناه من حرمان وما اعترضه من معوقات في تتبع لأدق التفاصيل لكل خدمة او مشوار او نجاح كبير.
لن احرم القارئ من متعة المتابعة وهي متعة تستحق حتى الوقوف على أطراف الظلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat