صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

أنبياء الأرض المقدسة (داوود عليه السلام) (ح 7)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


عن موقع مركز سيد الشهداء عليه السلام للبحوث الاسلامية: الصفات الموهوبة للنبي داوود عليه السلام: 1 الله سبحانه وتعالى يأمر نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، رغم مكانته العالية بان يتخذ من داود اسوة له في تحمل الصبر، وذلك في قوله تعالى: "اصبر على ما يقولون واذكر" (ص 17). 2 القرآن وصف داود عليه السلام بالعبد، وفي الحقيقة ان اهم خصوصية لداود هي: عبوديته لله، قال تعالى "عبدنا داود" (ص 17) ونقرا شبيه هذا المعنى بشأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسألة المعراج "سبحان الذي اسرى بعبده" (الاسراء 1). 3 امتلاكه للقدرة والقوة، في طاعة الباري عزوجل والاحتراز عن ارتكاب المعاصي وحسن تدبيره لشؤون مملكته، في قوله تعالى: "ذا اليد" وجاءت ايضا بشأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين" (الانفال 62). 4 وصفه بالاواب، ونفي رجوعه المتكرر والمستمر الى الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: "انه اواب" (ص 17). 5 تسخير الجبال معه لتسبح في الصباح والمساء، وهذا الأمر يعد من مفاخره، قال تعالى: "انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق" (ص 18). 6 مناجاة الطيور وتسبيحها الله مع داود، وهذه من النعم التي انعمها الله على داود، قال تعالى: "والطير محشورة" (ص 19). فكل الطيور والجبال مسخرة لداود ومطيعة لاوامره، وتسبح معه، حتى الحديد الانه الله له يعمل وينسج منه الدروع، "والنا له الحديد" (سبأ 10). 7 استمرار الجبال والطيور في التسبيح مع داود، وفي كل مرة يسبح فيها تعود الجبال والطيور وتسبح معه، وعلى هذا قال تعالى: "كل له اواب" (ص 19) تسبح الله عزوجل وتعود اليه. واحتمال آخر هو: ان كل ذرات العالم تعود اليه ومطيعة لاوامره تعالى. 8 اعطاه الله الملك والحكومة التي احكمت اسسها، اضافة الى وضع كل الوسائل المادية والمعنوية التي يحتاجها لنيل اهدافه تحت تصرفه، قال تعالى: "وشددنا ملكه" (ص 20) اي ثبتنا واحكمنا مملكته، بحيث كان الاعداء يحسبون لمملكته الف حساب. 9 منحه ثروة مهمة اخرى، وهي العلم والمعرفة التي تفوق الحد الطبيعي، والتي هي منبع خير كثير ومصدر كل بركة واحسان اينما كانت، قال تعالى: "وآتيناه الحكمة" (ص 20) الحكمة التي يقول بشانها القرآن المجيد: "ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا" (البقرة 269)، وتعني العلم والمعرفة وحسن التدبير في امور البلاد ومقام النبوة والحكومة. 10 واخيرا فقد من الله عليه بمنطق قوي وحديث مؤثر ونافذ، وقدرة كبيرة على القضاء والتحكيم بصورة حازمة وعادلة، قال تعالى: "وفصل الخطاب" (ص 20). وقد استخدمت عبارة (فصل الخطاب) لانه كلمة الخطاب تعني اقوال طرفي النزاع، اما (فصل) فانها تعني القطع والفصل، وتعني هذه العبارة: قضاء بالعدل، والمنطق القوي والتفكر العميق وسموه. حقا ان اسس اي حكومة لا يمكن ان تصبح محكمة وقوية ومنتصرة بدون هذه الصفات: العلم، والمنطق، وتقوى الله، والقدرة على ضبط النفس، ونيل مقام العبودية لله تعالى. وروي ان معنى (داود) انه داوى جرحه بود وقيل: داوى وده بالطاعة حتى قيل عبد. وعن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى لم يبعث الانبياء ملوكا في الارض الا اربعة بعد نوح: ذو القرنين واسمه عياش، وداود، وسليمان، ويوسف عليهم السلام. وعنه عليه السلام قال: اوحى الله تعالى الى داود عليه السلام انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا. قال: فبكى داود عليه السلام فأوحى الله تعالى الى الحديد ان لن لعبدي داود، فالان الله له الحديد، فكان يعمل كل يوم درعا فيبيعها بالف درهم، فعمل ثلثمائة وستين درعا، فباعها بثلثمائة وستين الفا، واستغنى عن بيت المال.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم ‌السلام عن النبي داوود عليه السلام: داوود عند اليهود: كان للنبي داود مكانة عالية في نظر اليهود، وقد رويت العديد من قصصه في الكتاب المقدس. كما أخذ العديد من هذه القصص طريقها إلى المصادر الإسلامية وتم تصنيفها بالإسرائيليات، لأن بعضها لا ينسجم مع المبادئ الإسلامية. الزنا بالمرأة المتزوجة: نقلت قصة طويلة في التوراة مفادها أن داود ارتكب الزنا مع امرأة متزوجة. انعكس جزء من هذه القصة في الكتب الروائية الإسلامية، بالرغم من أن هذه القصة لا تنسجم مع معتقدات المسلمين، كما خالفت المصادر الشيعية هذا التهمة والافتراء على النبي داوود. يقول الإمام علي عليه السلام: (من جيء به إليّ بأنه كان يقول إن داود جامع أوريا، فسأوقع عليه حدَين: إحداهما لإهانة مكانة النبوة، والأخرى لافترائه وتهمته القبيحة للنبي داود ظلماً). نجمة داوود: تتكون نجمة داود سداسية الأضلاع من مثلثين، وكانا بالأصل هرمين، أحدهما رأسه إلى الأعلى والآخر إلى الأسفل. هناك اختلاف في قدم هذا الرمز، حيث اعتبر البعض أن هذا الرمز يعود إلى زمن داوود وهي درعه، والبعض الآخر اعتبر أن هذا الرمز استخدم قبل اليهود كرمز للعلوم الخفية التي كانت تشمل السحر والشعوذة، فيعود إلى القرن السادس إلى السابع الميلادي، والذي له قيم مختلفة بناءً على التصوف اليهودي. وفاته: توفي النبي داود وعمره 100 عام، بعد أن أمضى أربعين عاماً من الحكم.
والحاكم الحكيم داوود عليه السلام الذي حكم 40 سنة كان جنديا في جيش الملك طالوت حيث تحول الملك اليه بعد هزيمة جالوت "فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ" (البقرة 251). عن الموسوعة الحرة ويكيبيديا: يعتبر القرآن أنّ المعلم الأوّل للكون هو الله سبحانه، وكان النبي آدم هو التلميذ الأول، حيث علّمه الأسماء: "وعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا". وقد علّم النبي يوسف علم تفسير الأحلام: "وَعَلَّمتَنِى مِن تَأوِيلِ الأَحَادِيثِ". وعلَّم النبي سليمان لغة الطير: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيرِ". وعلَّم النبي داوود صنعة الدّروع وقال:"وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ". جاء في كتاب رفع الشبهات عن الانبياء عليهم السلام للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: داوود وسليمان عليهما السلام: قال تعالى: "فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ" (ص 24-25) الظاهر من سياق الاية الايات المتقدمة على هذه الاية الكريمة، يعتقد مفسرون ان نبي الله داوود عليه السلام قد ارتكب المعصية وإلا لما أستغفر وندم. وإلا لما استغفر وندم. وإلا بماذا تخرجون لنا ذلك؟ والجواب على ذلك لم يحصل منه شيء سوى انه خالف القاعدة العامة في القضاء، وهي مطالبة المدعي بالبينة، وإنما لم يطالبه لانه علم ان الحق معه في تلك الواقعة فاستغنى عن البينة. وهذه من الذنوب الدقية التي لا تنافي العصمة وليس من الذنوب العامة التي تنافيها. مضافا ً الى إمكان ان يقال: انه باستغفاره أعتبر نفسه مذنبا ً. فغفرنا له الذنب الذي أعتبره على نفسه ولم مجازا ً أو تنزيلا ً.
