العطلة الصيفية وطرق استغلالها
علا الحميري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علا الحميري

تختلف طرق استثمار العطل سابقا عن الوقت الحاضر- بالخصوص مع التغييرات والتطورات السريعة التي نشهدها اليوم في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات، فغالبية الاطفال اليوم يقضون اوقات فراغهم في مشاهدة التلفاز او التصفح واللهو بالهاتف وهذا له تأثير سلبي كبير على صحتهم وقواهم العقلية والبصرية، ابناءنا اليوم بحاجة إلى اهتمامٍ اكبر من لدنا؛ كوننا نتعرض لحرب فكرية تحاول تفكيك المبادئ والمعتقدات لتسهيل أدلجة الطفل لفكر معين يبعده عن التفكير الحر والمنطقي في مراحل حياته- فما تصدره اليوم الشركات المنتجة لتطبيقات التواصل الاجتماعي، وما تبثه عبر اليوتيوب، فضلا عن الإعلانات المدفوعة الثمن التي ترتبط بالمقاطع المرئية ما هي إلا وسائل لتوهين الشخصية، وتبديد الوقت لا سيما بغياب الرقابة على هذه التطبيقات، وللأسف الأسوا من ذلك هو غياب الرقابة من الأهل حول ما يشاهده الطفل بل ما يتعرض له من خلال مشاهداته هذه فقد ورد في حديث لأمير المؤمنين لأبنه الحسن( عليهما السلام) إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك...
ودلالة هذا الحديث إن الطفل كائن يعتمد أسلوب التقليد والمحاكاة منذ بواكير عمره، لذا فأن البيئة التي تتوفر له يعكسها هو كسلوك وأما ان يكون سوياً او شاذاً، ولاننا دائما نطمح ونحرص في اختيارنا الافضل والانسب لابناءنا فمن واجبنا ايضا البحث عن أشياء مفيدة لاستثمار ايام العطلة الصيفية بشكلٍ مناسب ومثمر، وعلى الرغم من تنوع الأنشطة والفعاليات التي ممكن فيها من استغلال الاجازة الصيفية للأطفال بعيداً عن الإلكترونيات وسلبياتها إلا إننا نذكر البعض منها للفائدة :-
- تسجيل الطفل في نادٍ رياضي لكرة القدم او السباحة و ماشابه ذلك؛ لتنمية مهاراته الحركية والجسدية وهذا يسهم في تحسين التفاعُلِ الاجتماعي للأطفالِ وقُدُراتِ التواصُلِ فتنمو بذلك شخصيتهم.
- أقتناء القصص المسلية والهادفة ذات الرسومات والالوان الجميلة المخصصة والمعّدة للاطفال، ويمكن الحصول عليها من معارض العتبة الحسينية والعباسية وبسعرٍ زهيد، ويسهم هذا في تنمية المُستوى والقدراتِ الدراسيةِ عندَ الطفل؛ إذ نُلاحظُ أنّ العديدَ من الأطفالِ يبتعدون كليا عمّا يتعلّق بالعلمِ والتعلم والقراءة في فترةِ الصيف، مُعتقدين أنّها فترة راحة تامة من الدراسة، وهذا الأمر يخلق فجوة كبيرة بينهم وبين المدرسةِ بحيث ينسون ما تعلّموه سابقا، ومن ثمّ سيؤثِّرُ على الصفِّ اللاحق.
- من الممكن استغلال وقت الاجازة للتدريب على الصلوات وتجذير ثقافة القرآن الكريم ونهج أهل البيت في النفوس الناشئة، من خلال المشاركة في الدورات الصيفية التي اعدتها العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية عن طريق التسجيل في معاهد القرآن الكريم التابعة لها في عدد من المحافظات العراقية، حيث يبدأ التسجيل مع بداية العطلة الصيفية وبشكلٍ مجاني مع توفير خطوط لنقل الاطفال من مناطق سكناهم إلى معاهد التعليم، ويهدف ذلك إلى تعليمهم الأخلاق الفاضلة والتربية الحسنة التي يأمر بها القرآن الكريم و إعداد جيل يسير بهدي القرآن الكريم والعترة الطاهرة.
- القيام بالزيارات للمراقد الدينية وتعريف الطفل بالشخصيات والرموز الدينية العظيمة مع تقديم شرح مبسط عن كل شخصية بما يتناسب والفئة العمرية، ويسهم ذلك في تعزيز الهوية الدينية والثقافية لدى الاطفال.
- زيارة الأهل والأقارب والاصدقاء لتنمية التواصل الإجتماعي للطفل وتعزير الاواصر الأسرية لديه.
- من الممكن ايضا الخروج في نزهة قصيرة للمتاحف والمتنزهات والحدائق العامة ومدن الالعاب؛ لكسر الروتين الممل لدى الطفل بعد مرحلة دراسية منهكة.
معًا لنستفِدْ من الفرصةِ التي أمامنا وبالطريقةِ المثلى من أجلِ أطفالنا..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat