صفحة الكاتب : علي وحيد العبودي

الزهايمر السياسي!!
علي وحيد العبودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لم يكن يعرف الطبيب الالماني لويس الزهايمر انه سيكتشف ذات يوم احد اخطر الامراض التي تصيب الجهاز العصبي لتدمر الخلايا العصبية المسؤولة عن الذاكرة في المخ.
جميعنا يعرف مرض الزهايمر الذي حمل اسم مكتشفه او مرض ( النسيان) كما يحلو للكثير تسميته، هذا المرض الذي يصيب المتقدمين في السن ما زال الاطباء الى يومنا هذا يبحثون له عن علاج . لكن هل سمعتم في يوم من الايام عن الزهايمر السياسي؟!! 
فعلى ما يبدو ان الزهايمر غير وجهته صوب  السياسيين في البلد  ليصيب الكثير منهم ، ليثبتوا بجدارة انهم مولعون بهذا المرض المحير.
 فالاصابة بالزهايمر السياسي تبدأ اعراضه  بالتخبط  في القرارات والتصريحات السياسية التي يطلقها البعض من السياسيين ليعودوا ويقفوا  بانفسهم بوجه هذه التصريحات او المواقف التي اتخذوها،  بل ان احدى الكتل السياسية برمتها تعاني من الزهايمر السياسي  فلم تعد تتذكر او تُميز بين الحلفاء والاعداء .
هذه الكتلة استشرى واستفحل بها المرض الى حد كبير، حتى اعلنت للمرة الخامسة او السادسة عن عقدها اجتماعا مهما ستحدد فيه موقفها من العملية السياسية وكانهم كانوا يلعبون لعبة (جر الحبل) خلال المرحلة السابقة من مشاركتهم في العملية السياسية التي دخلوها من اوسع الابواب .
هذا التخبط العجيب جعلها عرضة لانسحابات كثيرة من قبل اعضائها  ودخولهم في تكتلات ومشاريع سياسية جديدة نتيجة السياسة غير الواضحة التي تنتهجها القيادات في هذه الكتلة.
بالامس اعلنت هذه الكتلة انها ستعقد هذا الاجتماع في عمان للنظر في موقفها من حكومة بغداد!!! ولا اعرف لماذا لا يجتمعون في العاصمة الحبيبة ليثبتوا ويبرهنوا انهم يشاركون المواطن العراقي همومه ومعاناته وانهم جزء من الحل لا كما معروف عنهم انهم جزء من المشكلة!!. 
لكن اقولها وبثقة كبيرة لن ولم يستطيعوا جمع شتاتهم لانهم لا يملكون قرارا موحدا ورؤى ثابتة ازاء كل المشكلات والتحديات التي تواجه البلد، بل انهم  دائما ما يتعمدون اثارة المشاكل ووضع العصا في عجلة تقدم البلد واستقراره. 
الاحرى بهم ان يلتفتوا الى الغيابات المتكررة لقياداتهم واعضائهم عن حضور جلسات مجلس النواب؟!! ليكونوا طرفا فاعلا في المصادقة على الكثير من القوانين والمشاريع التي تصب في خدمة المواطن الذي ابتلي بكثرة الخلافات والصراعات  السياسية 
العجيب ان سياسيي الزهايمر لا يرغبون بمغادرة المرض فهم يشاهدون يومياً كيف ان البعض من رجالات السياسة بدؤوا يدركون المسار الصحيح ويستشعرون ان هنالك من يريد عرقلة الامور والعودة بنا الى الوراء, وانهم يفضلون البقاء في دوامة الزهايمر بمساعدة الجرعات التي يتناولوها من قوى وتاثيرات خارجية توهمهم انها العلاج الحقيقي للخروج من الازمات السياسية، هذه الجرعات التي هي خليط من الفوضى والتخبط واثارة الازمات السياسية عبر وسائل الاعلام.
فيجب عليهم ان يدركوا ان الحل الوحيد لجميع الازمات هو الجلوس لطاولة الحوار وعدم السماح لاي قوى وتاثيرات خارجية للتدخل في الشأن العراقي. ويكفينا اننا كعراقيين ان نجد الحلول لمشاكلنا با نفسنا عطفاً على المثل القائل ( ما حك جلدك مثل ظفرك).
 
alikassaf_2006@yahoo.com
 
  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي وحيد العبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/04



كتابة تعليق لموضوع : الزهايمر السياسي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net