للحوار هيبة، وللقصيدة عبيرها، علمني الحرف أن أقف إجلالا أمام حوار يملا الوجدان دمعا وحنينا، وآيات أنين، وأنا ابن السبعين أشعر بارتباك عدتي، لا أريد في حضرة هذا الحوار المهيب أي شيء من الفائض والمكرور، ولا أريد السيرة اليومية، ولا أرقام السنوات، كنت أتمنى أن أجري حواري هذا دون كلمات.
المواقف حكمتها التي لا تتكرر إلا نادرا
الشاعرة "وفاء الطويل" مع تحيتي والدعاء.
بين عشق التكربل والتدعبل غصة، لهذا جئت أبحث عن الوشائج المتعلقة بين أبجدية (مدارس آيات خلت من تلاوة) وبين يقظة (تدعبلت بسم الله) يكتشف المسافة بين البردتين بين القلب والقصيدة والحلم، والواقع، والبردة، والبردة.
: ــ أشكر لكم هذه الالتفاتة النبيلة، وهذا النداء الكربلائي الذي يحمل في طياته النبرة التي يأنس فيها العقل بصحبة البيان، فالحديث في محراب الكلمة ارتقاء بالذوق، ومدادٌ للفكر.
وكم يسعد القلب بمصافحة هذه الدعوة الكربلائية الكريمة، وإنه لمن دواعي سروري أن ألبي دعوتكم بامتنان.
وها أنا أضع كلي بين يدي المحاورة، بعقل شغوف، وحرف يتوق أن يسافر مع القارئ الكريم إلى حيث تطير الأرواح على أجنحة الحرف والمعنى.
: ــ هل مرت في الأحلام بردة؟ وأي بردة؟ بردة الرضا عليه السلام؟
: ــ طالما حلمت بها ولا أدعي استحقاقها سأروي لكم الحكاية التي حصلت معي على مدى عامين في عشيةٍ من عشيات عشرة الكرامة، تهادت إلى قلبي رسالة من إحدى أخوات في العتبة الرضوية المباركة، طلبت أبياتًا في مدح مولاي الرضا وأخته الطاهرة فاطمة المعصومة "عليهما السلام"، دون أن تفضي بسر الطلب أو تشرح المقصد، ظننتها كما هي العادة في المناسبات ستنشر على حساب التلكرام، فقلت مرحبا بأذن الله تبارك وتعالى
**
وكأني أعرف الحكاية، وكأني سمعتها من دعبل الخزاعي قبل قرون، دخلت على "الرضا عليه السلام" بمروة، قلت له يا ابن رسول الله إني قد قلت فيك قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك
فقال الإمام عليه السلام هاتها
وفاء الطويل: ـ قبل أن تسيل حروفي وقفت على باب الغيب ناجيت الإمام قلت له في سري الذي لم يطلع عليه سوى السماء، مولاي أنا خادمتكم "وفاء احمد حسن الطويل" وهبت الدعوة لجبتك فهل تمنحني شرفا لا أدعيه، هل تلبسني شيئا من دفء كرمك.
كانت مناجاة بيني وبينه لم يسمعها بشر ولم يخطها قلم...
كتبت ما كتب الله لي وسلمت النص لتلك الأخت المنسقة ومضيت في طريقي لم اسأل ولم أترقب وكان القصيدة كانت صلاة أديتها وانصرفت على رجاء القبول.
: ــ أنا اعرف الشعر حين يمتزج بالولاء، كل حرف يصير في القصيدة كربلاء وكل إمام من أئمة الخير حسين، وكل حرف دامع العينين في مدح أهل البيت نداء نصرة ويقين وكل ياء هي لبيك يا حسين.
: ــ في يوم ميلاد النور الثامن "علي بن موسى الرضا عليه السلام" بعثت لي صديقتي مقطعا صوتيا فيه وقع يشبه حرف قلبي، استمعت له فإذا بالأبيات التي كتبتها تلقى في صحن الغدير، في حضرة الإمام "الرضا عليه السلام" والأعجب من ذلك أن القارئ قال: وفي ذات السياق وعلى همس من يريدون أن يأخذوا البردة من الإمام الرضا جاءت "وفاء الطويل" لتقول... "....."
: ــ قولي يا وفاء، يا من تداولت في هوى العصمة، والله كل حرف في محبه أهل البيت إن قيل في ليل أو نهار هو ربيع نور يزف القلب في أفق الولاء... قولي
: ــ اهتز قلبي ودمعت عيني واستبشر سؤالي، وعرفت أن مولاي سمع مناجاتي وأنه ربما القى علي شيئا من جبته.
وفي هذا العام تلقيت دعوه مباركة للمشاركة في مسابقة "شاعر الرضا"
فكتبت هذا النص قبل المشاركة:
تَدَعْبَلْتُ بِاسْمِ اللهِ، هَلْ لِي بِجَبَّتِكْ؟
فَإِنِّي شَدِيدُ الوَجْدِ، صَبٌّ لِرُؤْيَتِكْ
أُنَاجِيكَ وَالتِّحْنَانُ يُلْهِبُ مُهْجَتِي
وَنَارُ الجَوَى تُورَى بِوِرْدِ مَحَبَّتِكْ
بَكَيْتُ طَوِيلًا، وَالدُّمُوعُ رَسَائِلِي
إِلَيْكَ وَلِي حُلُمٌ يَلُوذُ بِجَنَّتِكْ
لِعَامَيْنِ يَا مَوْلَايَ حُلْمِي مُعَلَّقٌ
يُصَلِّي صَلَاةَ الشَّوْقِ فِي ظِلِّ قُبَّتِكْ
تَمَنَّيْتُ لَوْ أَنَّ الخُطَى قَدْ تَسَارَعَتْ
وَتَأْتِي لِيَ "الدَّعْوَى"، وَأَحْظَى بِرَأْفَتِكْ
أَيَا ضَامِنَ الجَنَّاتِ، يَا أُنْسَ غُرْبَتِي
مَتَى تُزْهِرُ الآمَالُ فِي ظِلِّ شُرْفَتِكْ؟
أَمَا آنَ أَنْ تُزْجَى الرِّكَابُ لِمَشْهَدٍ
فَكَمْ هَدَّنِي شَوْقِي، وَذُبْتُ لِحَضْرَتِكْ
غَدَوْتُ كَطَيْفٍ فِي جَفَافِ تَسَاؤلِي
مَتَى يَا ابْنَ مُوسَى أَسْتَظِلُّ بِحَضْرَتِكْ؟
ومن ثمَّ كتبت الأبيات المشاركة في المسابقة، وبحمد الله وتوفيقه وبركة مولاي الرضا فاز النص وحصد المركز الأول، لأحصل على لقب (شاعر الرضا)
شكرًا لله... شكرًا لمحمد وآل محمد... شكرًا لمولاي الرضا عليه السلام
حوار يزكيه الدمع بالصلوات، والدمع بليغ الأثر...
نفس الخطوات وأنت تقفين أمام مولاي "الرضا" وتنشدين سمعت مولاي وهو يقول لك
(آمنك الله يوم الفزع الأكبر يا وفاء)
واذا بعث المولى لك ........
والله يا سيدي ما لهذا جئت
موفقة أنت بالبردة، وسيدي "الرضا عليه السلام" أكرم مما نكتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat