صفحة الكاتب : رياض سعد

التعاون مع الإرهاب لمُكافحة الإرهاب : مُناقضة عَقَليّة أم خِدعة سياسيّة؟!
رياض سعد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مَن يحاول مُجابهة قوانين الطبيعة أو يتجاهل المنهج العلمي والثوابت الفكريّة مُحكومٌ عليه بالفشل المُدوّي... ؛ هَبْ أن ألفَ واعظٍ حاولوا إقناعَ الضّباع بتحريم افتراس الفرائس، وزعموا أن النباتات تُغنيها عن لُحومِ الضحايا، فلن تُغيّر الضباعُ مِن سُلوكها الجُبليّ ولو تظاهرت بقَبول تلك الموعظة الأخلاقية!

فالغريزةُ أقوى مِن منطق المُنَظِّرين، والطبيعةُ لا تُراجَعُ بالخطابات والشعارات .

كذلك، مَن يَثِقُ بالخونة ويستنجد بالجَلَّادين، ويطمحُ لتحقيق السلام عبر التفاوض مع الذبّاحين، فهو كَمَن يطلبُ النورَ مِن ظُلمةٍ، أو يَتَوقّعُ زَخّاتِ المطرِ مِن صحراءَ قاحلة!

فكيف يُعقَلُ أنْ تتحقّقَ الأمنُ والاستقرارُ عبر مُصافحةِ أيدي عُصابات البعثِ الهمَجية، أو مُرتكبي الجرائمِ مِن فلولِ النظام السابقِ وزُمرِ الإرهاب؟!

إنها مُعادلةٌ مُستحيلةٌ: كطلبِ البَردِ مِن لهيبِ النار، أو انتظارِ الدفءِ مِن صقيعِ الثلج.

وهنا يَبرُزُ السؤالُ المُحيّر: إلى متى ستستمرُّ الحكوماتُ العراقيةُ – رغم شرعيّتها الانتخابية – في تقديمِ التنازلاتِ المُتتالية لقوى الخارجِ، ولأذرُعِ الإرهابِ والطائفيةِ المُتوحشةِ داخليّاً؟ أليسَ في هذا الاستسلامِ المُتكرّرِ إجهاضٌ لسيادةِ الدولة، وتغذيةٌ لدوامةِ العنفِ التي لا تنتهي؟!

والعجيب ان الحكومات العراقية غضت الطرف عن ازلام النظام البائد وزمر البعث الحاقد ولم تحاسبهم حسابا عسيرا ولا حتى يسيرا , ومع ذلك فعلت تلك الفلول الافاعيل النكراء بالعراق والاغلبية والامة العراقية , ومع ذلك اغدقت عليهم بالمناصب والرواتب والامتيازات , وها هي تعيد الحماقات والرؤى الفاشلة والاستراتيجيات ذات التداعيات السلبية مع فلول الارهاب والطائفية بحجة اللحمة الوطنية و بذريعة نجاح العملية السياسية , وهي بهذه السلوكيات البعيدة كل البعد عن منطق الدولة والوطنية والعدالة والسيادة ؛ تجرأ العصابات الاجرامية والحركات الارهابية على التمادي في خرق القوانين والتواطؤ مع الاعداء واستمرار الانتهاكات والخروقات وارتكاب الجرائم والمجازر والسرقات .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض سعد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/29



كتابة تعليق لموضوع : التعاون مع الإرهاب لمُكافحة الإرهاب : مُناقضة عَقَليّة أم خِدعة سياسيّة؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net