صفحة الكاتب : خديجة عبدالواحد ناصر

ودائعٌ من وحي القرآن الخطوط العامة التي تميز الشريعة الاسلامية》
خديجة عبدالواحد ناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ ....}الاعراف:157

ان الخطوط العامة هي ما يميّز الشريعة الإسلامية التي جاء بها النبي محمد(ص)، وهي تتحرك في حياة الناس في نقاط ثلاث :- 

النقطة الأولى:  هي <الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر> ، فليس هناك عمل يأمر به الإسلام، إلا وهو خاضعٌ لعنوان المعروف، ويعني ما يعرفه الناس في وجدانهم لانسجامه مع المبادىء الخيّرة والقيم الروحية، وارتكازه على قاعدة المصلحة الإنسانية، أو ما لو عرف الناس أساسه التشريعي لأصبح قريباً ممّا يعرفونه أو يألفونه في ما يرتبط بحياتهم المستقبلية... وليس هناك عمل ينهى عنه الإسلام إلاّ وهو خاضعٌ لعنوان المنكر الذي هو ما ينكره الناس في فطرتهم الإنسانية لنتائجه السلبية على حياتهم، ولارتكازه على قاعدة المفسدة والمضرة التي تسيء إلى حركة التوازن في الحياة. وربما كان لهاتين الكلمتين «المعروف» و «المنكر» بعض الإيحاء بأن التشريع ينسجم مع الخطّ الوجداني للفطرة الإنسانية السليمة التي لا تعرف ولا تألف إلاّ الخير، ولا تنكر أو ترفض إلاّ الشرّ، فإذا عرفت الشر، وأنكرت الخير، فإن ذلك يعني الانحراف عن الاستقامة في الفكر والوجدان والشعور. 

النقطة الثانية: <تحليل الطيّبات وتحريم الخبائث> ، فليس في ما أحلّه الله إلا الطيّب الذي يرتاح إليه الذوق الإنساني، في ما يتذوّقه الناس من الأشياء الطيّبة، أو الذي يلتقي بالمنفعة لحياتهم في أرواحهم وأجسادهم، وليس في ما حرّمه الله إلا الخبيث الذي تعافه النفس، ويستقذره الذوق، وترفضه الفطرة... وإذا كان الناس يستطيبون بعض المحرّمات أو يعافون بعض المحللات، فلأنهم كانوا لا ينظرون إلا إلى الجانب السطحي من تلك الأشياء، ولا يتطلّعون إلى أعماقها ليكتشفوا الجانب الخبيث في عناصرها الذاتية التي يستطيبون، وليعرفوا الجانب الطيب في أعماق الأشياء التي يعافونها، لأنّ المقياس في ذلك كله هو في الخصائص الذاتية للأشياء وللأعمال وليس في الجوانب الظاهرية منها. 
النقطة الثالثة:<الإصر وهو الثقل والأغلال> ، فليس في الإسلام حكم يثقل على الإنسان القيام به، إلا بما يفرضه التكليف في ذاته من ثقلٍ طبيعيٍّ يمارسه الإنسان بطريقةٍ عاديّة... وقد رفع القيود التي فرضتها بعض الظروف والأوضاع السلبية لدى الشعوب الماضية، مما اقتضى الشدّة في التشريع والصرامة في التحريم. وبذلك كانت الشريعة الإسلامية شريعة التخفيف والتسهيل والتسامح في كل أحكامها المتعلّقة بالفرد أو بالمجتمع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خديجة عبدالواحد ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/05/09



كتابة تعليق لموضوع : ودائعٌ من وحي القرآن الخطوط العامة التي تميز الشريعة الاسلامية》
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : شهد الخفاجي ، في 2024/05/10 .

احسنتم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net