(كربلاء هي كربلاء)(مرقد الأخرس بن الكاظم عليه السلام)
اسعد عبد الرزاق هاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسعد عبد الرزاق هاني

لم أكن أعلم ولا دار بخاطري يوما أن تلك الجلسات الودية البسيطة ستكون تاريخا بالنسبة لي، عرفت من خلالها أن حب كربلاء وتاريخها يسري في دماء الكربلائيين عشقا.
سألته عن مرقد الأخرس بن الكاظم عليه السلام لم يكن الزمان حينها زمان المراقد وقد تعمدت الجهات الرسمية إهمال تلك المراقد، وأمرت تهديم الكثير منها، فأجابني كعادته مبتسما
يقع المرقد في الإبيتر بلفظ التصغير يبعد عن مركز المدينة 12 كم عن كربلاء ويرى بعض المؤرخين أن الإبيتر تابعة تاريخيا للغاضرية، ثم صمت قليلا وابتسم ليزيدني اشتياقا للموضوع وقال الأخرس بن الكاظم هو محمد بن أبي الفتح من أبناء محمد العابد بن الإمام موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام.
وكانت هناك توثيقات عبارة عن استذكار للشيخ حرز الدين في (مراقد المعارف) إنه زار المرقد عام 1967 م وكان عليه قبة متوسطة الحجم، وله حرم مشيد عامر بالزائرين يحوطه صحن صغير مشرف على السقوط والخراب وكان في بستان كبيرة عامرة قرب الطريق العام.
وكان البستان على «نهر الحصوة»، وتظلل مرقده الأشجار والنخيل، والأشجار مغروسة على بعد متر واحد من قبته الصغيرة المخروطية الشكل وحجرته المربعة (4في4) أمتار، رسم قبره شباكاً خشبياً متواضعاً في وسط حجرته، أول بناء للمرقد كان قبل أكثر من (200) سنة من قِبَل المحسنين والمجاورين له، كما كانت الهدايا والنذور و التبرُّعات المالية و المادية المصدر الرئيس لشـراء كل ما يحتاجه المرقد من مستلزمات وخدمات، وكان المرقد الشريف عبارة عن غرفة مربعة الشكل طول ضلعها (11) متراً، وبارتفاع (4) أمتار، يتوسطها القبر الشـريف، الذي يحيطه شبّاك من الحديد والألمنيوم المطلي باللون الذهبي، بطول(3) أمتار وعرض(1,65) متر وارتفاع(2) متر، تعلو المرقد قبةٌ صغيرة مخروطية الشكل, قد بانت عليها آثار القِدَم، مرَّت عمارة الضريح بمراحل عدة، وظل بسيطاً لمدة زمنية طويلة.
كانت مساحة المرقد تُقدَّر بـ (200) م2، سألته: ـ أستاذ أبو ثامر هل هناك تواريخ نستدل بها على الفترة التي عاشها؟ أجابني وكأنه كان ينتظر مثل هذا السؤال:
ـ عاش في زمن العباسيين ولا يعرف الكثير عن ولادته وقبره لما يقرب من 900عام".
عالم جليل له كتب ومؤلفات، لكنها مفقودة وبسبب رفضه لظلم العباسيين الذين ظلوا يلاحقون آل البيت وذراريهم لجأ إلى النجف، وتحديداً الكوفة ومن ثم جاء إلى هذا المكان واستقر فيه إلى أن توفاه الله.
بعد برهة صمت ظننت أنه أنهى الموضوع قال:
ـ أن عمل أهل المنطقة جدير بالتقدير فهم حافظوا على التراث إلى يوم تفهم الحكومات معنى هذه المراكز التراثية المهمة تاريخيا
رحل أستاذ عبد الرزاق الحكيم إلى رحمة الله وكأنه كان يدري بأن المرقد سيعمر، وسيزدهي جمالا، أين هو اليوم ليرى جمالية المرقد الشريف
هدم المرقد الطيني القديم وأعيد إعماره على مساحة قدرها 2700 متر مربع، وبعمارة إسلامية
تتألف البناية الإدارية من عدة غرف، وتقع البوابة الرئيسة ضمن البناية الإدارية، وهي مغلفة بطابوق (الجف قيم) والكاشي الكربلائي المنقوش بالآيات القرآنية الشريفة، استبدل شباك الضريح القديم الذي كان من الألمنيوم بصناعة الضريح الجديد مطليٌّ بالذهب والفضة ومادة (البلوم)، تحيط به آياتٌ قرآنية منقوشة على مادة المينا صنعت في الباكستان.
كما أن القبر الشريف غلف بقطعة من المرمر المنقوش عليها النسب الشريف وآيات قرآنية، وأبواب الحرم الشريف هي من الصاج البورمي صنعت في بغداد.
يقصدون الناس زيارة المرقد في أيام الأحد من كل أسبوع، أما الخاصة فهي في 25 رجب، ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، كما يشهد المزار إحياء عدد من المناسبات الدينية والثقافية.
زوار المرقد يأتون من جميع دول العالم الإسلامي، ومن أنحاء العراق كافة لقرب المزار من مركز محافظة كربلاء المقدسة، يستوعب المزار أكثر من 700 زائر، والعمل مستمرا على توسعته وشراء الأراضي المجاورة للمرقد الشريف لبناء أواوين ومسقوفات لخدمة الزائرين.
أعتقد أن مثل هذه الأخبار ستفرح أستاذ عبد الرزاق الحكيم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat