من يشغل الكون غيرنا؟؟ وحقيقة الأضواء الحمراء المنبعثة من النجوم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جمع واعداد: مناف عبد الجبار
لم يتوصل الإنسان بعد إلى معرفة جميع الرموز والأسرار وفك شيفرات الكون. وما معرفته منها إلا بنسبة ما مقداره واحد إلى أكثر من مليون مرة. فرغم التطور الهائل في المجال الفضائي والدراسات الفضائية، يبقى الإنسان عاجزا أمام شيء أكبر من إدراكه او بلوغ علميته للمراحل القصوى منها. حيث ما يعدّه اكتشاف لنجم ما حديث، ماهو إلا رؤية له في زمان سحيق حسب ما يصفه العلماء بأن هذه الرؤية التي ينقلها الضوء هي في الواقع أمر حاصل من ملايين السنين، أي في بدايات تشكل الكون. وهذا يرجع بنا خطوات إلى الوراء، حيث ان الاكتشاف الذي نعتبره حديثا، هو في حقيقة الأمر رؤية للأمس البعيد، وليس تفسيرا منطقيا لليوم.
ثلاثة كواكب تشبه الأرض خارج المجموعة الشمسية
وقال باحثون أوروبيون انهم اكتشفوا مجموعة تضم ثلاثة كواكب كبيرة تشبه الأرض تدور حول نجم قريب كما اكتشفوا نظامين شمسيين آخرين بهما كواكب صغيرة. وأضافوا ان الاكتشافات التي قدمت في مؤتمر في فرنسا تشير الى ان وجود كواكب شبيهة بالأرض قد يكون أمرا شائعا جدا. وتساءل ميشيل ميور من مرصد جنيف في سويسرا قائلا: هل كل نجم لديه كواكب.. واذا كان الأمر كذلك.. فكم عددها؟ واضاف في بيان: ربما لم نعرف الاجابة بعد لكننا نحقق تقدما هائلا تجاهها.
وتدور الكواكب الثلاثة حول نجم أصغر قليلا من شمسنا وهو على مسافة 42 سنة ضوئية باتجاه مجموعتي النجوم دورادوس الجنوبية وبيكتور. والسنة الضوئية هي المسافة التي يمكن للضوء ان يقطعها في سنة بسرعة 300 الف كيلومتر في الثانية وتساوي حوالي 9.5 تريليون كيلومتر. والكواكب الثلاثة أكبر من الأرض وأحدها يعادل كتلتها 4.2 مرة والآخر أكبر منها بمقدار 6.7 مرة والثالث أكبر منها بمقدار 9.4 مرة. وتدور الكواكب حول نجمها بسرعة هائلة ويكمل احدها الدورة في أربعة أيام فقط بالمقارنة مع 365 يوما للارض في حين يستغرق الثاني عشرة أيام والثالث 20 يوما.
هل يشغل الانسان وحده هذا الكون الفسيح؟
من جانبه فكر عالم الفيزياء الفلكية المشهور، ستيفن هوكينغ، طويلاً بالسؤال الفلكي: هل نحن وحدنا؟ وتبعا له فالجواب هو على الأغلب كلا. ويتساءل هوكينغ، إذا كانت هناك حياة في مكان آخر من الكون لِمَ إذن لمْ نتمكن من التقاط بث إذاعي لكائنات غريبة في الفضاء الخارجي، ربما شيء مثل برنامج مسابقات فضائي؟
ووضع هوكينغ فرضيات حول وجود إجابات ممكنة بشأن ما إذا كانت توجد حياة خارج الأرض. لكنه قال إن من بين الخيارات أنه لا توجد على الأغلب حياة في مكان آخر، أو ربما هناك حياة في مكان آخر، ولكنها إذا أصبحت ذكية لإرسال إشارات عبر الفضاء، فإنها ستكون ذكية بما فيه الكفاية لتصنع أسلحة نووية مدمرة. غير أن العالم البريطاني قال إنه يفضل الخيار الثالث، وهو: الحياة البدائية شائعة للغاية، ولكن الحياة الذكية نادرة إلى حد ما. وأضاف هوكينغ بسرعة: يقول البعض إنه لا يزال عليها أن تظهر على الأرض. إذا هل علينا القلق من المخلوقات الفضائية؟ ولكن، بما أن الكائنات الفضائية لا تمتلك حمضاً نووياً مثل الإنسان، يحذر هوكينغ: انتبهوا إذا قابلتم كائناً فضائياً.. قد تصابون بمرض لا مناعة لكم ضده.
يعتقد عالم الفلك البريطاني البالغ من العمر 66 عاما والذي يعاني من مرض التصلب العصبي المتعدد، والذي يتحدث عبر جهاز ميكانيكي: إذا كان الجنس البشري سيستمر لمليون سنة أخرى، سيكون علينا أن نذهب بجرأة إلى ما لم يذهب أي أحد من قبل.
اكتشاف المجرات بحسب سرعة الضوء هو في أثناء ولادتها
عندما يحدق العلماء في المجرات البعيدة فإنهم بذلك يدرسون على الأرجح الماضي البعيد، لأن الضوء المنبعث منها يستغرق زمناً طويلاً للوصول إلينا. ومؤخراً، تمكن فريقان من العلماء من رؤية مجموعتين من المجرات الفريدة تعود إلى بدايات تشكل الكون. فقد كشف فريق العلماء الأول عن مجرات تعود إلى فترات التشكل الأولى للكون، ما أشار إلى أنها قد تكون من بين المجرات الأولى التي تشكلت بعد ولادة الكون. أما فريق العلماء الثاني فاكتشفت مجرات تعود إلى انفجار قوي لتشكل نجمي في الكون. ويبدو أن المجموعة الأولى من المجرات قد بلغت مرحلة من الحياة ربما عندما كان الكون يمر بمرحلة "الرضاعة" الكونية.
