وجدت في بريدي الالكتروني رسالة مرحة من رجل فضولي، كتب فيها احدى مغامرات فضوله ، جميع الدراسات الحديثة تنصح الأمهات بالرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد كثيرة تنعكس على حياة الطفل وصحته... وهذه المعلومة حسب ما اعتقد أصبحت من البديهيات المعروفة عند الجميع ولهذا استفزني مشهد امرأة عجوز تصرخ في وجه أم: لاترضعيه، ابعدي الثدي عنه!! وهذا المشهد رغم صغره يكفي ليثير فضولي ويفيض لاستفزاز كل ما قرأت وسمعت من معلومات ـ وهذا يعني أنني أصبحت امام أول امرأة في التأريخ عربية على الاقل تعارض الرضاعة الطبيعية...
وتحول الفضول الى اسئلة مهمة مثلا ما هي سلبيات الرضاعة الطبيعية؟ وهذا الموضوع مستحدث ولم يطرق ابدا وما هي مكونات مثل هذا الرفض الذي لابد ان تسنده مرجعية معلوماتية، وبعدها تحول الأمر في داخل رأسي الى جانب آخر من القضية...
كيف لي ان استوضح الأمر وبأي طريقة سأتدخل في قضية نسائية لا تعنيني؟ امور كثيرة استحوذت على فضولي الوقور فلابد من مخطط محنك مقبول اجتماعيا، واستوت الفكرة تماما في رأسي، وهكذا تقدمت بخطوات واثقة نحو مرتكز القضية، ورحت اتصرف كأي طبيب تقدم لحالة طارئة ليقدم مساعدته الانسانية اتجاه المريض على اعتبارها حالة طارئة، ورحت اداعبه وهو يبكي والمرأة مستغربة من الأمر؛ فسألت بلهجة رصينة: ما به؟ قالت الام وهي ما زالت مرتبكة: لا دكتور القضية ليست في الطفل... قلت: إذن لماذا تنصحك الحاجة بعدم ارضاعه؟
فأجابت: لقد تعرضت انا وابني الى حالة دهس من قبل سيارة خطفت بسرعة صاروخ وارتعبت كثيرا وأغضبني تجاهل السائق لما حدث، فلم يكلفْ نفسه ان يتأكد من سلامتي وسلامة طفلي واكتفى بشتمي وشتم كل امرأة على وجه الكون!! فنصحتني الحجية ان لا أرضع ابني وانا بحالة نفسية سيئة.
وحينها تدخلت العجوز لتريني خبرة السنوات الطبية، وتستعرض معلوماتها امام طبيب عام ربما هكذا فكرت ولم يبقَ امامي سوى تأييد تشخيص العجوز مع قيمة مدحية تساوي فضولي. انتهت القضية برمتها لكنها لم تنتهِ من رأسي، ولهذا قررت الكتابة اليك كونك طبيبة مختصة.
كتبت له ايها الفضولي النبيه : ان المجهود العضلي او النفسي كالغضب عند المرضعة يكون حامض (لاكنيك) في حليب الأم مما يزيد اختمار الحليب فيغير طعمه ويدفع الطفل الى رفضه، وربما يسبب حالات اختناق.. فضحكت مع نفسي وقلت: يا لخبرة امهاتنا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat