النملة التي أصبحت خنزيرا..!!!!!... 
سالم الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كان مدرسي في المتوسطة، واسمه كاظم، ، ومع اشتداد التنكيل بهم  حاول الهرب إلى إيران فأمسكوا به وأعدموه. اليوم لا أظن أحدا ممن درّسه هذا الأستاذ يمكن أن ينساه، كان مثالا في أخلاقه وإخلاصه في عمله. كنا أطفالا بعدُ فلم نكن نفهم ما يدور من حولنا، ولم نكن نفهم أستاذ كاظم. مرة استهزأنا به حين ابتدأنا دون مقدمات بالقول: (اليوم قمتُ بتجربة، وضعت قطعة حلوى على بلاطة مبتلّة لأرى كيف يمكن للنمل أن يصل إليها، وحرصت على أن أبلل البلاطة كلما أوشكتْ أن تجفّ، أتعلمون ما الذي حصل؟) أجبنا بالنفي ونحن نغالب ضحكنا، قال: (وجدتُ أن النمل كان يتقدم واحدة فواحدة إلى البلاطة ليصل إلى الحلوى، ماتت نملة وبعدها أخرى فثالثة ورابعة إلى أن تمكّن النملُ الميت من تشكيل جسرٍ إلى قطعة الحلوى، وأتت بعدها نمال كثيرة عبرت على جثث أخواتها بسهولة. وصل النمل إلى الحلوى وتقاسمها). ليست قصة شيقة لتعلق في الذاكرة، وليست مأساوية، بل إنها إلى الكاريكاتيرية أقرب، لكن لها مغزى عميق شرحه لنا أستاذنا الشهيد كاظم، قال ان من يريد تحقيق هدف، ربما يكون النملة التي  تموت لا النملة التي تأكل الحلوى.

اليوم تذكرت كاظم، تذكرته وأنا أرى رفيقا  يظهر في التلفزيون بكامل استرخائه، ببدلته الباريسية، بوجه متورد من النعمة، بلسان ثقيل كأنه إذا تكلم تفضل على العالمين وتغمدهم برحمته الواسعة، بعنجهيته التي تكشف خواء روحه، سألتْه المذيعة عن تصريح لزميل معه في البرلمان، فأجاب بلسان ملتاث كأنه في جلسة خمر: ومن يكون هذا؟ أنا ما أعرفه، شوفي لي سؤال يسوه!
ألتقيت كثيرين جعل منهم المالُ قرودا وسلب منهم آدميتهم... لكني لم ألتقِ بأحد على هذا القدر من الصبيانية..، يريد أن يكون مسترخيا و"مسيطرا" فيبدو قرقوزا مهرجا، لكنه مهرج يمتلك صلافة من جعلته السلطة والأموال كائنا فيه ملامح البشر لكنه إلى المسخ أقرب. وصلتْ النملة إلى الحلوى فأصبحتْ خنزيرا، أصبحتْ فيلاً، كائناً منتفخاً داس على من مات ليوصله إلى قطعة الحلوى، ونُسيتْ تلك النمال الدؤوبة التي صدقتْ أن رفاقها يستحقون التضحية من أجلهم.
مات خلق كثير ليوصلوا هذا ا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سالم الموسوي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/24



كتابة تعليق لموضوع :  النملة التي أصبحت خنزيرا..!!!!!... 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net