جاء عن مركز الاشعاع الاسلامي حول حكم الامام المهدي بحكم داود للشيخ علي آل محسن: قال ابن قدامة في المغني: (مسألة) قال: (ولا يحكم الحاكم بعلمه) ظاهر المذهب أن الحاكم لا يحكم بعلمه في حَدٍّ ولا غيره، لا فيما علمه قبل الولاية ولا بعدها. هذا قول شريح، والشعبي، ومالك، وإسحاق، وأبي عبيد، ومحمد بن الحسن، وهو أحد قولي الشافعي، وعن أحمد رواية أخرى: يجوز له ذلك، وهو قول أبي يوسف، وأبي ثور، والقول الثاني للشافعي، واختيار المزني؛ لأن النبي لما قالت له هند: إن أبا سفيان رجل شحيح، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي. قال: «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف»، فحكم لها من غير بينة ولا إقرار؛ لعلمه بصدقها. إلى أن قال: ولأن الحاكم يحكم بالشاهدين؛ لأنهما يغلبان على الظن، فما تحقَّقه وقطع به كان أولى؛ ولأنه يحكم بعلمه في تعديل الشهود وجرحهم، فكذلك في ثبوت الحق قياساً عليه. وقال ابن رشد: واختلف هل يقضي بعلمه على أحد دون بينة أو إقرار، أو لا يقضي إلا بالدليل والإقرار؟ فقال مالك وأكثر أصحابه: لا يقضي إلا بالبينات أو الإقرار، وبه قال أحمد وشريح، وقال الشافعي والكوفي وأبو ثور وجماعة: للقاضي أن يقضي بعلمه. ولكلا الطائفتين سلف من الصحابة والتابعي، وكل واحد منهما اعتمد في قوله السماع والنظر. إلى أن قال: وأما عمدة من أجاز ذلك، أما من طريق السماع فحديث عائشة في قصة هند بنت عتبة بن ربيعة مع زوجها أبي سفيان بن حرب حين قال لها عليه الصلاة والسلام وقد شكت أبا سفيان: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) دون أن يسمع قول خصمها. وأما من طريق المعنى فإنه إذا كان له أن يحكم بقول الشاهد الذي هو مظنون في حقه، فأحرى أن يحكم بما هو عنده يقين. وقال ابن زهرة الحلبي قدس سره: ويجوز للحاكم أن يحكم بعلمه في جميع الأشياء من الأموال والحدود والقصاص وغير ذلك، وسواء في ذلك ما علمه في حال الولاية أو قبلها، بدليل إجماع الطائفة، وأيضاً قوله تعالى: "وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ" (المائدة 42)، وقوله: "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ" (ص 26)، ومن حكم بعلمه فقد حكم بالحق والعدل، وأيضاً قوله تعالى: "الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ" (النور 2)، وقوله: "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا" (المائدة 38)، ومن علمه الإمام أو الحاكم زانياً أو سارقاً وجب عليه امتثال الأمر، وإذا ثبت ذلك في الحد ثبت في الأموال؛ لأن أحداً لم يفرق بين الأمرين، وأيضاً فلو لم يقض الحاكم بعلمه لأدى إما إلى فسقه من حيث منع الحق الذي يعلمه، أو إعطاء ما لم يعلم استحقاقه، وإما إلى إيقاف الحكم، والأول يقتضي فسخ ولايته وإبطال أحكامه مستقبلاً، والثاني ينافي المقصود بها، وأيضاً فإنما يحتاج إلى البينة ليغلب في الظن صدق المدعى، ولا شبهة في أن العلم بصدقه آكد من غلبة الظن، فإذا وجب الحكم مع الظن ذلك، فلأن يجب مع العلم به أولى وأحرى. وقال العلامة الحلي قدس سره: ويحكم الحاكم بعلمه إماما كان أو غيره على الأقوى. والنتيجة أنه لا غضاضة على الإمام المهدي في أن يحكم في القضايا بعلمه الذي يلهمه الله به، فلا يَسأل عن بيِّنة أو يمين كما كان يفعل النبي داود في حكمه، ولا يعني ذلك أن الإمام سيعمل بشريعة داود، وسيترك شريعة نبيِّنا محمد في الحكم كما يفتريه أعداء الشيعة هداهم الله.
