على ضفاف الانتظار(64)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

دور النبي عيسى عليه السلام عند الظهور
يتفقُ المسلمون مع المسيحيين على أنَّ النبيَّ عيسى سيكونُ له دورٌ ما في عمليةِ نشرِ السلام على الأرض، وتحقيقِ اليوم الموعود، ولكنّهم اختلفوا في هذا الدورِ على ثلاثةِ مُعتقدات:
المعتقد الأول: للمسيحيين:
حيثُ إنّهم يعتقدون بأنَّ النبيَّ عيسى سيرجعُ إلى الدنيا مرةً أخرى، وسيقومُ بنشرِ العدلِ والرفاه بعدَ أنْ يقضيَ على قوى الشر.
وبعبارةٍ واضحة: إنّهم يعتقدون بأنَّ المهديَّ الموعودَ هو نفسُه السيدُ المسيح.
المعتقد الثاني: للعامة:
وهم يعتقدون بأنَّ السيّدَ المسيح بعد أنْ ينزلَ من السماءِ سيقومُ بقتلِ (الدجّال)، ويُنهي حركتَه على يديه، ويذهبُ ليُبشِّرَ المُسلمين بقتله، ويُصلّي خلفَ المهدي.
عن كعب، قال: ينزلُ عيسى بن مريم عندَ المنارة (التي) عند بابِ دمشق الشرقي وهو شابٌ أحمرُ معه ملكانِ قد لزمَ مناكبهما، لا يجدُ نفسَه ولا ريحَه كافرٌ إلا مات، وذلك أنَّ نفسَه يبلغُ مدّ بصرِه فيدرك نفسه الدجّال، فيذوب ذوبانَ الشمعِ فيموت، ويسير ابنُ مريم إلى من في بيتِ المقدسِ من المسلمين فيُخبرهم بقتله، ويُصلي وراءَ أميرِهم صلاةً واحدة، ثم يُصلّي لهم ابنُ مريم، وهي الملحمة، ويسلم بقية النصارى، ويُقيم عيسى ويُبشِّرهم بدرجاتهم في الجنة.
ورووا في حديثِ عثمان بن أبي العاص: ...وينزلُ عيسى بن مريم عندَ صلاةِ الفجر فيقول له أميرُهم: روحَ الله، تقدّم صلِّ، فيقول: هذه الأُمّةُ أمراءُ بعضهم على بعض، فيتقدّمُ أميرُهم فيُصلّي، فإذا قضى صلاتَه، أخذَ عيسى حربته، فيذهب نحو الدجّال، فإذا رآه الدجّال ذابَ كما يذوبُ الرصاص، فيضع حربتَه بين ثندونه فيقتله، وينهزم أصحابه، فليس يومئذٍ شيءٌ يواري منهم أحدًا، حتى أنَّ الشجرةَ لتقول: يا مؤمن هذا كافر، ويقول الحجر: يا مؤمن هذا كافر.
نعم، وردَ في حديثٍ للإمامِ الحسنِ المُجتبى يُبيّنُ فيه أنَّ النبيَّ عيسى سيقتلُ الدجّال، ففي روايةٍ طويلةٍ عنه ذكر فيها الكثيرَ من الأمور، وفي آخرها: ... ثم عيسى بن مريم، روح الله وكلمته، وكان عمره في الدنيا ثلاثة وثلاثين سنة، ثم رفعه اللهُ إلى السماء ويهبط إلى الأرض بدمشق، وهو الذي يقتل الدجال.
المعتقد الثالث: لأتباع أهل البيت.
ورد في رواياتِنا نزولُ النبي عيسى وصلاتُه خلفَ الإمامِ المهدي، وواضحٌ جدًا أنَّ تقديمَه للمهدي وصلاتَه خلفه يعني أنّه يأتمُّ به، ومن ثَمّ هي دعوةٌ صريحةٌ منه لجميعِ من يؤمنُ به من المسيحيين بأنْ يلتحقوا بركبِ الإمامِ المهدي، وهذا معناه أنَّ دورَه سيكونُ محوريًا في هدايةِ فئةٍ كبيرةٍ من الناس إلى الحقِّ من دونِ قتالٍ ولا عناد.
عن أبي بصير قال: سمعتُ أبا عبد الله يقول:... ثم يُظهِرُه اللهُفيفتح اللهُ على يدِه مشارقَ الأرضِ ومغاربها، وينزل روحُ الله عيسى بن مريم فيُصلّي خلفه، وتشرق الأرضُ بنورِ ربِّها، ولا تبقى في الأرضِ بقعةٌ عُبِدَ فيها غيرُ الله إلا عُبِدَ اللهُ فيها، ويكون الدينُ كُلُّه للهِ ولو كره المشركون.
نعم، وردتْ روايةٌ صرّحتْ بأنَّ النبيَّ عيسى هو وزيرُ الإمامِ المهدي، وهي روايةُ كعب التي وردَ فيها: يهبطُ المسيحُ عيسى بن مريم... فإنّما بُعِثتُ وزيرًا، ولم أبعثْ أميرًا، فيُصلّي بهم خليفةُ المهاجرين ركعتين مرةً واحدة، وابن مريم فيهم.
والروايةُ ضعيفةُ السندِ كما ترى، إذ لم تُرو عن معصوم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat