كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

لماذا يفرض على الإنسان إما دخول الجنة أو النار؟

لماذا يفرض على الإنسان إما دخول الجنة أو النار؟

ما هو الهدف الرئيسي من دخولنا الجنة والنار؟
الجواب من سماحة السيد ضياء الخباز:
ابتداءً لا بدّ أن يُعلم : أنّ هنالك فرقاً بين الاستحقاق والتحقق ، فدخول الجنة والنار يمر بمرحلتين :

مرحلة الاستحقاق ، وهي : ما تتولد عن أعمال الشخص في الحياة الدنيا ، فإنه قد يستحق بها النعيم والجنة وقد يستحق بها النار والعقاب .

ومرحلة التحقق ، وهي : ما يكون مصير الإنسان إليها يوم القيامة .

إذا عرفنا ذلك فالمهم أن نعرف : أن دخول الجنة إذا تحققت مرحلته الأولى فلا بدّ أن تتحقق مرحلته الثانية ، لأنّ الله تعالى قد وعد بها ، وخُلف الوعد قبيح ، فلا يمكن أن يصدر منه تعالى شأنه .

وأما بالنسبة لدخول النار فليس كذلك ، إذ قد تتحقق مرحلته الأولى ، ولا يلزم أن تتحقق الثانية ، لإمكان أن يشمل عفو الله تعالى عباده العاصين فلا يعاقبهم ، وإن كانوا بمخالفتهم يستحقون العقاب .

وعلى ضوء ما تقدم نقول : إنّ الهدف من الجنة هو النعيم ، ومكافأة الإنسان المطيع بالحسنى ، وهو ما يقتضيه عدل الله تعالى وإحسانه ، وأما الهدف من دخول النار : فالصحيح – طبقاً لما تقدم – أن نصيغه بصياغة أخرى فنقول : إنّ الهدف من ( استحقاق العقاب ) هو ترهيب الإنسان وتخويفه ، لئلا يتعمد مخالفة القانون الإلهي ، الذي قد قننه الله تعالى لأجل مصلحة العبد وصلاحه .

فيكون ( التهديد بالعقاب والتوعد بالنار ) نظير التهديد الذي يصدر من المقنن الوضعي حماية لقوانينه ، أو التهديد الذي يصدر من أحد الوالدين لولدهما حرصاً على مصالحه . 

طباعة
2024/01/18
1,229
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!