صفحة الكاتب : غالية سعدي

يا سيوف خذيني
غالية سعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الكثير من المواضيع المنشورة في ثقافيات الإعلام الالكتروني والورقي تنتقد الأساليب المنبعثة في عرض السيرة الحسينية المباركة، من قبل بعض قراء المنبر الحسيني على اعتبار أنهم ينتجون نصوص جديدة تماثل التاريخ وتضيف إليه الكثير من عندياتهم، يتعاملون مع السيرة بنفس ما موجود بالسند التاريخي ويضيفون عليه بما يشبه المشهد التاريخي تماما، وخاصة عند الشعراء الذين يكتبون عن الواقعة 
أنا أرى أن القضية تكمن في خلط قضايا لسان الحال عند الشعراء، مع المورد التاريخي ولو انتبهنا إلى الخطاب الشعري لوجدنا ثقافة التمثيل الشعوري أكثر مما هو خطاب سردي تاريخي، كما هو المقتل الذي يعتمد على السرد الوصف وبعض السرديات, أما الخطاب الشعر المكتوب أو المنشود عن الواقعة يعتمد على (كأني)، الشاعر الحسيني محسن ابو الحب رحمه الله وهو شاعر كربلائي معروف، له البيت المشهور، (إن كان دين محمد لم يستقم ـــ الا بقتلي فيا سيوف خذيني) لشهرة هذا البيت الواسعة صار أغلب المنبريين ينسبه إلى الحسين عليه السلام لما فيه من معان سامية وتجلي حقيقي مع الموقف صورة ومشهدا، وتمثيلا حقيقيا ودلاليا  يتوان مع  شخصية الحسين عليه السلام ومميزات وجوده والسمة التضحوية الالهية، لكني أجد هناك بعض المبالغات الأدبية التي تدخل  ضمن المبالغات التي بعضها يعمل بالمسموح والمعبر عن الواقع التاريخي والبعض الاخر يشتغل في المبالغات الغير منطقية والتي تتجاوز امكانية الإنسان في كل الظروف، والكثير من النقاد اليوم يضعون بعض الامور  التي تحتاج إلى مراجعة، نجدهم ينكرون بعض الكرامات والمعجزات على أساس أنها لا تتوازن وعقلية الواقع البشري لكنهم في نفس الوقت يؤمنون بمعجزات أكبر حدثت في الطف كدفن السجاد عليه السلام لجثث الشهداء أي حضوره من حالة الأسر ومجيئه كربلاء، بمعنى يعاملون المعجزات مرة بإمكانية الواقع وأحيانا يتعاملون مع المعجزة بعقلية المعجزة التي لا لها علاقة بالواقع البشري كونها معجزة أساسا، واحيانا أخرى ينقاد النقاد بعاطفتهم كما ينقاد الشعراء والخطباء نجدهم مثلا يتعاملون مع جملة (هل من ناصر ينصرنا) بانها غير واقعية أي تعبير شعري أراد به الشاعر أن يكسب وجدانيات إضافية يحملها لوجدان الواقعة، كما حصل للبيت الشعري (يا سيوف خذيني) وإلا أين هو من |(هيهات منا الذلة) و الجماعات الأخرى فلا مانع عندهم من أن يتقبلوا من الرواة  المتروكين حسب تعبيرهم إذا كان المحتوى يخدمهم مثل  شخصية أبو مخنف فهم يتركونه لكنهم يتقبلون حين يكون هناك إمكانية استثمار المعلومة لغير موقعها ولكي يردوا شيئا من ماء وجه أسيادهم. 
علينا إذًا أن نميز بين ما هو للرمز الحسيني وبين ما هو تعبير شعوري أو قصدي عن أهل السياسة والتعصب لرموزهم الخاوية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غالية سعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/28



كتابة تعليق لموضوع : يا سيوف خذيني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net