الحسين(عليه السلام) عنوان وحدتنا
وليد المشرفاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وليد المشرفاوي

التعاطي والتفاعل الذي فاق حدود التصور الإنساني مع مافيه من تجدد واشتداد في التعلق والارتباط بالمبادئ والقيم والأفكار التي تضمنتها النهضة الحسينية وتبناها أحرار العالم رغم اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الطائفية والعرقية فضلا عن التفاوت في أوضاعهم الاجتماعية ومستوياتهم الثقافية لهو أمر يثير الدهشة والاستغراب ويطرح أكثر من سؤال , بل يستدعي وقفة طويلة تستنطق حقيقة هذه الثورة وما تحمل من خصوصيات استطاعت بها أن تكسر الحواجز وتتعالى على الزمان والمكان وتذيب الفوارق وتكسب القلوب وتوحد الجهود فكانوا يسترخصون كل شئ من اجل التأسي والاقتداء بهذه النهضة العظيمة وضرورة إقامة شعائرها. إن المسيرة الإنسانية وعلى امتداد تاريخها قد ازدانت بهذا التعلق والارتباط الحسيني الأمر الذي يؤكد إن المقومات الحقيقية التي حملتها هذه الثورة التي أججت النفوس وألهبت القلوب وجمعت بين المتضادات ,فمن العبد الأسود (جون) إلى سيد العشيرة(حبيب بن مظاهر) , ومن أعداء الأمس(زهير بن لقين والحر ألرياحي) إلى من رافق النهضة في بدايتها لا يمكن أن يطالها عقل أو يستظهرها حكيم , لان عمقها وجذورها الممتدة في الأنفس يكمن سرها , فهي كقائدها (عليه السلام) حية متجددة كلما تقادم الزمان أو حوربت وجوبهت ازدادت تأصلا ورسوخا في أنفس محبيها ومريديها وما المظاهر الحسينية التي نعيشها إلا صور ناطقة لتلك الملحمة العظيمة. لقد أصبحت القضية الحسينية قضية عالمية , بعد انطلاقها من قمقم الكبت والحصار الذي فرضه النظام ألصدامي عدو الإنسانية والدين على الشعائر الحسينية باعتبارها عنوانا لرفض الظلم ومعين لاستلهام العبر , ومنبر لتلقين القيم الثورية , وهذا ما يخشاه حملة الثقافة الطاغوتية والاستبداد في كل زمان ومكان...فبعد الانهيار المريع لقلاع الظلم ألصدامي أتيحت للجماهير المليونية في داخل العراق وخارجه أن تعبر عن ولائها الواسع لسيد الشهداء من خلال زحفها المتواصل نحو قبته الشريفة في كربلاء , في أجواء مفعمة بالحزن واللوعة .. وهي تعايش بوجدانها حومة ألطف الرهيبة.. وترى بعيون قلوبها مصرع السبط الشهيد واله الأطهار وصحبه الميامين , في ملحمة ثورة تميزت بفرادة فصولها الدامية.وقد تكرر هذا المشهد طيلة الأعوام التي أعقبت سقوط النظام السابق, وتحولت إلى مظاهرة تمكنت من وجدان الناس ومشاعرهم, ما ينبئ باتساع رقعة المشاركة في المستقبل بنسبة اكبر ويمكن للمتابع أن يسجل بإزاء هذا الحدث ..جملة ملاحظات واستنتاجات..وهي:-
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat