صفحة الكاتب : محمود خليل ابراهيم

هل بالامكان بناء دولة مؤسسات في العراق؟؟؟؟
محمود خليل ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 اعتقد من الصعب الجزم بامكانية بناء دولة المؤسسات في العراق على الاقل في المنظور القريب وذلك لاسباب كثيره ومتعدده وهذه الاسباب متجذره في الواقع السياسي والفكري والحياتي للمجتمع العراقي غير المتجانس اساسا وذلك لكثرة
وتنوع اطيافه ومذاهبه واعراقه وطوائفه وتدني الوعي العام بهذا الخصوص لدى
شرائح واسعه من الشعب العراقي الذي عاش ما يقارب قرنا كاملا تحت وطاءة النظام الشمولي ابتداءا من تاسيس الدوله العراقيه عام 1921م على اساس خاطىء
وطائفي وتهميش بقية الطوائف الاخرى تهميشا جزئيا اوكليا وابعادها عن مراكز 
القرارالحقيقي والنافذ.....
بعد انتهاء الحرب العالميه الاولى وتوزيع تركات الدوله العثمانيه المهزومه على ايدي الحلفاء وتقسيم المنطقه العربيه على هيئة انتدابات (بريطانيه وفرنسيه وايطاليه
واسبانيه)ووفق عدد من الاتفاقات الدوليه واهمها اتفاقية سايكس _بيكو اصبح العراق
من حصة الانتداب البريطاني وتم الاعلان عن قيام دوله عراقيه عام 1921م على اساس حكم ملكي برلماني ودستوري وجاءوا ب(فيصل بن الحسين)من الحجاز وتم تنصيبه ملكا على العراق وكاءن العراق خالي من الرجال وان الامهات العراقيات
كن عقيمات في تلك الغفله من التاريخ !!!!!!!
وبذلك اصبح فيصل بن الحسين ملكا على العراق بجزئيه العربي والكردي......
على امل ان يكون في العراق دولة مؤسسات واستمرت هذه الدوله لاكثر من 37 سنه(1921_1958م) تناوبت فيها الحكومات بانقلابات عسكريه واحده تلو الاخرى
وما ان تغيرالنظام من ملكي الى جمهوري عام 1958م بقيادة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم فانقلبت معه المؤسسات راسا على عقب وكان ذلك شيئا متوقعا بسبب التغير الجذري في بنية النظام .....
ولكن لو نظرنا الى المعوقات التي تمنع قيام دولة المؤسسات ونحن في الالفية الثالثه
نرى انها هي ذات المعوقات التي منعت من قيامها سابقا,...
فالتركيبه العشائريه المعقده والسائده في المجتمع العراقي وتاثيرها المباشر على الكثير من القرارات التي توجه باتجاه قيام دولة مؤسسات اية مؤسسات كانت فانها 
تصطدم بعقبات عشائريه يعجز النظام المؤسسي من حلها فعلى سبيل المثال ان طبيبا 
اخطىء في تشخيصه لمرض يعاني منه مريض ومات المريض لا يكون القانون حاضرا في اللحظه لحل المشكله واذا حظر القانون فربما يكون حضوره متاخرا وقد نرى بان الطبيب ايضا قد التحق بالرفيق الاعلى بعد المريض مباشرة ولا اعتقد بان منصفا ينكر وجود مثل هذه الظاهره...وعلى نطاق واسع...
مثال اخر... محامي يتبنى قضيه معينه كاءن تتعلق بقضايا الشرف او النهوه او الثار
نجد كيف ان العشبره تتدخل وتقفز فوق القانون لتهديد المحامي ...فالامثله كثيره لا تعد ولا تحصى ومن منالم يطلع على ما نشره استاذ الاجتماع العراقي المشهور الدكتور علي الوردي رحمه الله في هذا الصدد....
وهناك اسباب اخرى امر عليها سريعا خشية الاطاله ومنها :
1 تركيبة الاحزاب المتنفذه في البلاد .
2سيطرة الفكر الشمولي الشوفيني على عقول الكثير من العراقيين .
3عدم الايمان بمبدا النظام الديمقراطي جملة وتفصيلا.
4التمايز الديني والمذهبي والعرقي المتاصل في عقول الكثيرين.
5البناء الخاطىء للدوله العراقيه منذ البدايه على اساس قومي ضيق مع تهميش الاغلبيه..
6انعدام الوعي المعرفي والثقافي لمفهوم دولة المؤسسات لدى شريحه واسعه من ابناء الشعب وذلك لتفشي الجهل والاميه.
7الانحرافات الفكريه والسياسيه السريعه للكثيرين ممن تصدوا ويتصدون للسلطه ومن مواقع متقدمه تحت تاثيرات جهات دوليه مختلفه.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود خليل ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/07



كتابة تعليق لموضوع : هل بالامكان بناء دولة مؤسسات في العراق؟؟؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net