ويقول طالب الدكتوراه في جامعة نوتينغهام البريطانية، ويل هارتلي: لا بد أنها الآن تمر بمرحلة الاحتضار.. ولا بد أنها أنهت عملية تشكل النجوم وتطورها.
والمجرات تصل إلى مرحلة الشيخوخة والكهولة النجمية عندما يتحول الضوء الصادر عنها إلى اللون الأحمر، وأصبحت تعرف بالنجوم الحمراء، وبالتالي فإن علماء الفلك شاهدوا هذه المجرات كما كانت عليه قبل نحو أربعة مليارات سنة بعد الانفجار الكبير. ويعتقد العلماء أن المجرات التي تم اكتشافها هي من بين أوائل المجرات التي ولدت في هذا الكون، وكانت كتلتها حينئذ أكبر من المجرات العادية التي تشكلت في وقت لاحق، وبالتالي فإنها قد تظل من أكبر المجرات المعروفة إلى يومنا هذا. أما فريق العلماء الآخر، الذي قاده العالم في المعهد الفلكي بكامبريدج في بريطانيا أيضاً، سكوت تشابمان، فاكتشف مجرات تمر بمرحلة تشكيل النجوم، على الأرجح.
ويقول عالم الفلك، فرانك بيرتولدي، الأستاذ في معهد ماكس بلانك للفلك الراديوي في ألمانيا، الذي عمل على الدراسة: ربما نكون قد توصلنا هنا إلى مجموعات من المجرات وهي تقوم بعملية تكوين النجوم، ولكن ربما لفترة زمنية قصيرة نسبياً. وربما تكون عملية تشكل النجوم هذه ناجمة عن الاصطدامات التي حدثت إبان عملية تشكل المجرات والتي أدت إلى تكوّن غاز المجرات. وأوضح بيرتولدي أن هذه المجرات كانت تمر بمرحلة تشكّل وتطوّر، دون أن يتمكن العلماء من كشفها، مضيفاً نحن لم نكتشفها لأننا كنا متحيزين لخياراتنا، في إشارة إلى أن العلماء انحازوا إلى اكتشاف المجرات الباردة نسبياً، أي التي كانت قد اكتملت عملية تشكلها.
طرد الاتحاد الدولي كوكب بلوتو من النظام الشمسي
أعلن فلكيون، أنهم اكتشفوا أصغر كوكب خارج مجموعتنا الشمسية، وهو كوكب يدور في فلك نجم يقع ضمن تجمع برج الأسد. وقال أغناسي ريباس من مجلس البحث العلمي الأسباني، وهو من قاد فريق العلماء: الكوكب هذا هو الأصغر الذي يتم اكتشافه حتى الآن.. هدفنا هو اكتشاف عوالم أخرى.. وتاليا اكتشاف كوكب مثل الأرض. والكوكب الجديد كتلته أكبر بنحو خمس مرات من كتلة الأرض، ويزيد طول نصف قطره بنحو 50 بالمائة عن نصف قطر الأرض، ويدور حول نجم قزم أحمر اللون، ويبعد 30 سنة ضوئية عن كوكب الأرض.
ويقول العلماء إن كوكبا بهذه الأبعاد والكتلة يتوقع أن يكون صخريا وليس غازيا، لكن ليس هنالك أي صور لهذا الكوكب بعد. ومعظم الكواكب المكتشفة لغاية الآن وعددها 280 هي كواكب غازية مثل المشتري، ويعثر العلماء بشكل متزايد على عوالم صخرية صغيرة مع علمهم بأن أنظمة الكواكب شائعة إلى حد بعيد في نجوم حول مجرتنا.
وكان علماء يابانيون أكدو في فبراير/شباط الماضي، وجود كوكب تاسع في النظام الشمسي، بعد أن بنوا افتراضاتهم على تطبيقات معلوماتية تؤكّد أنّ حجم الكوكب يتراوح بين ثلث وثلثي مساحة كوكب الأرض.
ونقلت أسوشيتد برس عن تقرير، لمجلة Astronomical Journal، قوله إنّ باحثين من جامعة كوبي اليابانية أكّدوا، في خلاصة دراسة أعدوها، أنّه بمجرد إيجاد التجهيزات الملائمة، سيكون من المؤكّد أن يتمّ العثور على الكوكب التاسع. وأضاف التقرير أنّه، وفي حال تمّ إعداد الأجهزة الملائمة، من المنتظر أن يتمّ العثور على الكوكب في غضون 10 سنوات. ويعيد التقرير الجدل بشأن وجود كوكب تاسع بعد أن "طرد" الاتحاد الدولي لعلوم الفلك كوكب بلوتو من النظام الشمسي، حيث أنّه لم يعد كوكباً بحسب التعريف الجديد لمفهوم الكوكب الذي اعتمده علماء الفلك في اجتماعهم في العاصمة التشيكية، براغ، والذي شهد مناقشات حادة بشأن جوهر الكون، عام 2006.
وهكذا جرد العلماء بلوتو من صفة الكوكب التي كان قد اكتسبها بعيد اكتشافه في العام 1930، لينخفض بالتالي عدد الكواكب في المجموعة الشمسية إلى ثمانية فقط، بدلاً من تسعة. والكواكب الثمانية التي تشكل النظام الشمسي هي: (الأرض والزهرة وعطارد وزحل والمريخ والمشتري وأورانوس ونبتون).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat