لا حدود للتفكير ولكن بضوابط ...نقد اراء عبد الكريم سروش -3-
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سامي جواد كاظم

كثيرا ما يثني الدكتور سروش على المجتمع الليبرالي وخصوصا القوانين التي تحكمه مدعيا ان الحرية في كل شيء متاحة فيه على عكس المجتمع الاسلامي بالرغم من ان كل اطروحاته موجه الى الخطاب الديني ولكنه يبطنها فيلسع رجال الدين من غير تشخيص المقصود في النقد باعتبار ان الخطاب الديني هو خطاب تكليف لايحق للمسلم السؤال والنقد ، وهنا يخلص سروش للقول في مبانيه للنظرية الليبرالية الى:
(إن الليبرالية لا موقف لها من أي دين، فهي ترى الإنسان محقاً وحراً في اختيار أي عقيدة أو دين، ولا تتكلم إطلاقاً عن تكليف محدّد تجاه دين محدد، بل تتسع كدائرة كبيرة للأديان والمذاهب والمِلل والنِّحل كافة، بل إنها تؤكد على البقاء في ظروف ما قبل اختيار الدين.وبهذا تكون الليبرالية متصالحة مع الدين العقلي/الحر غير الرسمي، بمقدار مناهضتها للدين الرسمي \"الإجباري\".) انتهى ـ مباني النظرية الليبرالية - عبدالكريم سروش .
وحتى يكون الرد بليغ على سروش استشهد بحادثة وقانون للمجتمع الليبرالي والمتمثل باوربا وامريكا ، وزيرة العدل الالمانية هيرتا دوبلر-جيملين تم ارغامها على الاستقالة من الحكومة ، لماذا؟ لانها وحسب ادعاء المجتمع الليبرالي انها شبهت بوش بهتلر في حقيقة الامر انها كانت تتحدث إلى اتحادات العمال ولم تكن تعرف أن حديثها سيتم تسجيله، أن رغبة بوش في شن حرب ضد العراق لا تعود إلى النفط فقط.وقالت دوبلر-جيملين كما نقلت عنها صحيفة شوابش تاجبلات \"إن الاميركيين لديهم حاليا ما يكفي من النفط\"، مضيفة \"إن بوش يريد أن يصرف الاهتمام عن متاعبه الداخلية، وهذه طريقة شائعة، وقد استخدمها هتلر أيضا\".
بسبب هذا التصريح اقيمت الدنيا ولم تقعد ومن قبل من ؟ ليس من عوام الناس بل من جهابذة الليبرالية اين الحرية في ذلك ؟
اما في فرنسا فقد تم استدعاء عضو مجلس الشيوخ من أصل عربي إلى القضاء؛ لمحاكمتها بتهمة معاداة السامية والحض على العنف والكراهية العنصرية، لمجرد أنها انتقدت وحشية إسرائيل ضد النشطاء المدنيين في أسطول الحرية.اما قانون معاقبة كل من ينكر محرقة اليهود فانه ساري المفعول وقد تم منع المفكرين والاساتذة من التشكيك بمحرقة اليهود وقد تم محاكمة البعض منهم بالغرامة والاقالة اين هي حرية التفكير .
وحتى نؤكد على نوازع شروس الشخصية ضد الاسلام نذكر لكم حديثه حيث يقول عندما كنت في كلفورنيا تم دعوتي الى القاء محاضرة في جامعة بركلي(The university of California, Berkeley) حول التشيع. والقيت المحاضرة تحت عنوان \"التشيع يحتاج الى اصلاح\" ومن ضمن ماقاله :\" أشير هنا إلى ظاهرة قبيحة تتمثل في لعن صحابة الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) والتي كانت ولازالت منتشرة بين أتباع المذهب الشيعي. إلا أنه يجب أن نشير إلى أننا نسمع في الوقت الراهن أن علماء الشيعة ورموزها في ايران يحاولون الحد من ظاهرة سب علماء أتباع المذهب السني ورموزهم. هذ توجه رائع ولكنه جاء متأخرا بعض الشيء ويجب أن يكون قد حدث قبل هذا الوقت بعصور كما أن عامة الشيعة كان يجب أن يكونوا قد تعلموا من علماءهم احترام الأكثرية\"
عدة محاور في هذه الفقرة تستحق الوقفة والرد ولكنني اشير فقط الىاخر الفقرة حيث انه يطالب بالالتزام بتعاليم علمائهم وهو من ينتقد التزام المسلمين باقوال علمائهم هذا اولا وثانيا هو يذكر ان علماء الشيعة يحاولون الحد من هذه الظاهرة فبالرغم من انه يصفها رائعة لكنه لا يستطيع الا ان ينتقد فيقول جاءت متاخرة وثالثا طالما ان التوجه للحد من هذه الظاهرة فلم اثارت الماضي والنقد بالرغم من ان نقده ليس في محله ويستحق الرد
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat