ازيحوا عصابة علي بابا والاربعين حرامي وليحصل ما يحصل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يعيش العراق حاليا حالة مخاض حقيقية تفتح الباب على احتمالين مستقبليين سيعيش فيهما العراق لعقود من الزمن , فإما ان يزاح المالكي وتنتهي للابد محاولات البعض ارساء دكتاتورية جديدة في العراق او ان يبقى المالكي ويعيث في العراق فسادا اكثر واكثر ليبقى العراق يعاني من الكم الهائل من المشاكل التي افقد الفرد العراقي  توازنه الاجتماعي والفكري والديني وافقده شعوره بإنسانيته كما كان في وقت صدام حسين لعقود من الزمن .

 ظل الفرد العراقي يعاني من مختلف انواع  الذل والهوان من الالفين وثلاث ولحد الان وقد ضحى بالكثير من اجل غد اكثر اشراقا  , ونجح العراقيون في الحفاظ على العملية الانتخابية  رغم كل  السلبيات الاخرى التي رافقت العملية السياسية ولكنه فشل و لحد الان في ترسيخ حالة الديمقراطية بشكل كامل , فهناك فرق بين ان تكون هناك عملية انتخابية  يذهب اليها العراقي من منطلق الحفاظ على انتماءاته الصغيرة والتي هي اصغر من انتمائه للعراق وبين وجود حالة ديمقراطية تترسخ عند المجتمع ضمن هذه العملية الانتخابية , وهذا ما لم ينجح فيه العراقيون لحد الان وما نراه الان من محاولات مستميتة من قبل المالكي ورهطه لاستغلال العملية الانتخابية في العراق للانقضاض على العملية الديمقراطية ما هو الا دليل على ذلك .

لقد كانت العملية السياسية في العراق منذ بدايتها ولحد الان تعاني من استقطاب طائفي و قومي عانى منه الشعب العراقي كثيرا بينما استطاع المالكي استغلال هذا الاستقطاب والاستفادة منه ليترشح لرئاسة الوزراء ولولايتين متتاليتين ثم لينطلق من خلالها لبناء دكتاتورية جديدة متصورا انه يستطيع ترسيخها معتمدا على التناقضات العراقية داخليا ساعده في ذلك ايمان قسم من العراقيين بوجوب وجود الدكتاتور لكي تبحر سفن العراق الى بر الامان .

في الازمة السياسية الاخيرة في العراق ( فيما يتعلق بسحب الثقة عن المالكي ) نلاحظ بلورة موقفين تجاه التعامل مع هذه الازمة , فالموقف الاول يتمثل بالفريق الذي يؤيد ازاحة المالكي والثاني بمن ينادي ببقائه في السلطة معللين ذلك يان ازاحته تعني النهاية الحتمية للدولة العراقية . ومهما كانت النقاط التي تؤخذ على الطرف المعارض للمالكي حاليا فان هذا المعسكر يكفيه انه استطاع وللمرة الاولى من تجاوز الحالة الطائفية والعرقية التي كانت سائدة في العراق وان كان وقوفهم  في المعسكر ذاته لا يعني حل المشاكل التي فيما يبنهم الا ان تساميهم فوق مشاكلهم هذه في تحالف (وان كان مؤقتا) له دلالات كثيرة  تشير لإمكانية خروج العملية السياسية من التخندق الطائفي والعرقي الذي تعاني منه , وهذا بحد ذاته حالة ايجابية يجب تشجيعها . وهناك نقطة اخرى يحسب لهذا المعسكر وهي انه استطاع وللمرة الاولى في العراق الوقوف امام السلطة التنفيذية والتي هي الصورة الحقيقية المكملة للحالة الديمقراطية في أي بلد , ويجب تشجيع هذه الحالة حتى لو كانت هناك مآخذ من قبل البعض على هذا المعسكر .  فنجاح هذا المعسكر في ازاحة المالكي يعني دق اخر مسمار في نعش محاولات ارجاع الدكتاتورية ويجعل من أي خليفة محتملة للمالكي ضعيفا امام الجهاز التشريعي في البلد وهذا ما يخدم العملية الديمقراطية والى الابد في العراق .

اما المعسكر المؤيد للمالكي فمن الملاحظ انهم من الذين لازالوا يعيشون عقد الماضي بكل معطياته وهو لا يخرج عن الفئات التي سوف نذكرها انفا من الذين يقفون عائقا في طريق  تحويل العراق الى دولة ديمقراطية مدنية حديثة  .

-  فالقسم الاعظم منهم  هم من الفئة البسيطة من الشعب (وخصوصا من الشارع الشيعي) الذي يلعب المالكي ورهطه على مشاعرهم الطائفية ويصوروا لهم بان هناك مؤامرة على الشيعة من  قبل بعض دول الجوار  لأنهاء سيطرة الاغلبية الشيعية على مقاليد الحكم في العراق , وما يدحض هذا الادعاء هو وجود مقتدى الصدر في المعسكر الرافض لبقاء المالكي ولا اتصور ان الصدر وبكل التاريخ الذي تمتلكه عائلته بصدد  التآمر على المذهب الذي ينتمي اليه مجازفا بالشعبية الواسعة التي يتمتع بها في الشارع الشيعي , وكل ما يقال من تامر دول الجوار على الشيعة ما هي الا تخرصات لاتباع المالكي ومريديه لتخويف شيعة العراق من اسقاطه .

-  بعض المنادين ببقاء المالكي هم  من الذين يعانون من العوق الفكري في ان العراق لا يستقيم الامر فيه الا بوجود دكتاتور , وهذا استهتار بقدرات الشعب العراقي وتقليل من شان الشعب العراقي وانسانيته , ولا يمكن ان تكون المنطقة كلها تمر في عصر الانعتاق من دكتاتورياتها بما فيها الدول العربية والتي تثور الشعوب فيها على دكتاتورياتها ونأتي نحن في العراق ونتحرك بعكس حركة الزمن ونرجع للوراء وندشن لدكتاتورية جديدة بعد ان انعتقنا منها لما يقارب العقد .

- القسم الاخر هم  من الذين صدقوا ان اسقاط المالكي ما هو الا نهاية للعراق كدولة كما صرح بذلك احد اعضاء حزب الفضيلة عندما صرح بان لن تكون هناك  انتخابات اخرى بعد سقوط المالكي . وهذا المنطق تماما يشبه المنطق الذي اعتمد عليه بعض الحكام العرب الذين كانوا دجنوا شعوبهم  بحجة ان ذهاب هذا الحاكم او ذاك سيعني بالتالي نهاية تلك الدولة ... وليس العراقيون ببعيدين عن بطلان هذا الادعاء فعندما ازيح صدام حسين وعلى الرغم من العقود الثلاثة التي بقي فيها على الحكم وعدم وجود بنية سياسية حرة في العراق آنذاك فان العراق لم يعاني من ازمة سياسية خانقة بعد ازاحته باستثناء  الارهاب الذي اجتاح العراق حينها والذي لم يكن سببه ازاحة صدام حسين بقدر ما كان يمثل حالة خاصة اشترك فيه بعض دول الجوار ودول اقليمية ومخابرات دولية ولا يمكن مقارنة الوضع الحالي بوضع ما بعد صدام حسين باي حال من الاحوال .

 - اما الفئة الاخرى من المنادين ببقاء المالكي فهم المنتفعين من وجوده والذين تتقاطع مصالحهم مع مصالح المالكي ممن حولوا كل مقدرات واموال العراق الى حساباتهم في البنوك العالمية بينما يعاني الشعب العراقي من شظف العيش , ولا يمكن المضي وراء ادعاءات مجموعة ( الاربعين حرامي ) الذين يتبعون المالكي والذين من المفروض اجتثاثهم تماما كما اجتث البعثيين باعتبارهم لا يقلون خطورة على الشعب العراقي .

وهنا نقول ان على المعسكر الرافض لبقاء المالكي المضي وبقوة في مسعاهم وازاحة هذه الطغمة المتخلفة من على  صدور العراقيين , فان اجهضت الديمقراطية هذه المرة في العراق فلن تعود اليه ابدا . ازيحوها وروح القدس معكم ولا تلتفتوا للمرجفين من اصحاب الاجندات الخارجية .

  كردستان العراق – دهوك

 Portalin2005@yahoo.com

                                            8 – 6 – 2012                                                                                                                                                                                                     


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/09



كتابة تعليق لموضوع : ازيحوا عصابة علي بابا والاربعين حرامي وليحصل ما يحصل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net