اتّبع مسلك الناجحين!
عبد العزيز ال زايد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد العزيز ال زايد

نقل لي كيف ترى نفسك، أقل لك من أنت أو ما ستكون عليه!
البعض لا يعيش الحرية في حياته، والتبعية تملؤُه حتى أخمصيه، لذا ننصحك أن تكون مستقلًا بذاتك، وألا تكون أداة بيد غيرك، يحركها كيفما شاء، ويتخلص منها وقتما شاء.. ركّز على ما تعتقده في نفسك، فالفرادة جوهرة التاج الذي توّجك الله به، فلا تحرم نفسك من تميزك، ولا تجعل شخصيتك نسخة كربونية لغيرك، فأنت أغلى وأنفس من أي حجر كريم.
نعود للنجاح، ونقول لك إن منطقة النجاح بعيدة كل البعد عن الفشل والفاشلين، فإذا لم تستطع تحديد الإحداثيات فتجنب المنطقة الموبوءة بحسك بالفشل، وكما أن النجاح مُعْدٍ فالفشل كذلك، لذا إياك أن تستمع لشخص يحاول إحباطك وجرّك للخلف، يلزمك ممحاة وقلم أحمر.. الممحاة لتمسح من ذهنك كل فكرة سلبية علقت برأسك، والقلم الأحمر لتشطب به على كل وسوسة تحاول إعاقتك.
والآن يا صديقي إليك السؤال: هل تعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك؟. ببساطة، عليك أن تضع نفسك في المُنخُل، فنقاط الضعف عندك عيوب ستبقى طافية في غِربالك، وعليك التخلص منها في أقرب فرصة، أما نقاط قوتك فهي مزايا ستنفذ من ثقوب المُنخُل وعليك المحافظة عليها، فهل لديك هذه المصفاة التي تفرز القشور والشوائب عن اللباب؟
ثقتك بنفسك جسرك للنجاح، وهذا النجاح بذاته جسر لثقتك بنفسك، كلاهما موصل للآخر، المهم أن تبدأ الآن لتربط الضفتين بجسر، فبإمكانك أن تسبق الآخرين لو أردت، وهذا السبق يلزمه طريق مختلف لتختصر به المسافات، وستصل لما لم يصل إليه أحد قبلك.
هل سمعت مرة كلمة مستحيل، ثم تحقق ما يقهر هذا المعنون بالمستحيل؟ إن لديك القدرة على كسر زجاجة المستحيلات، فمتى سيخرج المارد من قمقمك؟. قل لنفسك دائمًا: وجد المستحيل ليخترق، فلماذا لا يكون حلمك ذاك المستحيل الذي يستحق منك محاولة تخطيه أو الظفر به على أقل احتمال؟
همسة صادقة نسوقها إليك: لا تبتئس من بداياتك؛ فقد تكون الآن يرقة ضعيفة حقيرة، ولكنك بعد اكتمال الطور الذي تغرق به، ستكون فراشة زاهية تخلب الألباب!. فقط امنح نفسك وقتًا، واجعل الطبيعة تدور دورتها، فلن يأتي الربيع إلا بعد انقضاء ثلاثة فصول.
إذا أردت النجاح فاتبع مسلك الناجحين، وحتى نضرب لك مثلًا نسوق إليك ناجحًا لا اختلاف عليه، رغم ضعفه وضآلته!. إن الناجح الذي نعنيه هو النملة، فهلا تأملت كيف تدير حياتها؟ تأمل لعلك تجد ضالتك لديها.
النملة تكدح وتتعاون مع جيش عظيم من بني جلدتها لتكتمل تلك المستعمرة المليئة بالمدخرات، حتمًا لن تركع هذه النملة الضعيفة أمام صقيع البرد القارس، رغم هوانها وضعفها، لماذا؟ ببساطة، لكونها عرفت ضعفها وعرفت قسوة الحياة، واتخذت التدابير اللازمة لمجابهة الظروف القاسية.
فلماذا تتفوق نملة وتخسر أنت؟ ألست أكرم عند الله من نملة؟ إذا أردت الثراء فعليك بالادّخار والاستثمار، إذا أنفقت جميع دراهمك فستتبخر من راحتك الثروات، لهذا ضع نصب عينيك الحكمة: "احفظ قرشك الأبيض ليومك الأسود".
فلماذا لا نتعلم درس الادخار من حكمة النمل؟ جرّب ولو لمرة أن تكون نملة في تفكيرها، وستتغلب على الصقيع! جرّب ولو لمرة، فالتعاون والادخار والعمل الدؤوب بلا كلل ولا ملل هو بداية الطريق، كن نملة لعام واحد لتعلم الفرق بين النملة والصرصار، الذي يغني طيلة الصيف ويطرق باب الآخرين طيلة الشتاء!
إن ثقافة النملة أنقذت أمة، وهذا ما ساقه يوسف الصدّيق لعزيز مصر: {قَال تزرعون سبع سنين دأبًا فما حصدتم فذروه في سنبله إلَّا قليلًا ممَّا تأكلون}.. جرّب ادّخار ما لديك وجرّب عدم تبديد الثروات، اعمل وادَّخر، واقتفِ أثر النمل، في غضون سبع سنوات ستمتلك الحرية الاقتصادية التي ترومها.
ذات مرة شاهدت قطعة خبز صغيرة، هجمت عليها نملة مفردة لم تتمكن من حملها، وبعد ساعة تمكنت هذه النملة من نقل القطعة إلى مسكنها بمعونة فريق من الزميلات!. بصراحة، لا أعلم المماحكات والمحاصصات التي تم إبرامها بين هذا الفريق، ما أعرفه أن هذه النملة حصلت على مرادها، وأظن الجميع كسب من هذه الصفقة، المهم هو الدرس الذي نتعلمه، وهو أنّ من أراد أمرًا بلغه.
عفوًا، قد لا يكون الجميع بإخلاص النمل، هناك ذئاب لا تأكل بعضها بخلاف بني جلدتنا الذين يستمرئون أكل بعضهم، بالطبع ليس الجميع كذلك، ولكن الحذر واجب قبل فتح صندوق الانتخاب، احذر ممن له صوت الفحيح، احذر ممن يرتدي فروة الحَمَل، احذر أثناء دخولك عالم الاستثمار الذي قد يقودك للفشل، احذر من الطمع الذي تعقبه خسارة، فالادّخار أشرف لك من زيادة المال دون بصيرة.
كن كالنملة، تعمل كثيرًا وتدّخر أكثر مما تأكل، لتصحو ذات ليلة شاتية تستطعم أكل الكستناء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat