صفحة الكاتب : د . حاتم عباس بصيلة

النساء والكتب
د . حاتم عباس بصيلة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سمعت احد المثقفين القدامى وهو يصف طريقة شرائه للكتب وكيف يدخل الكتاب إلى بيته دون ان تعرف زوجته بذلك حيث يفتح باب بيته بهدوء ليضع الكتاب في الحديقة ثم يدخل دون أن تعرف بذلك وبعد ان يرتاح قليلا يذهب إلى الحديقة ليستل كتابه من الأحراش كأنه لص ثم يدخل بالكتاب الميمون منسلا إلى مكتبته دون مشاكل!! وهو يذكر ذلك ضاحكا من الأمر خوفا من زوجته
وفي واحدة من المآسي التي اطلعت عليها بنفسي كانت تتعلق بأحد الشعراء الذي خابرني في ساعة متأخرة من الليل بصوت فيه بحة من الألم قائلا :لقد أحرقت زوجتي مكتبتي!! أستاذ حاتم!! فهدأت منه ذلك الألم والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تكره الزوجات الكتب!!؟ في وقت تعتبر المكتبة رئة الحياة العلمية التي لابد لكل بيت أن تكون به!!؟
وفي ظني أن هناك عدة إجابات لابد من تسليط الضوء عليها منها قد تتعارض الكتب مع الحاجات الإنسانية فليس من المعقول أن يظل المثقف يشتري كتب الفلاسفة وزوجته لا تستطيع أن تشتري ثوبا يفرحها أو تفرح الطفل بلعبة كبقية الأطفال ولا يمكن لفيلسوف كبير ان يظل أمام مكتبته واقفا يتأمل عظمة الفكر الإنساني ولا يفكر بما يدور في فكر ووجدان أطفاله وهم يرون الأسوياء من الأطفال في نعيم من الطعام والشراب حاسدينهم على ذلك فلا قيمة لأفلاطون أمام الجوع والتشرد بلا مساكن تؤويهم ولكن النساء التي أحرقت الكتب ذات يوم والتي يخاف احد المثقفين بروحه المرحة من إدخال كتاب الى بيته لم تكن تلك النساء ممن تحتاج حاجة دون ان يؤتي لها الرجل بها فبماذا نفسر ذلك؟ وهنا يبدو العامل العاطفي مهما في الأمر عندما تغار النساء من الكتب التي ينشغل فيها المثقف أو الكاتب أو الأديب عن زوجته وفي الحقيقة ان الخاسر الوحيد هو الرجل في هذا الأمر فطريق العاطفة المفتوح أمامه لا ينكره إلا غبي من الأغبياء!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حاتم عباس بصيلة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/23



كتابة تعليق لموضوع : النساء والكتب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net