صفحة الكاتب : عصام عباس الشمري

الشاعر الغريفي: إن الإبداع الشعري متوفر لدى الشعراء الجدد
عصام عباس الشمري

 لكتابة القصيدة المنبرية رؤى تتجدد عند مقدم كل جيل بما يتناسب وحجم التطورات الانسانية لمواكبة الأجيال؛ ضيفنا العزيز الشاعر الحسيني السيد هاشم الغريفي من مدينة الكوت ناحية العزيزة هل لديكم رؤية جديدة في كتابة القصيدة المنبرية وكيف يتم اعدادها؟ 
السيد الغريفي: لاشك إن كل زمان وله روّاده ومبدعوه قديماَ وحديثاَ، وفي الوقت نفسه لدينا رؤية جديدة في محاولة جادة لتطور الأوزان الشعرية والقوافي من خلال صقل موهبة الشعراء الجدد الذين ابدعوا في نظم القصائد الحديثة التي تضاهي قصيدة القريض من حيث الابداع والمعاني والكلمات. وقد تم تطويرها من خلال دراسة التفعيلات، وكتابة النص الحديث الذي يعتمد على رؤية الشاعر وسعة تفكيره، بحيث تم ربط الماضي بالحاضر سعيا لإظهار صورة جديدة تكون مقبولة لدى عامة الناس من الذين لايرغبون بسماع القصائد الشعبية. 
لقد اتبعنا الاسلوب المبسط الحديث لمخاطبة العالم المتحضر من غير المسلمين كي يفهموا مامعنى المسيرة الحسينية الظافرة، ولكي نوضح لهم بأن الإمام الحسين (ع) لم يخرج أشراً ولابطراً وإنما خرج لطلب الإصلاح... ولا ننسى إن الإبداع الشعري متوفر لدى الشعراء الجدد والحمد لله تبارك وتعالى. 
صدى الروضتين:ـ لقداسة الشعر الحسيني نجد ان لابد من صفات خاصة يتمتع بها الشاعر الحسيني؟ 
السيد الغريفي: من الميزات التي يتصف بها الشاعر الحسيني هو الصدق والخلاص (إخلاص النية في العمل) وحبه لآل البيت عليهم السلام والإيمان العميق بالقضية الحسينية وغير هذا وذاك من الصفات الكثيرة، ومنها أن يكون ذا شخصية محبوبة ومقبولة في التعامل مع خدمة المنبر الحسيني بأن يكسب رضا الناس، وأن يكون معتدلاً وشجاعاً ومتمسكاً بأهداف وأسرار ثورة الإمام الحسين (ع). وأن الشعار الذي أعتز وألتزم به هو (من جدّ وجد) نصيحتي للشعراء الجدد هو الجهد والمتابعة والمثابرة ونكران الذات والتمسك بأخلاقيات أهل البيت عليهم السلام وأن يكونوا قدوة صالحة لغيرهم، وأن يكثروا في مطالعة أدبيات ومنهاج الأئمة الطهار عليهم السلام. كما وأطلب منهم إختيار القصيدة التي تلائم أذواق الناس من حيث المفردة الجديدة، والكلمة الصادقة، والأسلوب الخطابي المتميز وذلك بتوعية الناس من خلال القصيدة التي يكتبها بشرط أن تخدم القضية الحسينية عبر المجالس والمنتديات والمهرجانات لأن هذه المجالس هي مدارس أكدوا عليها الأئمة عليهم السلام في أحاديثهم. 
صدى الروضتين: البعض من النقاد اعتبر الشعر المعاصر شطحة من الشطحات غير المرغوب بها في الشعر الحسيني بينما البعض الآخر يراها تعتبر من اهم مميزات التطور الابداعي فما رأي الشاعر الغريفي بالمعاصر من الشعر؟ 
السيد الغريفي: الشعر قضية إجتماعية ودينية وسياسية فمن الضروري أن يلفت نظر الكثير من الناس لهذه القضية الجوهرية، وأن يتخذو لهم درساً في القضية الحسينية لأنها تتناغم مع الأحساس الوجداني... نعم يبقى التراث هو الأصل بالشعر المعاصر، ولذا أعتبر الشعر المعاصر في تطور بل قفز قفزة نوعية خصوصاً بعد سقوط طاغية العصر، ولهذا تمكن الشعراء الجدد من تطوير القصيدة المنبرية التي تعتبر الان هي الروح الحسينية الإيمانية لديمومة الشعائر الحسينية المقدسة، وما جادت به قرائحهم الرائعة في كل مكان. 
