صفحة الكاتب : مازن صاحب

معجزات التغيير: نفوذ الاحتلالين
مازن صاحب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تتكرر الازمات المجتمعية والاقتصادية والسياسية في عراق اليوم تحت عنوان عريض للمسؤولية الجماعية لتحالف ادارة الدولة.. ومن قبله جميع التحالفات الانتخابية التي انتجت حكومات لم تفلح في الاتيان بحلول نهائية تمنع تكرار الازمات. والسؤال هل يحتاج الاقتصاد السياسي الى معجزات ابتكارية للاتيان بمثل هذه الحلول الفضلى المطلوبة؟؟

سبق وان كرر الكثير من قيادات العملية السياسية بمختلف اجنداتهم الحزبية.. ان هذا النظام السياسي قد فشل في ادارة دولة .. فشكلت اللجان في الرئاسات لإيجاد تلك الحلول المنشودة

ولكن .. اصطدمت بجدار مفاسد المحاصصة ومغانمها في توزيع كعكة المال العام بين امراء الطوائف السياسية.. اكرر السؤال هل الفشل في مدخلات ومخرجات الإجابة على هذا الفشل ام في ذات القيادات السياسية العراقية التي تكرر انها فشلت وتبحث عن شماعات لتعليق هذا الفشل عليها؟؟

لا اعتقد ان التجارب الانسانية قد فشلت في التعامل مع متغيرات ربما اسؤا مما حصل في عراق ما بعد ٢٠٠٣ .. هناك تجربة رواندا ..تجربة سنغافورة ..تجربة ماليزيا.. تجربة جورجيا..الخ، وايضا هناك شخصيات أكاديمية تخصصت بدراسة هذه التجارب ومعطيات نجاحها في التطبيق العراقي.. لماذا تهرب القيادات السياسية العراقية بمختلف العناوين الى الامام من دون إيجاد فرضيات لظهور تلك الحلول الفضلى النهائية لكل مشاكل العراق؟؟

الإجابة عندي بشقين :

الاول: ما زالت قوى الاحتلال الامريكي وشركاه الإقليميين ووكلائهم المحليين يعتاشون على ادارة (حافة الهاوية) ولعل المثال المباشر على ذلك تحميل المواطن العراقي كلفة تصفية حسابات واشنطن وطهران على الأراضي العراقية.. فهناك الكثير من هذه الاحزاب انما تستفيد من حالة حافة الهاوية ..فلا واشنطن تقاتل طهران .. ولا طهران تقاتل واشنطن.. فيما واقع الحال العراقي في الاغلبية الصامتة هم من يدفعون ثمن هذه الحالة الظرفية التي تواصلت اعوام وربما تدوم لاعوام أطول.

الثاني : لم يكن اي تغيير للنظام السياسي في العراق منذ تأسيس دولته الحديثة خارج تدخل القوى الدولية ومواقف الرضوخ او الرفض الإقليمي..حتى انتهى الى احتلاله المباشر وإنتاج نظام المحاصصة وثقافة المكونات.. عليه لا اعتقد ان أي تغيير لهذا النظام سيكون خارج هذا السياق.

ومع تزايد حدة ادارة الازمة في (حافة الهاوية) مقابل تزايد أزمة النظام السياسي الأمريكي داخليا وخارجيا .. فالواقع المتكرر ان واشنطن تصدر ازماتها الداخلية نحو الخارج ..واي مراجعة لمنشورات مراكز التفكير الأمريكية يمكن ملاحظة ان سياسات الحزب الجمهوري المقبلة ..بفوز مرشحه ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة او من دونه .. ستكون بؤرة انطلاقها من العراق .. بما يكرر نموذج التحول من سياسات الحزب الديمقراطي الأمريكي في تطبيق سياسات الاحتواء المزدوج في تسعينات القرن الماضي الى تواجد اقتصادي مسيطر مشفوعا بجيوش من نمط الحرب الناعمة .. في اعادة صياغة ادوار المخابرات المركزية وما يمكن ان يلتحق بها من مؤسسات مجلس الأمن القومي الأمريكي

هكذا ربما نسمع عن عقوبات جديدة ضد مؤسسات وشخصيات عراقية بل وحتى ضمن المحور الإيراني اقليميا.. كما يمكن ان نشهد عمليات اغتيالات اخرى بنموذج اغتيال الجنرال سليماني.. او اي شخصيات يمكن ان تكون مؤثرة على التواجد الأمريكي بسياساته الجديدة ما بعد الانتخابات لمجلس الشيوخ الأمريكي.. لان قيمة تكليف مراكز التفكير الأمريكية بتقييم مرور عقدين مضت على احتلال العراق لن تنته بنشر ملفات استذكارية كما فعلت مجلة الفورن افيرز ..لان ما لم ينشر لاسيما التوصيات التنفيذية.. سيكون محط الاهتمام في الأشهر المقبلة ..وربما يكون لنتائج انتخابات مجالس المحافظات دوره في تقريب او أبعاد نقل تلك التوصيات من صناعة السياسات الى قرار بتنفيذها .

عودة الى السؤال الأساس.. هل يحتاج الاقتصاد العراقي الى قرارات سياسية تتصدى للحلول المناسبة؟؟

شخصيا.. أجد ان واشنطن بالحزبين الديمقراطي والجمهوري، قد فهما لعبة المراكب الانتخابية وتلك الوعود المعسولة التي سرعان ما تنتهي بمجرد تشكيل الحكومة.. بانتظار صناعة مراكب انتخابية جديدة ربما تكون بعض الاحزاب الجديدة التي ستشارك في انتخابات مجالس المحافظات مثل حزب ( واثقون) نموذجا لها ... بعد ذلك ستكون هناك سكة واحدة لها بوابة نفوذ واحدة .. فهل من مدرك ..هل من مدرك ...؟؟؟ فاذا كان عراق اليوم قد واجه نتائج الاحتلال الامريكي العسكري المباشر وشركاه الإقليميين.. فإنه سيواجه ما هو ابشع واكثر فتكا... ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مازن صاحب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/03



كتابة تعليق لموضوع : معجزات التغيير: نفوذ الاحتلالين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net