تكملة للحلقة السابقة جاء عن مركز الاشعاع الاسلامي حول تنزيه داود عن المعصية للسيد مرتضى علم الهدى: لى أن من ذهب إلى أن داود عليه السلام فعل صغيرة، فلا بد من أن يحمل قوله تعالى (غفرنا) على غير إسقاط العقاب، لأن العقاب قد سقط بما هناك من الثواب الكثير من غير استغفار ولا توبة، ومن جوز على داود عليه السلام الصغيرة، يقول إن استغفاره عليه السلام كان لأحد أمور: أحدها أن أوريا بن حنان لما أخرجه في بعض ثغوره قتل، وكان داود عليه السلام عالما بجمال زوجته فمالت نفسه إلى نكاحها بعده، فقل غمه بقتله لميل طبعه إلى نكاح زوجته، فعوتب على ذلك بنزول الملكين من حيث حمله ميل الطبع، على أن قل غمه بمؤمن قتل من أصحابه. وثانيها: أنه روى أن امرأة خطبها أوريا بن حنان ليتزوجها، وبلغ داود عليه السلام جمالها فخطبها أيضا فزوجها أهلها بداود وقدموه على أوريا وغيره، فعوتب عليه السلام على الحرص على الدنيا، بأنه خطب امرأة قد خطبها غيره حتى قدم عليه. وثالثها: أنه روي أن امرأة تقدمت مع زوجها إليه في مخاصمة بينهما من غير محاكمة لكن على سبيل الوساطة، وطال الكلام بينهما وتردد، فعرض داود عليه السلام للرجل بالنزول عن المرأة لا على سبيل الحكم لكن على سبيل التوسط والاستصلاح، كما يقول أحدنا لغيره: إذا كنت لا ترضى زوجتك هذه ولا تقوم بالواجب من نفقتها فانزل عنها. فقدر الرجل أن ذلك حكم منه لا تعريض، فنزل عنها وتزوجها داود عليه السلام، فأتاه الملكان ينبهانه على التقصير في ترك تبيين مراده للرجل، وأنه كان على سبيل العرض لا الحكم. ورابعها: أن سبب ذلك أن داود عليه السلام كان متشاغلا بعبادته في محرابه، فأتاه رجل و إمرأة يتحاكمان، فنظر إلى المرأة ليعرفها بعينها فيحكم لها أو عليها، وذلك نظر مباح على هذا الوجه، فمالت نفسه إليها ميل الخلقة والطباع، ففصل بينهما وعاد إلى عبادته، فشغله الفكر في أمرها وتعلق القلب بها عن بعض نوافله التي كان وظفها على نفسه فعوتب. وخامسها: أن المعصية منه إنما كانت بالعجلة في الحكم قبل التثبت، وقد كان يجب عليه لما سمع الدعوى من أحد الخصمين أن يسأل الآخر عما عنده فيها، ولا يقتضي عليه قبل المسألة. ومن أجاب بهذا الجواب قال: إن الفزع من دخولهما عليه في غير وقت العادة نساء التثبت والتحفظ. وكل هذه الوجوه لا يجوز على الأنبياء عليه السلام، لأن فيها ما هو معصية، وقد بينا أن المعاصي لا تجوز عليهم، وفيها ما هو منفر، وإن لم يكن معصية، مثل أن يخطب امرأة قد خطبها رجل من أصحابه فتقدم عليه وتزوجها. ومثل التعريض بالنزول عن المرأة وهو لا يريد الحكم. فأما الاشتغال عن النوافل فلا يجوز أن يقع عليه عتاب، لأنه ليس بمعصية ولا هو أيضا منفر، فأما من زعم أنه عرض أوريا للقتل وقدمه أمام التابوت عمدا حتى يقتل، فقوله أوضح فسادا من أن يتشاغل برده. وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: لا أوتي برجل يزعم أن داود عليه السلام تزوج بامرأة أوريا إلا جلدته حدين، حدا للنبوة وحدا للاسلام. فأما أبو مسلم فإنه قال: لا يمتنع أن يكون الداخلان على داود عليه السلام كانا خصمين من البشر، وأن يكون ذكر النعاج محمولا على الحقيقة دون الكناية، وإنما ارتاع منهما لدخولهما من غير إذن وعلى غير مجرى العادة، قال وليس في ظاهر التلاوة ما يقتضي أن يكونا ملكين. وهذا الجواب يستغنى معه عما تأولنا به. قولهما ودعوى أحدهما على صاحبه وذكر النعاج. والله تعالى أعلم بالصواب.
