عاشوراء في قرية (فلين) السويديه
جعفر المهاجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سلاما صاحب الشيب الخضيب
سلاما صاحب الخد التريب
سلاما أيها المقتول ظلما
ومنكوث الثنايا بالقضيب
سلاما ماأبرك من ذبيح
سلاما ماأعزك من ذبيح
ورأسك فوق رأس الرمح يتلو
كتاب الله في يوم عصيب
سأبكي مارأت عيني شهيدا
ويعلو أيها الظامي نحيبي
فياسبط الرسول عليك مني
سلام الله من قلب كئيب
حسين لم يزل في الروح حيا
سيبقى رغم أعدائي حبيبي
ويبقى باسمه شعري ونثري
عسى ربي به يمحو ذنوبي
بمناسبة حلول ذكرى عاشوراء الدم والشهادة ذكرى شهادة سبط رسول الله ص الأمام الحسين ع سيد شباب أهل الجنه أقامت حسينية (أهل بيت الرسول ص) التي فتحت حديثا في قرية فلين السويدية مأتما حسينيا لمدة عشرة أيام حضرها عدد من المسلمين الموالين لآل البيت الغر الميامين ع ليستلهموا من نهضة الأمام الحسين ع قيم البطولة والتضحية وقول الحق . بعد أن تنفسوا الصعداء لحصولهم على هذا المكان ليجمعهم على العبادة والتقوىويقيموا فيه الصلاة والمحاضرات الدينية من خلال جهد وبحث دام عدة أشهرتجمعهم كلمة الله الواحد الأحد بسم الله الرحمن الرحيم : (ياأيها الذين آمنوا آركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون . )الحج -77 وقول رسوله الكريم محمد ص: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد أذا اشتكى بعضه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . ) وتيمنا بقول الأمام الحسين عليه السلام : (ألزموا مودتنا أهل البيت فأن من لقي الله وهو بودنا دخل في شفاعتنا. ) وقول الأمام جعفر الصادق ع (رحم الله من أحيا أمرنا أهل البيت) فقد سارع العدد القليل من المؤمنين المقيمين في هذه القرية السويدية الصغيرة لأحياء هذا الأمر العظيم والكبير في معناه وأهدافه الإنسانية الجليلة بعد أن حصلوا على المكان الملائم وتوالى الشيوخ الأفاضل محمد البهادلي وعادل الفتلاوي ورائد جواد والسيد محمد السعبري ليهنؤا القائمين على هذه الحسينية أولا وليقدموا محاضراتهم القيمة عن النهضة الحسينية الخالدة وأهدافها الأنسانية والأخلاقية السامية وما أحوجنا اليوم للأقتداء بتلك المبادئ العظيمة التي ضحى من أجلها سبط رسول الله الأمام الحسين ع وماهو دور المسلم الموالي لأهل البيت ع في هذا الزمن ؟ وكيف نجسد مقولة الأمام الحسين ع : (فكروا في قضايا أمتكم من خلال الإسلام الذي حمله جدي رسول الله ص . وأصلحوا مافسد منها .فكروا في قضايا الأمة حتى يكون كل واحد منكم مسلما يحمل هم الإسلام كله وهم المسلمين كلهم . لاتعيشوا عصبية الذات والعائلة أو الوطن أو عصبية القوميه . عيشوا رسالة الإسلام في كل المساحات الإنسانية التي للإسلام فيها قضيه . والرسالة فيها خط وللإنسان فيها انفتاح. )
وركز المحاضرون الشيوخ الأفاضل على أن ثورة الحسين ع قامت لاستئصال جذور الفساد ومظاهر الانحراف وليكن كل مسلم مغترب حارسا على نفسه ومرشدا لها للسير وفق تلك المبادئ الخلاقة ولم تعد النهضة الحسينية اليوم محصورة بمنطقة جغرافية معينة بل راحت تتفاعل معها كل النفوس البشرية التي تهفو ألي قيم الحق والفضيلة والاستقامة في الحياة . ولم تعد ثورة الحسين اليوم خافية على أي إنسان في عالمنا المعاصر حيث دخل الكثير من الأوربيين ألي خيمة الإسلام بعد أن أطلعوا على مبادئه الإنسانية العالية غير عابئين بالقوى الإرهابية الإجرامية التي تحاول خطف الإسلام وجعله دينا للقتل الهمجي الأعمى والإسلام منها براء براءة الذئب من دم يوسف . أن هؤلاء القتلة الأوباش هم ألد أعداء الدين الإسلامي وقد سقطوا في الدرك الأسفل من السقوط الأخلاقي بجرائمهم المنكرة هذه وما جريمة المجرم تيمور عبد الوهاب الذي حاول قتل أكبر عدد من الناس المسالمين في شارع تجاري في العاصمة السويدية استوكهولم ألا جزء من هذا المخطط ألأجرامي الهمجي الذي ترفضه كل الأديان السماوية و الذي تقوم به القاعدة لتشويه صورة الإسلام النقية والطاهرة.
وركز الشيوخ المحاضرون على دور الأسرة المسلمة في الغرب لكي تقدم صورة مشرقة عن الإسلام ومبادئه العظيمة. وقد تبرع كاتب هذه السطور بتدريس مبادئ اللغة العربية لأبناء المقيمين في هذه القرية وألقى بعض القصائد والكلمات عن ثورة الأمام الحسين ع وحضر الرادود الشاب كرار الحكيم من مدينة أسكلستونا لإلقاء بعض الردات و الأشعار الشعبية في حق الأمام الحسين وأهل بيته الغر الميامين ع الذين ضحوا بأرواحهم وبكل مايملكون في سبيل الأسلام وكانت الجلسات تستمر لعدة ساعات بعدها يتم تحضير العشاء ثم يودع الموالون بعضهم بعضا وأيصال الذين تقع دورهم في قرى أخرى من قبل الحاضرين الذين يمتلكون السيارات رغم شدة العواصف الثلجية التي تضرب أوربا في هذه الفتره. لقد كانت تلك الأجتماعات هي أجتماعات المودة والحب والتكافل بين المسلمين المؤمنين في هذه القريه. وستبقى حسينية أهل بيت الرسول ص الصغيرة التي برزت ألي الوجود بجهود الخيرين مدرسة ونواة لأحياء مبادئ الإسلام ورسولنا العظيم محمد ص ومدرسة لتعليم مبادئ اللغة العربية أن شاء الله وتملأ نفوس القائمين عليها الآمال للحصول على مكان أوسع وأكبر يتناسب وزيادة المسلمين المؤمنين في هذه القرية مستقبلا. وختاما لايسعني ألا أن أقول شكرا للذين حضروا هذه المجالس الحسينية الطيبة وشكرا للشيوخ الأفاضل الذين ألقوا تلك المحاضرات القيمة وستبقى النهضة الحسينية شعاع الدرب لكل المؤمنين المخلصين للأسلام العظيم ومبادئه الأنسانية بغض النظر عن مذاهبهم والله من وراء القصد.
جعفر المهاجر/السويد
19/12/2010