صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

 المشهداني واسقاطات اللسان
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في الواقع أن امتلاك القادة والزعماء قدرات اتصال رفيعة هي من المقومات الضرورية للتصدي لاستلام اي منصب، لكن العديد من الذين وضعوا في مقام المسؤولية ينغرون و يحولون أنشطتهم الاتصالية مع شعوبهم إلى مشكلات وأزمات عندما لا يهتمون بالجوانب السلبية والايجابية في خطاباتهم وتواصلهم مع الجمهور. فالخطابة ليست نشاطاً إنشائياً لا هدف محدداً له، بل هي قدرة تتكلف الإقناع الممكن في كل واحد من الأمور، ويصفها ابن رشد بأنها «القدرة على النظر في كل ما يوصل إلى الإقناع في أي مسألة من المسائل»، لقد تابعنا في الايام الماضية لقاءات اعلامية للسيد الدكتور محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي وتحدث بشكل مغاير للأصول المتبعة في التوصيفات وفي الكلام  الغير مناسب و يتحمل المسؤول أمام الشعب الذي أغرقت الدنيا حضارته وتاريخه العريق ، ولا يصم آذانه حين تأتيه الانتقادات والتحذيرات بشأن تورطه في أخطاء أثناء مخاطبته لعموم الشعب العراقي وعليه الاعتذار والانكفاء السياسي والابتعاد عن المسؤولية بطيب خاطر قبل أن يحذف من الموقع بالقوة ،

على المسؤول مثل السيد المشهداني ان يستحضر الأمانة الملقاة على عاتقه و يجب أن يحفظ لسانه من الكلمات السيئة وغير اللائقة، والابتعاد عن الإفراط الغير المُسوغ في الحديث العمومي، والحد من استخدام اللغة البذيئة والحادة التي كثيرا ما تعود عليها مع الاسف الشديد ، وغيرها من جوانب الخلل الخطابي لان  لها تكلفة عالية، وتؤثر سلباً على صورته وشعبيته، بل وفي صورة الدولة وسمعتها. عليه أن يتكلم بكلام طيب ومحمود ، ان العلاقة بين المسؤول والعصبية هي علاقة معقدة، قد يكون الشخص مسؤولاً في عمله أو في حياته الشخصية، اما في العمل أثناء تحمل المسؤولية ، لا محال تؤثر العصبية على أدائه وقدرته على اتخاذ القرارات، كما يمكن أن تؤثر على علاقاته مع الآخرين. وعليه ان يحرص كي تكون كلماته دقيقة ومناسبة للموقف،فيخلص في عمله ومسؤولياته ويثبت عليها، كما يكسبه ذاك ثقة الناس به، واعتزازهم به، ويستشعر لذة في القيام بالمسؤولية وسعادة في تحقيق الإنجازات. أضف إلى ذلك تقوية لبنات بناء الدولة فتثبت رغم المحن والصعوبات التي قد تعصف بها، وبالتالي يقدم المرء قيمة مضافة تحسب له، ومن لم يزد على هذه الدنيا شيئا كان هو عليها زائدا.

لاشك ان إشراك الأفراد في المجتمع يكونوا كلهم في المسؤولية الجماعية مشتركين عن حفظ سفينة الحياة ليتحمل الجميع مسؤولية التجديف حتى الرسو الى بر الأمان وإلا هلك الجميع. فلا يقولن قائل مالي والشأن العام ،المسؤولية وحفظ الشأن هي الالتزام بالتصرف بطريقة مسؤولة والتأكد من أن الأفعال لا تضر بسمعة الفرد أو المؤسسة أو تسبب أي ضرر و تعني تحمل الفرد أو المؤسسة لتبعات أفعالهم ونتائجها، مع الحفاظ على مكانة أو سمعة معينة .

كثيرا ما تتداوله الألسنة في مجالاتها وسجلاتها كلمة المسؤولية ومشتقاتها وربيبتها ممن يتقاسمن معهم المسؤولية أو تدور في فلكها شرحا أو تقريبا، وكثيرا ما يُبحث أثناء النوازل والحوادث عن المسؤول وتقدير المسؤولية ونوعها، أو توجه الدعوات إلى أفراد ومؤسسات قصد تحمل المسؤولية التاريخية أو الأخلاقية، أو ينعت شخص أو جماعة باللامسؤول... كما تعددت تعريفاتها بتعدد مجالات استعمالها باختلاف البواعث وزوايا النظر، لكنها لا تبرح دائرة المشترك وتتقاطع المضمون.

أن المسؤول يجب ان يستحضر الأمانة الملقاة على عاتقه ،فيخلص في عمله ومسؤولياته ويثبت عليها، كما يكسبه ذاك ثقة الناس به، واعتزازهم به، ويستشعر لذة في القيام بالمسؤولية وسعادة في تحقيق الإنجازات. أضف إلى ذلك تقوية لبنات بناء الدولة فتثبت رغم المحن والصعوبات التي قد تعصف بها، وبالتالي يقدم المرء قيمة مضافة تحسب له، ومن لم يزد على هذه الدنيا شيئا كان هو عليها زائدا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/18



كتابة تعليق لموضوع :  المشهداني واسقاطات اللسان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net