جاء في الموسوعة الحرة ويكبيديا عن نجمة داوود: وتسمى أيضا بخاتم سليمان وتسمى بالعبرية ماجين داڤيد بمعنى (درع داود). هناك الكثير من الجدل حول قدم هذا الرمز فهناك تيار مقتنع بأن اتخاذ هذا الشعار كرمز لليهود يعود إلى زمن داود، ولكن هناك بعض الأدلة التاريخية التي تشير إلى أن هذا الرمز استخدم قبل اليهود كرمز للعلوم الخفية التي كانت تشمل السحر والشعوذةوهناك أدلة أيضا على أن هذا الرمز تم استعماله من قبل الهندوس من ضمن الأشكال الهندسية التي استعملوها للتعبير عن الكون الميتافيزيقياوكانوا يطلقون على هذه الرموز تسمية ماندالاوهناك البعض ممن يعتقد أن نجمة داود أصبحت رمزا للشعب اليهودي في القرون الوسطى ولكن تم استخدامها فعليا من قبل اليهود في القرن الثانى عشر ميلاديا، وإن هذا الرمز حديث مقارنة بالشمعدان السباعي الذي يعتبر من أقدم رموز بني إسرائيل. كما استعملها المسلمون في إمارة قرمان كعلم لهم. لاستخدام كرمز في اليهودية
هناك نظريات مختلفة حول أسس استعمال النجمة السداسية كرمز لليهود وفيما يلي بعض من هذه الفرضيات: أهمية الرقم 6 في اليهودية في إشارة إلى الأيام الستة لخلق الكون والأيام الستة التي يسمح بها للعمل والتقاسيم الستة للتعاليم الشفهية في اليهودية. النجمة السداسية تمثل الحرف الأول والأخير من اسم داود بالعبرية حيث يكتب حرف الدال بالعبرية بصورة مشابه لمثلث منقوص الضلع. من خلال مراقبة الشمس والقمر والنجوم والمذنبات كجزء من التنجيم يعتقد إن النجمة السداسية تمثل ميلاد النبي داود أو زمان اعتلائه العرش. استنادا إلى القبالاه الذي يعتبر الكتاب المركزي في تفسير التوراة فإن هناك 10 صفات للخالق الأعظم، وقد جرت العادة على تجسيد تلك الصفات على شكل هرم شبيه بنجمة داود. وتعتبر الديانة القابلية المستمدة من القبالاه من أهم المذاهب اليهودية وهي التعاليم الغيبية في الديانة اليهودية وتشمل السحر والممارسات الصوفية القديمة على اعتبار أن لكل حرف في الكتاب المقدس معنا خفيا، وتقوم على مبدأ عبادة الأعداد واستخدام بعض نظريات فيثاغورث، وهو مذهب عميق جدا يبحث في حقيقة الرب وأن مصدر كل الأشياء هو الرب، ولم يكن مسموحا إلا لليهود الاشداء فقط التعمق في هذه الديانة، وكما ذكر سابقا فالشكل السداسي يمثل العشر صفات العظمى للإله الأعظم والتي اعتادوا على صفها على شكل هرم يشبه النجمة. استنادا على روايات غير موثقة فإن الدرع الذي استعمله داود في المعارك في شبابه كان درعا قديما وقام بلفه بشرائط من الجلد على هيئة النجمة السداسية. إشارة إلى يهوه الذي يعتبر من أقدم أسماء الخالق الأعظم في اليهودية ويمكن تشكيل نجمة سداسية من الحرف الأول والأخير. رمز لتحرير اليهودية من العبودية بعد أربعمائة سنة قضوها في مصر، فالشكل المثلث للهرم يدل علي التصوير الشامل للسلطة، أما الهرم الآخر المقلوب فيعني الخروج عن هذه السلطة. لايوجد أدلة في علم الآثار بكون نجمة داوود كانت شائعة بالأرض المقدسة في زمن النبي داوود، وأقدم دليل أثري تم العثور عليه لحد هذا اليوم هو عبارة عن وجود النجمة السداسية على شاهد قبر في مدينة تارانتو في الجزء الشرقي من جنوب إيطاليا والذي يعتقد إنها تعود إلى القرن الثالث بعد الميلاد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/10/22



كتابة تعليق لموضوع : أنبياء الأرض المقدسة (داوود عليه السلام) (ح 7)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net