ولذا تعتبر(القصيدة الحديثة) قمة في الأداء وخصوصاً الشعراء الجدد من مدرسة السيد هادي الحمامي وغيرهم الكثير من المبدعين. 
صدى الروضتين:ـ قضية كتابة الشعر اثير حولها الكثير من الجدل، البعض يعتبرها قضية جهادية شرط ابداعها وهناك من ينظر اليها لإشغال فراغ تعويضي، فما الذي أخذكم لهذا المنهل، وهل كان متنفسا تعويضيا ام لردم هوة الفراغ؟
السيد الغريفي: تعلمت كتابة القصيدة الحسينية شيئاً فشيئاً، وذلك من خلال المطالعة المستمرة، وقراءة القصائد، وتذوقي للشعر، وإرتباطي بالأدباء والشعراء والقراء وترددي لمجالس العزاء، وكوني من مدينة ازدات قابليتي الشعرية يوماً بعد يوم بكتابة الشعر، وزادت قابليتي الشعرية أكثر عندما اعتقلت مع مجموعة من الشعراء والأدباء في أيام النظام الدموي المقبور؛ حيث كنا نكتب القصيدة بصورة سرية ايام وجودنا في السجن وهذا جواب السؤال الذي أشرتم إليه سابقاً ومن ضمن السجناء الرادود الكبير (وطن) وخادم الحسين (ع) فاضل أبو صيبع، ورفيق الدرب الشاعر السيد كريم الموسوي الذي امتاز بكتابة العكيلي والموشح، نعم كتبت الشعر خدمة للقضية الحسينية والرسالة التي أؤمن بها للدفاع عن مظلومية آل محمد عليهم السلام وإحياء الشعائر الحسينية نظراً لقول الإمام الصادق (ع): ((أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا )) . 
صدى الروضتين: ماهي مشاريعك الحسينية؟
السيد الغريفي: أول المشاريع الحسينية التي باشرت بها هي التي كانت بعد سقوط الطاغية عندما وجهت لي الدعوة من دولة البحرين لحضور مهرجان في حسينية القصاب ألقيت فيها عدة قصائد حسينية، وكذا مشاركتي في إقامة العزاء الحسيني هناك وفي العراق وسوريا وإيران. ولي قصائد نشرت في الصحف والمجلات، كما لدينا مشروع لإعداد وطبع ديوان شعر شعبي حسيني. وفي العراق شاركت في تأسيس رابطة الشعراء، والرواديد في النجف الأشرف لايزالون في نشاط مستمر من اجل خدمة مذهب أهل البيت عليهم السلام لتطوير قابليات الشباب واستحداث أطوار جديدة للمنشدين والرواديد من جهة، ولتعليم أصول نظم الشعر والقصيدة الحديثة، وكتابة القصيدة بالطرق التي تلائم أذواق الناس تحياتي الى كربلاء وكادر صدى الروضتين وقرائها الأعزاء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عصام عباس الشمري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/15


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الصورة المضللة التي ينقلها الاعلام الغربي عن الإسلام والمسلمين (1)  (المقالات)

    • نبذة من سيرة حياة الشاعر الحسيني المرحوم الشيخ عيسى الشيخ علي الزبيدي  (ثقافات)

    • سيرة حياة شيخ الشهداء العلامة الجليل السيد قاسم شبر (رض) (3)  (المقالات)

    • سيرة حياة شيخ الشهداء العلامة الجليل السيد قاسم شبر (رض) (1308- 1399هـ)  (المقالات)

    • نبذة مختصرة عن سيرة حياة الإمام المجاهد السيد تاج الدين الآوي الأفطسي {650-711هـ}  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : الشاعر الغريفي: إن الإبداع الشعري متوفر لدى الشعراء الجدد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net