في حومة الحرب تستيقظ الرغبات مجنونة أمام ثبور الامنيات، وها انا انهض عبر ذاكرة مليئة بالبطولات.. رجل من رجالات الحرب والكر والغنيمة، لي صيت وسمعة، دخلتها يانعا واليوم يافعا استعر في حومتها، واسمع بين الحين والآخر: أحسنت يا بطل.. انا البطل المجرب الذي ما وهن يوما، ولا نكل به سيفه في موقف من مواقفها.. فجأة انتابني شيء لم آلفه من قبل... ارتعاشة خوف تسري في كياني، يرتجف سيفي هو الآخر مذعورا مثلي..
لم يبقَ أمامي سوى الهرب بعيدا لأبحث عن عاصم ينجيني، أيعقل الى هذا الحد تصل بي الذلة؟ ارى بعيني انكسار جيشنا، ومقتل الصناديد من ابطالنا، ولا استطيع ان اقدم أو أؤخر شيئا.. يا للعار ارى اختي سفانة تؤسر أمامي بلا معين، وانا عاجز عن نصرتها.. سرى بي خذلاني الى مدن الشام لأنزوي بعيدا ابكي الضعف والخور والخذلان.. مرت الايام واذا يوما تقف أختي سفانة امامي شامخة عطرة.. وانا اخجل ان انظر اليها.. عاجز تماما ان اضع عيني في عينيها، فقالت: قم واذهب اليه، فالرجل ليس ملكا من الملوك لتخشاه بل هو نبي رحمة وهدى.. لقد اطلق سراحي وسراح من معي كرامة لتاريخ عائلتنا.. ذهبت اليه جلست امامه معلنا اسلامي، لأخرج منه انسانا ثانيا. فالموت الذي كنت اهرب منه الان اصبح مبلغ سعادتنا، وصار شهادة نحلم بها.
فمرت الايام وهذا اليقين الذي ملأ كياني اصبح مواقف نصرة لسيدي أمير المؤمنين... مقاتلا غيورا في الجمل وصفين والنهروان ابرز راجزا بسيفي واصيح... انا عدي بن حاتم الطائي هل من مبارز يبارزني؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat