صفحة الكاتب : لؤي محفوظ

متى ينتهي مسلسل الأزمات السياسية
لؤي محفوظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سحب الثقة عن حكومة المالكي أزمة كبيرة  شهدها المشهد السياسي العراقي وربما كانت من كبريات الأزمات التي عصفت بالعملية السياسية من بعد التغيير وسقوط الصنم ولحد يومنا الحالي ولن تكون الأخيرة بطبيعة الحال وهذه الأزمة زعزعت عملية التوافق السياسي التي كانت المظلة السميكة والغطاء المتين لكل من يسعى للكعكة اليابسة والمحروقة وهو( العراق العظيم )التي خلفها نظام الحقد والاستبداد نظام عفلق والبعث المقيت وقد فُضح عند أبواب هذه الازمة كل مستور ومخفي  وأعلن بدون خجل أو خوف و بصوت عالي كل مسعى ومراد  وبانت نضرات الحقد والحسد وضغائن النفس  بين إطراف النزاع على السلطة وعلى مناطق النفوذ والقوة ........

وهذه الأزمة حال كل الأزمات التي مر بها الشعب العراقي هي مصدر  قلق وخوف  للمواطن البسيط وإحباط كبير من العملية السياسية  والذي كان ينتظر بفارغ الصبر الانفراج والانتهاء من عملية بناء الدولة على أسس قانونية وحضارية  لتحسين وضعه الاجتماعي والمعيشي وتحسن مستوى الخدمات له  ....  وفي نفس الوقت فان  هذه الأزمة وكل أزمة سياسية  هي مصدر رئيسي مهم  للكتل والتيارات والأحزاب السياسية لتحقيق المكاسب  على حساب الصالح العام وفق قاعدة التوافق السياسي وتقسيم الكعكة ضمن صفقات  لا يعلم بها غير أطراف النزاع وأصحاب القرار  ... وحينما تهدا وتنجلي الغبرة عندها يمكن أن  نعرف بان الجيوب قد ملأت والمناصب وزعت وبرئت ألقتله وهرًبت الأموال ودفن الأبرياء  وأقيم العزاء  ...... 

وبالرغم من كل الألم والحسرة على ما يجري إلا أن هناك جانب مشرق لهذه الأزمة وهو الممارسة الديمقراطية الجميلة التي قل نظيرها في دول العالم الثالث وبكل شفافية ووضوح يعلن البرلمانيون للملأ عن أفكارهم ونواياهم  الحسنة منها والسيئة وأهدافهم  ورؤاهم تجاه تحقيق طموحاتهم السياسية  عبر اصطفافا تهم السياسية الواضحة المعالم ....... والتي نطمح أن تكون هذه الممارسة  ثقافة لدى المجتمع العراقي ولدى سياسيهم نحو التغير وان يكون تنافسهم نحو السلطة منافسة شريفة ذات أبعاد أخلاقية  واستراتيجيات واضحة لا كما هي الآن يتنافسون في البرلمان وفي الإعلام بمنتهى البراءة وتفُجًر الشوارع والأزقة  وتقتل  الناس والأبرياء  بدقة  .. فكل الأحزاب والتيارات و كل الكتل والجبهات تمتلك جيوش ومليشيات ومقاتلين مجهزين  بأنواع الأسلحة المتطورة  ومدعومة دوليا وماديا تعمل  خارج  نطاق العملية السياسية .......

هذه الأزمة لم تنتهي ولن ينتهي مسلسل الأزمات وناسف على ما يخسره المواطن البسيط من كل أزمة والذي يحاول بكل جد واجتهاد أن لا يكون أداة لها  ويرجوا أن يكون رماد إطفاء نارها ممن يريد أن يشعلها ........ 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لؤي محفوظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/16



كتابة تعليق لموضوع : متى ينتهي مسلسل الأزمات السياسية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net