قيود طالبان على المجالس الحسينية.. تهديد لوحدة المذاهب

يقيم الشيعة في أفغانستان هذه الأيام المجالس الحسينية وذلك في ظل قيود واسعة النطاق تفرضها حركة طالبان؛ قيود وصفت بأنها “قاسية” و”غير مسبوقة” وهناك تحذيرات من تداعياتها.

وافادت وكالة شفقنا قسم أفغانستان، بأن حركة طالبان فرضت، منذ بداية شهر المحرم، قيودا تدريجيا على مجالس العزاء الحسيني (ع) وأصحابه، مع انه لم يتم الإعلان عن ذلك رسميا عبر قنوات طالبان الرسمية.

وبحسب المعلومات التي تلقتها شفقنا، فإن قوات الشرطة وقوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لحركة طالبان، هي المسؤولة عن فرض القيود على الحداد في شهر المحرم.

وقالت مصادر محلية في المناطق الشيعية في كابول وهرات لشفقنا، إن القوات تعامل الشيعة “بالعنف” واعتقلت ما لا يقل عن 10 أشخاص حتى الآن.

وأفادت تقارير غير مؤكدة أن قوات طالبان قتلت بالرصاص شابا في ولاية هرات بسبب احتجاجه على قيام عناصر من طالبان بتنكيس وتمزيق أعلام الحداد.

وفرضت حركة طالبان قيودا جديدة على مراسم العزاء في شهر المحرم هذا العام.
كما منعت الشيعة من دعوة السنة إلى مراسم العزاء، وإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام، ورفع الأعلام إلا على جدران المساجد والحسينيات، كما أنزلت أعلام العزاء من ابواب البيوت والاسواق والمتاجر الكبرى.

تحذيرات من عواقب تصرفات طالبان
وأثارت القيود التي فرضتها حركة طالبان على مجالس العزاء الحسيني خلال هذه الأيام من المحرم ردود فعل واسعة النطاق من المواطنين والسياسيين الأفغان، الذين أعربوا عن قلقهم بشأن تداعيات هذا الأمر على مستقبل البلاد.
وقال مدير الأمن الوطني الأفغاني السابق رحمة الله نبيل، إن شعائر المحرم وعاشوراء “مقدسة” عند الشيعة والسنة في أفغانستان.

وفي إشارة إلى القيود التي تفرضها حركة طالبان أضاف أن “هذا العمل الظالم لا يشكل إهانة للقيم الدينية فحسب، بل يهدد وحدة الجماعات العرقية والدينية في أفغانستان”.

وقال رئيس الأمن القومي الأفغاني السابق: “إن ما تقوم به طالبان في قمع هذه الطقوس يعد اعتداءً على الحرية الدينية وحقوق الإنسان وأن شعب أفغانستان، شيعيا وسنيا، لن يستسلم لقمع طالبان، وتصرفات طالبان هذه ستكلفهم غاليا في نهاية المطاف”.

كذلك بعثت حركة أيام السبت الأرجوانية الأفغانية برسالة مفتوحة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تصف فيها القيود التي تفرضها طالبان على مجالس العزاء في المحرم بأنها “انتهاك لحقوق الإنسان” و”الحرية الدينية” وتدعو إلى وضع حد لمضايقات طالبان للشيعة الأفغان.

واضافت “إن المضايقات التي يتعرض لها الشيعة الأفغان خلال شهر المحرم هي جزء من حملة ممنهجة لقمع الأقليات الدينية. ونحن ندعو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة وبشكل حاسم لمنع وقوع المزيد من الجرائم”.

وقال داود ناجي، رئيس لجنة العلاقات السياسية والعامة في جبهة تحرير أفغانستان، قال ان هذه الجماعة ولمدة 20 عاما قتلت الناس باسم الدين وليس لها الحق في الحديث عن بدعة؛ مشيرا الى تصريحات أحمد الله متقي، رئيس الإعلام والثقافة في طالبان في هرات، الذي وصف مجالس العزاء الحسيني في المحرم بأنها “بدعة” مبررا القيود المفروضة على الشيعة.

وقال ناجي: “الذين انتحروا باسم الدين وقتلوا آلاف المدنيين الأبرياء، والذين زرعوا الألغام في الطرق العامة، ودمروا المرافق العامة، وأحرقوا المستشفيات والمدارس، والذين قتلوا نصف سكان البلاد وحرمهم من كافة حقوقهم، لا يحق لهم أن يتحدثوا عن البدع”.

كما رد مواطنون أفغان على تصريحات مسؤول طالبان، معتبرين أن مجالس العزاء في المحرم ليست “بدعة” فحسب، بل هي أيضا تهدف إلى الحفاظ على القيم الإسلامية وتخليد ذكرى حفيد رسول الله الذي ضحى بحياته وكذلك أبناءه والصحابة في سبيل المحافظة على دين الله ورسوله.

“نحن لن نستسلم”
وصف عدد من الشيعة الأفغان القيود التي تفرضها حركة طالبان على حداد محرم بأنها “قاسية” ومخالفة لروح التقارب الديني التاريخي في البلاد.

ويقولون إنه إذا كان هدف طالبان هو أو “التوقف عن إقامة مراسم العزاء في شهر المحرم”، فينبغي أن يعلموا أنهم لن يحققوا هدفهم.

وقال محمد رضا، أحد سكان المنطقة الشيعية غربي كابول، لشفقنا، إن “الشيعة أقاموا مراسم عزاء للإمام الحسين (ع) في أصعب أيام تاريخ أفغانستان”.
وأضاف: “لا يوجد عام في تاريخ أفغانستان لم تقام فيه هذه المجالس، لذا فإن محاولة الحد منها أو إيقافها لا جدوى منها”.

وقال أحمد شاه عالمي، وهو من سكان المنطقة، لشفقنا: “لن نستسلم لهذه القيود. إن الحضور الحماسي للناس في الحسينيات يظهر أنه لا يمكن لأحد أن ينزع حب الإمام الحسين من قلوب هؤلاء الناس”.

واضاف إن الشيعة ليسوا وحدهم. كما يقيم الأخوة السنة المجالس الحسينية وإحياء ذكرى ثورة الإمام الحسين في مساجدهم. لذا فإن طالبان تقف وحدها ضد الشعب وقد أظهر التاريخ أن القمع لا يمكن أن يستمر.

وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي تفرض فيها حركة طالبان قيودا واسعة النطاق على مجالس العزاء الحسينية خلال المحرم.

وقد لقيت هذه القيود إدانة ليس فقط من جانب الشعب الأفغاني، شيعة وسنة، بل من جانب المنظمات الدولية والأمم المتحدة.

وقد ذكرت الأمم المتحدة مرارا وتكرارا بالقيود التي تفرضها حركة طالبان على الشعائر الدينية الشيعية ومعاملة الجماعة للشيعة كأمثلة على انتهاكات حقوق الإنسان في أفغانستان، ووصفت ذلك بأنه “جريمة ضد الإنسانية”.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/14



كتابة تعليق لموضوع : قيود طالبان على المجالس الحسينية.. تهديد لوحدة المذاهب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net