رسالة من فضولي 
د . هدى عبد الرزاق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وجدت في بريدي الالكتروني رسالة مرحة من رجل فضولي، كتب فيها احدى مغامرات فضوله ، جميع الدراسات الحديثة تنصح الأمهات بالرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد كثيرة تنعكس على حياة الطفل وصحته... وهذه المعلومة حسب ما اعتقد أصبحت من البديهيات المعروفة عند الجميع ولهذا استفزني مشهد امرأة عجوز تصرخ في وجه أم: لاترضعيه، ابعدي الثدي عنه!! وهذا المشهد رغم صغره يكفي ليثير فضولي ويفيض لاستفزاز كل ما قرأت وسمعت من معلومات ـ وهذا يعني أنني أصبحت امام أول امرأة في التأريخ عربية على الاقل تعارض الرضاعة الطبيعية... 
  وتحول الفضول الى اسئلة مهمة مثلا ما هي سلبيات الرضاعة الطبيعية؟ وهذا الموضوع مستحدث ولم يطرق ابدا وما هي مكونات مثل هذا الرفض الذي لابد ان تسنده مرجعية معلوماتية، وبعدها تحول الأمر في داخل رأسي الى جانب آخر من القضية...
   كيف لي ان استوضح الأمر وبأي طريقة سأتدخل في قضية نسائية لا تعنيني؟ امور كثيرة استحوذت على فضولي الوقور فلابد من مخطط محنك مقبول اجتماعيا، واستوت الفكرة تماما في رأسي، وهكذا تقدمت بخطوات واثقة نحو مرتكز القضية، ورحت اتصرف كأي طبيب تقدم لحالة طارئة ليقدم مساعدته الانسانية اتجاه المريض على اعتبارها حالة طارئة، ورحت اداعبه وهو يبكي والمرأة مستغربة من الأمر؛ فسألت بلهجة رصينة: ما به؟ قالت الام وهي ما زالت مرتبكة: لا دكتور القضية ليست في الطفل... قلت: إذن لماذا تنصحك الحاجة بعدم ارضاعه؟ 
  فأجابت: لقد تعرضت انا وابني الى حالة دهس من قبل سيارة خطفت بسرعة صاروخ وارتعبت كثيرا وأغضبني تجاهل السائق لما حدث، فلم يكلفْ نفسه ان يتأكد من سلامتي وسلامة طفلي واكتفى بشتمي وشتم كل امرأة على وجه الكون!! فنصحتني الحجية ان لا أرضع ابني وانا بحالة نفسية سيئة.
   وحينها تدخلت العجوز لتريني خبرة السنوات الطبية، وتستعرض معلوماتها امام طبيب عام ربما هكذا فكرت ولم يبقَ امامي سوى تأييد تشخيص العجوز مع قيمة مدحية تساوي فضولي. انتهت القضية برمتها لكنها لم تنتهِ من رأسي، ولهذا قررت الكتابة اليك كونك طبيبة مختصة.
  كتبت له ايها الفضولي النبيه : ان المجهود العضلي او النفسي كالغضب عند المرضعة يكون حامض (لاكنيك) في حليب الأم مما يزيد اختمار الحليب فيغير طعمه ويدفع الطفل الى رفضه، وربما يسبب حالات اختناق.. فضحكت مع نفسي وقلت: يا لخبرة امهاتنا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . هدى عبد الرزاق

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/09



كتابة تعليق لموضوع : رسالة من فضولي 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net