صفحة الكاتب : صدى الروضتين

حوار مع كتاب الفكر الإمامي من النص إلى المرجعية   تأليف الدكتور محمد حسين الصغير "دار المحجة البيضاء" 
صدى الروضتين

 جاء الكتاب ردا على كتاب (تطور الفكر الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه) 
للكاتب أحمد الكاتب لفضح أساليبه المرتكزة بين الطعن وتزييف الحقائق. 
صدى الروضتين: 
ـ يعترض أحمد الكاتب على العصمة على أساس أنها مرفوضة من قبل أهل البيت عليهم السلام، فما هي العصمة ومن أين استمدت جذورها؟ 
الدكتور محمد حسين الصغير: 
ـ أولا... أحمد الكاتب لم يلتزم بالوحدة الموضوعية في البحث فهو يعمل عل إيجاد ثغرة هزيلة ينفذ منها. 
***  
ثانيا... العصمة مبدأ يستمد جذوره من أصول راسخة تقوم على أساس من الكتاب والسنة والعقل والإجماع  
***  
ثالثا... تسلسل المراتب في الطاعة... الله.. الرسول.. أولي الأمر. 
كيف نعتبر الفاسقين والجائرين والظالمين هم أولي الأمر؟ ولا يمكن الأمر بطاعة غير المعصوم 
***  
 رابعا... أحتج بمنزلة التواضع عند الإمام علي عليه السلام، على أنه لم يذكر العصمة في كلامه، وبهذا التواضع أراد أن يميز حكمه عن حكم الطواغيت، ويرفض الحصانة (إني أنا وأنتم عبيد مملوكون لرب لا رب غيره) 
أحمد الكاتب يعترض على العصمة بدعاء أمير المؤمنين (اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ، وسقطات الألفاظ، وسهوات الجنان، وهفوات اللسان) ذهب الكاتب بعيدا إلى حيث لم يذهب أحد من أعداء أمير المؤمنين عليه السلام، إنه كان على صفة واحدة من المخالفة الشرعية وما هو إلا شبيه دعاء نوح وابراهيم والانبياء عليهم السلام، طلب المغفرة وطلب التوبة وحتى كتاب الله يخاطب النبي صلى الله عليه وآله (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) العصمة ملكة متأصلة في تكوين الأئمة عليهم السلام وتركيبهم الإنساني. 
*** 
خامسا... هو يستشهد بأقوال الأئمة عليهم السلام لنفي العصمة كقول أمير المؤمنين (إن الله طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه) ثم يعقب بعد أن يرد قول العصمة لأمير المؤمنين بأن الحديث لا قيمة له علمية  
***  
 سادسا... يتقول كثيرا على الإمام الصادق عليه السلام ويقول كان له موقف سلبي من المتكلمين الإمامية، وهذا أدعاء غير علمي، هو الذي عجز أن يعطي ولو مثالا واحدا، المتكلمون من الإمامية لا ينطقون إلا عن رأيه وعندما يحدد له نظم التوجيه فهذا ليس من المواقف السلبية ومن المفارقة أن أحمد الكاتب يحتج بكلام الإمام الصادق عليه السلام (إني أمرت قوما يتكلموا ونهيت قوما) وهذا ليس من سبيل السلبية بشيء، وإنما هو دليل تخطيط رسالي يقيم به الإمكانية  
***  
 سابعا... يأتي بالكثير من المواضيع التي لا أصل لها، فهو يدعي أن الشيعة لم تختلف إلى الإمام الكاظم عليه السلام 
 السؤال:  
ـ متى انصرف الشيعة عن إمامهم موسى بن جعفر؟ ومن قال بهذا؟ 
الثورة على النظام شيء والإمامة شيء آخر، والثوار كانت دعوتهم إلى الرضا من آل محمد ولم يعلن أحدهم نفسه بديلا عن المعصوم، أما مسألة الإيمان بأنه الإمام الكاظم لم يمت فهذه لعب السياسة. 
***  
ثامنا... كل المواضيع تؤدي لديه تشكيك في إمامة كل إمام، عن مبحث النص / مبحث العصمة / فلسفة الغموض  
***  
تاسعا... يطرح الكثير من الأمور المحسومة عند العلماء والساسة وخلفاء بني العباس، مثلا يحتج بقول الإمام الرضا عليه السلام بقبول ولاية العهد، والعهد كما يقول هو إعلان شرعية خلافة المأمون، ويتناسى ويتغافل عن شروط العهد لأن لا ينصب ولا يعزل ولا يأمر ولا ينهي، ما الذي بقى من العهد؟ 
