(قراءة في خطبة الجمعة / لسماحة السيد أحمد الصافي) // 3/ ربيع الأول/ 1441 الموافق 1/11 / 2019م
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز

تطرح خطبة الجمعة موضوعات وحكما تدعم بنية المنظومة الفكرية للمجتمع، من خلال عرض الرؤى الفكرية والعلمية والجمالية.
وأفتتح سماحة السيد أحمد الصافي في خطابه بمقولة لأمير المؤمنين عليه السلام «عِنْدَ تَنَاهِي الشِّدَّةِ تكونُ الفُرْجَةُ، وعند تضايُقِ حَلَقِ البَلاءِ يكونُ الرَّخاء» ولا شك أن أقوال الإمام علي عليه السلام تشكل تراثا فكريا واجتماعيا وأخلاقيا، لذلك كان تركيز الخطبة على مشروع الأمل وهو حالة من حالات التفاؤل، عندما تصل الشدة إلى أقصاها، الله سبحانه وتعالى يفرجها.
الإنسان يطمح أن تكون أموره على خير، لكل منا تفسير خاص بالشدة ورؤية تشكيل المفهوم المقنع لديه، وكل واحد منا يفسرها حسب مدركاته، والشدة حالة من حالات الضيق طبعا لا تستمر، الموضوع عبارة عن مجموعة من البنى الفكرية التي تبلور لنا مفهوم الفرج.
(نتيجة 1)
موضوع انتظار الفرج هو الإيمان بأن مجريات الأمور كلها تجري وفق منهج الله تبارك وتعالى، والانتظار هو رضى النفس يتجلى فيها صبر الإنسان.
(نتيجة 2)
الوثوق الكلي بالله سبحانه تعالى وأن الأمور لا بد أن تتغير، كلما أدرك فلسفة الشدة استلذ بحالة الفرج.
(نتيجة 3)
صياغة الرأي الفكري في خطاب الجمعة فضيلة واعية لنشر قيم المنجز المعصوم لتهذيب العقل الإنساني وغرس بذور الخير، اعتبر الشدة من الأمور التي تنبه الإنسان، والتنبيهات مهمة لأن نتائجها اللجوء إلى الله تعالى.
(نتيجة 4)
دون هذه التنبيهات قد يتصور للإنسان أن الأمور تمشي على ظواهرها، الإدراك يجعلنا نؤمن بأن الأسباب ليست في معزل عن إرادة الله تعالى وهذا هو الإدراك الواعي الذي يوصل الإنسان إلى رقي تكوينه الإنساني، وجعل فكرة اللجوء إلى الله المأمن والملاذ، وهذا اللجوء هو مصدر صدق الإنسان وفطنته.
واللجوء إلى الله يفتح للعبد أفقا جديدا، وهذا هو الرخاء عند أمير المؤمنين عليه السلام، باعتبار أن في الضيق والتمسك بالأمل هو إننا نتعلم من تغيير الحالات، لفهم التبدلات ونستفيد منها.
اتجهت الخطبة لتسليط الضوء على الأمور الفكرية دقيقة المعنى والتي تحتاج إلى توجيه قادر للتعريف بجوهرية بعض الأمور المهمة.
(الأمر الأول)
ترتكز الفكرة حول جوهر المعنى، إن الله سبحانه وتعالى ليس له عداوة مع عبده، وهذا الأمر يعد من الأبنية الواعية في فكر الإنسان منذ نشأته، وقائم على النشأة التربوية والتعليم، وتنامي الفكرة.
(الأمر الثاني)
التعريف بأبجدية التمكين الالهي فالله سبحانه لا يعجزه شيء، وهذه القدرة الإلهية لا يمكن أن يتصور العقل البشري لها حدودا فهو القادر المقتدر الجبار سبحانه، وهذا الأمر يجعلنا نؤمن أن الله سبحانه ليس بحاجة إلى عبادتنا ولا يخشى عصيان الإنسان فهو محصن بقدرته.
(الأمر الثالث)
يعطينا الصورة الأوضح عن معنى التربية الإلهية مركز التأمل، أن الله يربينا، وهذه التربية تشمل المفهومين مفهوم الشدة ومفهوم الرخاء
في الشدة يعلمنا كيف نلجأ إليه وفي الرخاء كيف نشكره.
(الأمر الرابع)
والذي يعتبر هو الحصيلة الناتج، الإنسان الذي يضيع الملاذ ويغفل عن الشكر، سيكون بكل تأكيد لا يستحق أن يكون من العباد المنتجبين، من العباد الذين يحسبون العبودية لله تعالى.
(الأمر الخامس)
أن نؤمن بعميق المعنى الإيماني، أن نعتقد بحقيقة التمكين الإلهي، الله يرزقنا من حيث نحتسب ومن حيث لا نحتسب، وهذا يدل على الإيمان بعدم محدودية الرزق، والرزق غير محصور بمنطق أو فكرة وإنما أبعد من قابلية التفكير الإنساني.
(الأمر السادس)
الحماية الإلهية والاعتقاد بها إيمانا توصلنا إلى حالة التفاؤل، ولا بد أن نسأل الله دائما بالحسين أن يزيل البلاء، الله هو الملجأ والملاذ وهو أرحم الراحمين
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat