صفحة الكاتب : رياض سعد

العنصرية التركية ومعاداة العروبة (4)
رياض سعد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كره الاتراك للعرب وللثقافة العربية ؛ متأصل في نفوسهم المريضة وصدورهم الحاقدة  وعقولهم المتحجرة , لذا تلاحظ السلوكيات الهابطة والتصرفات العنصرية منهم بمجرد الاحتكاك بهم ؛ ولعل ذلك الحقد ناشئ بسبب الثورات والانتفاضات المستمرة التي قامت بها القبائل والعشائر العربية ضدهم لاسيما في بلاد الرافدين والجزيرة العربية , وبالأخص الثورة العربية الكبرى التي انهزموا فيها , وتوارث الاتراك هذه الاحقاد والضغائن , ومهما حاول العرب التقرب منهم من خلال الروابط الدينية او الجغرافية  ؛ لا يستجيبون لذلك ؛ لانهم يضمرون للعرب الحقد والحسد والكراهية التاريخية  ... , و لأن عقدة التعالي و الحقارة , والنظرة الدونية للعرب لا زالت معشعشة  في نفوسهم المريضة و رؤوسهم العسكرية وأدمغتهم الدكتاتورية  المتحجرة ، فهم عنصريون إلى حد النخاع، وحاقدون إلى حد العظم، ولا يحبون أحدا إلا أنفسهم وينظرون للآخرين باحتقار ولاسيما العرب منهم . (1) 

وتاريخ تركيا المعاصر مليء بتلك الشواهد الدامغة , فعندما انتشرت العلمانية والعنصرية القومية بين الاتراك , شن الاتراك حملات شعواء في الصحف وكافة وسائل الاعلام لتشويه صورة العرب وازدراء ثقافتهم وتاريخهم , بل وصل الامر بالأتراك ان يعدوا الهوية الشرقية مثلبة وعار ؛ فكل من يذكرهم بشرقيتهم واصولهم الشرقية والاسلامية ؛ فكأنما يشتمهم , اذ يعد هذا الامر بمثابة السباب والاستهزاء ...!! 

وبمرور الزمن تحول هذا الحقد الى ظاهرة التدخل السافر في شؤون البلدان العربية , ولعل العراق وسوريا من اوضح الامثلة على ذلك , فقد تدخل الاتراك منذ  البدء في تشكيل الحكومة العراقية عام 1921 بصورة غير مباشرة عن طريق رعاياها واتباعها ومرتزقتها في العراق , وحصلوا على عدة امتيازات اقتصادية  لقاء ذلك , والى هذه اللحظة الامتيازات الاقتصادية التركية في العراق مستمرة وكأنها خط احمر لا يمكن التقرب منه او محاولة تصحيحه ... ؛ بالإضافة الى تحركاتها العسكرية داخل الاراضي العراقية والسورية ودعمها للإرهاب وعصابات ومافيات الفساد , واستيلائها على بعض الاثار والثروات العراقية والسورية ... الخ  . (2)

وعلى الرغم من الموارد المالية الهائلة والتي تحصل عليها تركيا جراء السياحة و مجيء السياح العرب اليها ؛ تعرض العرب ولاسيما الخليجيين منهم الى حملات اعلامية عنصرية في مواقع التواصل الاجتماعي التركية , بل وفي الاماكن السياحية والعامة , واطلقت عدة شعارات عنصرية ضد العرب ؛ من قبيل : (( اعلموا هذا الوطن ليس ملككم ، وأن المالك الوحيد لهذا الوطن هو الأمة التركية ... ؛  ترى السياح العرب من حولك : بأموال النفط، فقط يقومون باستهلاك كل شيء ... )) و اتفق الأتراك على أن السبب الوحيد  لتقديم التسهيلات للسواح العرب من قبل الحكومة التركية ؛ الهدف منها  لي  رقبة الأمة التركية لأجل البترو دولار ... ؛ ووفق تصريحات  أتراك :  فإن قدوم هؤلاء السياح إلى بلادهم ليست له علاقة بالسياحة بل استعمار ... ؛ اذ  يعتبرون أن مثلث حياة عرب الخليج هو :  "المنزل والمسجد والمول التجاري" ؛  بل يصف الإعلام التركي العرب : ((  بـ "قطعان البدو الذين لم يتحضّروا بعد ، و لم ينتقلوا إلى حياة اجتماعية مستقرة ومنتجة...)) ...!! .(3) 

وعلى الرغم من شيوع الظواهر السلبية العنصرية , والانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان فيما يخص المقيمين واللاجئين بل والسياح والمجنسين في تركيا ؛ لم تشرع الحكومات التركية قوانين صارمة وعادلة تردع العنصريين الاتراك وتحاسبهم على ممارساتهم العنصرية البغيضة ؛ وهذا الامر يؤكد تشجيع الحكومات التركية والساسة الاتراك للشعب التركي على انتهاج العنصرية والغطرسة والاستهتار تجاه الاجانب والسياح واللاجئين ولاسيما العرب منهم  ... الخ ؛ ولعل حوادث الاعتداءات الاخيرة ضد السياح واللاجئين العرب وتغافل وتساهل الشرطة  التركية وعدم ردع المعتدين العنصريين ؛ يؤكد ما ذهبنا اليه . 

ان عنصرية الأتراك وحقدهم على العرب تتفوق على حقد وعنصرية هتلر ضد اليهود ؛ لذا ارى من الضروري مقاطعة العرب للأتراك , و دفع الحكومات العربية لاتخاذ الاجراءات الصارمة بحق تركيا ومنها غلق الحدود ومنع الاستيراد والتعاملات التجارية , وعدم السماح للمواطنين العرب بالسفر الى تركيا .  

..................................

  • 1-الأتراك يكرهون العرب / د. علي القحيص . 
  • 2-تركيا والحقد العتيق على العرب / أسامة الماجد .
  • 3-أحقاد الماضي وتحريض الحاضر خلف عنصرية الأتراك تجاه الخليجيين/ لبنى الحرباوي . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض سعد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/09/23



كتابة تعليق لموضوع : العنصرية التركية ومعاداة العروبة (4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net