أمور تدل على لا شرعية حكم المأمون، أو نجده يطرح مسألة مصطلح أهل البيت عليهم السلام، هل يشمل أمهات المؤمنين من أزواج الرسول، مسألة تجاوزت الخلافية واستقر الأمر بأن المصطلح يخص ائمة أهل البيت عيهم السلام، أو نجده يرفض طفولة الائمة وهو منصب إلهي غير خاضع لمقاييس العمر, والإمام الجواد عليه السلام رغم صغر سنه، تجلت له كرامات بمناقشاته ومناظراته بحضور الخليفة المأمون، وائمة الجور ليسوا بحاجة إلى مشورة أحمد الكاتب ليعلمهم كيف يسعون لتحشيد عشرات العلماء والمتخصصين في الفقه والكلام والشرع وخرج بإعجاب  العلماء بعلمية الصبي الإمام 
&&&&  
 صدى الروضتين: 
 ـ هل امتلك أحمد الكاتب نصوصا للعلماء المسلمين تشك بإمامته التي فرضت وجودها؟ 
الدكتور محمد حسن الصغير: 
 ـ هو لا يستطيع مهما حاول، بل كان صغر السن عند الإمامين دليلا صارخا على مبدأ الإمامة، العلماء جميعهم لم يستطع أحد أن يشكل على الإمامين الجواد أو الإمام الهادي عليهما السلام, إن في الفقه والتشريع  التوجيه والحكمة وعلوم القرآن، حتى من كان يستهزئ بصغر عمر الإمام بإيحاء من السلطة الحاكمة بإمامة هذا الصبي المعجزة، لكنهم ذهلوا بالمستوى العقلي والثقافي والمعرفي، بل ذهب أحمد الكاتب على أن الشيعة بصورة عامة لا يأمنون بالإمامة الإلهية، هذا كلام عجيب لا يدعمه نصا تاريخيا، والتأريخ يثبت العكس تماما، وهو يكرر الكلام ويعيده بمناسبة أو دونه  
&&&&
صدى الروضتين: 
ـ لدينا رأي بأن هذا
كتاب تحرير مجموعة من الكتاب والباحثين لهذا هناك تذبذب في المستوى، كل موضوع لا يشبه الثاني من حيث الأداء معلومات متضاربة 
تكرار وادعاءات غير منصفة، أعتقد أن أحمد الكاتب نفسه غير مقتنع بها 
الدكتور محمد حسين الصغير: 
ـ رأي وارد وذكي وقفنا عليه نحن في عدة محاور وإلا فالأدلة موجودة ومن يقرأ التأريخ الإمامي ليبحث عن زلة تاريخية لا بد أن يمر بهذه الإشعاعات الفكرية، لكن القراءة والكتابة في هذا الموضوع كان ضمن غايات وظيفية ارتزاقية في صفحة يقر بإمامتهم ويبعث له السلام وفي صفحة أخرى ينفي الإمامة ويشكك بها، تارة يقر بمبدأ الاثني عشرية وفي مواضيع أخرى يرى بأن الإمامة غير محددة بوجود معين، وإنما هي مستمرة في الأعقاب، وتارة يورد القول بروايات تتحدث عن عدد الأئمة  المنصوص عليهم، نجده يقر بالإمامة وبعد صفحتين ينكرها، جاء في كتاب المجالس السنية للأميني العاملي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال للإمام  الحسن عليه السلام (يا بني أنت ولي الأمر بعدي) وفي كتاب الصلة بين التشيع والتصوف للأستاذ كامل مصطفى الشبيبي، يقول فيه أن الدكتور أحمد أمين أثبت في ضحى الإسلام أن التشيع ظهر في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان أبو ذر وسلمان وعمار والمقداد يتصرفون كشيعة لعلي عليه السلام على مرئ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبن حجر العسقلاني من الصواعق يروي عن النبي أنه قال يا علي أنت وأصحابك في الجنة، وعند ابن عساكر يقول النبي ص (والذي نفسي بيده أن عليا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) فأحمد الكاتب أو غيره هم يعرفون تماما حركة التشيع إنما هي حركة للمحافظة على الإسلام. 
نعود إلى رأي صدى الروضتين فهو رأي صحيح، والتمادي بالغي أظهر الكتاب وكأنه عبارة عن مقتطفات مختارة لمجموعة من الكتاب، تهجموا على علماء الشيعة وعلى الأئمة أنفسهم، ويدعى الكاتب الولاء لأئمة أهل البيت عليهم السلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صدى الروضتين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/08



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع كتاب الفكر الإمامي من النص إلى المرجعية   تأليف الدكتور محمد حسين الصغير "دار المحجة البيضاء" 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net