كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

تأملات في ذكرى ولادته (ص) 

- [ ] حضارتان عريقتان جذورهما غائرة في عمق الزمن ، لهما من ملامح العمران والبناء ما ظل منه قائماً حتى اليوم وفيهما من مظاهر التفسخ والانحلال ما ذكرته كتب التاريخ ، الفرس في الشرق والروم في الغرب يتنافسان على الجاه والسيطرة ويتناطحان عسكرياً ويتبادلان الربح والخسارة في المعارك ، حتى ضعفت كلتا الدولتين وبان عليهما الخوار . 

- [ ] الجزيرة العربية ليس فيها من الغنائم ما يغري كسرى وقيصر ، الفقر والحرمان يلف بالعوام من الناس ، (يقتاتون القد ويشربون الطرق ويتخطفهم الناس من حولهم ) ، يئدون البنات ، وينهبون بعضهم بعضاً ، غزوات وثارات ، فتزيد فقرهم فقراً وتفرقهم تفرقاً . 

- [ ] العقلاء وأهل الحل والعقد في الجزيرة عاجزون عن أن يأتوا بحل أو مشروع يستنقذهم من الجهالة وحيرة الضلالة ، فالفتق أكبر من الراتق ، ولكنهم ينظرون في السماء ويقرأون كتب من قبلهم فيأنسون ويأملون ان هناك موعوداً قادماً يملأ الفراغ ، ويبعث الحياة ، ويزيل الكربات عن هذه الامة ولكنهم لا يعلمون متى بالتحديد ومن هو بالتحديد ، نعم يتحدثون عن صفاته وخوارقه ولكن لا يقين بمتى وكيف ومَنْ .

- [ ] بهذه الظروف ولد الأمل وجاءت البشارة وبدت العلامات عند ذوي العقول الراجحة والتساؤلات حول علامات في السماء والارض ، أنَّ شيئاً ما قد حدث ، وان النبي الموعود قد اقترب منا وربما هو بين ظهرانينا حتى بلغ الاربعين وهي في عمر الحضارات الكبرى والاحداث التاريخية ليست مدة طويلة . 

- [ ] بُعِث الخاتم والصادق الأمين ليُبدِلَ الخلافات ألفةً ، والفرقة وحدةً ، والخوف أمناً  ، والجهل علماً ، والعنصرية انسانيةً ، والقبيلة أمةً ، فلا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى ، ولا لقرشي على حبشي الا بالعمل الصالح . أبدل وأد البنات إلى تفاخر بولادتهن فهن بعد بعثته رياحين ، يأنس بهن المبعوث رحمةً للعالمين ، وبات لهن مثل الذي  عليهن بالمعروف ، (هذا هو دين محمد)  ، عبارة يتناقلها الناس في مكة ثم المدينة ثم الجزيرة والبحرين وبلاد الشام حتى أنارت المشرقَيْن والمغربَيْن ، وباتت حضارة الاسلام وصوت اشهد ان محمداً رسول الله يملأ الآفاق . 

- [ ] اننا اليوم نتطلع الى الامل الموعود اسمُهُ اسمه وكنيته كنيته ، مجدد دينه ، مفشي العدل ومبير الظلمة وعسى ان يكون ذلك قريبا .             الصلاة والسلام على رسول الله محمد واله الطيبين الطاهرين .

طباعة
2023/10/02
1,179
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!