مع الأسف قرأت بعض التغريدات خلال اليومين الماضيين تستشكل على العراقيين لطمهم وجزعهم على سيد الشهداء عليه السلام حيث يرون وبنظرة قاصرة أن الشيعي يجب أن يضرب الأعداء بدل مايضرب نفسه...
إن حالة الجزع التي يعيشها العراقييون على سيد الشهداء عليه السلام جاءت إمتدادا لسيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى والأئمة المعصومين سلام الله عليهم وإن هذه السيرة العطرة للنبي وأله لم تقتصر بزمن دون غيره أو مكان دون مكان بل جاء حث أهل البيت عليهم السلام لإقامة العزاء أينما وجد إلى ذلك سبيلا فنرى من خلال نصوصهم الشريفة بأن السموات والأرض مستنفرة لأجل الإمام الحسين عليه السلام ومصيبته التي جزع عليه سكان الجنان والبر والبحر...
باختصار شديد أضع نموذجين من الزيارات المعتبرة الواردة عن بعض أئمة الهدى صلوات الله عليهم وأترك إستقصاء الباقي للأخوة الذين يرغبون في المزيد.
- الأول ماجاء في زيارة عاشوراء عن الإمام الباقر عليه السلام: (مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع أهل السماوات والأرض)
- الثاني ما جاء في زيارة ليلة النصف من رجب (يا أبا عبد الله، أشهد لقد اقشعرت لدمائكم أظلة العرش مع أظلة الخلايق، وبكتكم السماء والأرض، وسكان الجنان والبر والبحر)
وقبل أن أجيبهم أود أن ألعن التاريخ المزيف الذي شاح بوجهه عن حقيقة مواقف العراقيين التاريخية المشرفة مع أمير المؤمنين عليه السلام والتي دعت معاوية إلى التنكيل بالعراقيين أعزهم الله تعالى سواء عن طريق العدو أو الصديق.
أن الجزع والبكاء واللطم على سيد الشهداء عليه السلام لايتنافى مع قتال الظالمين إن إستوجب ذلك.
من لم يفهم واقع الشعب العراقي عليه أن يعلم بأن العراقيين أصحاب دين وتدين ويحكمهم الحكم الشرعي قبل أي شيء وشعارهم (الموت أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار) ولا تحكمهم الميول السياسية فهم يؤمنون بتدين السياسية لا تسيس الدين فلم ولن يتحركوا لأي عمل وخصوصا فيما يخص بذل الأنفس إلا بعد التثبت وصدور الحكم الشرعي من قبل الحاكم الشرعي المتمثل بالمرجعية الدينية العليا أعزها الله تعالى.
وما أمسنا القريب الذي لازال شاخصا أمام أعين الجميع حيث فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دامت ظلاله الوارفة إلا شاهدا على شجاعة وبسالة العراقيين حينما لبو الأمر الإلهي (الفتوى) لدحر عصابات داعش الإرهابية فكان لرجال تلك الأيدي اللاطمة على الإمام الحسين عليه السلام صولات وجولات في حماية المقدسات وصون الأرض والعرض فما وهنوا وما ضعفوا وماستكانوا وكانوا كما وصفهم إمام الموحدين عليه السلام (أنتم الأنصار على الحق، والإخوان في الدين، والجنن يوم البأس، والبطانة دون الناس. بكم أضرب المدبر، وأرجو طاعة المقبل.)
والسلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat