صفحة الكاتب : محمود الامين احمد

مؤانسة تمنيت أن تطول
محمود الامين احمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الذمان هو فترة محدودة ترتبط بالمكان ارتباط كلي ، تتقلص لحظة بلحظة لتصل إلى نقطة النهاية.

يشكلان بارتباطهما(الذمان،المكان) عالما ضخما، هذا العالم يضم عدة عوالم، وكل عالم منها له أبعاد خاصة.

لكل نوع عالم يجمعه، وله ارتباط بالعوالم الأخرى، وكل فرد من افراد النوع له عالم خاص به يسمى دورة حياة.

الحمد لله على نعمة الحمد، والحمد لله على أننا من نوع الإنسان الإنسان هو تلك الطاقة الشعورية المذهلة القابلة للتغيير ، ترتبط بطرفا الشعور الإيجابي والسلبي فكل ما كنت إيجابيا بشعورك اذدادت تلك الطاقة بقصوى هائلة لتجعلك تصل إلى ذاتك السامية التي تنير لك الحياة ، وذاتك الأسمى التي تجعلك تتبع مسار النور وكل ما كنت سلبيا بشعورك قَلَت تلك الطاقة بقصوى هائلة وانطفا الإشعااع.

يفهم الإنسان ما يجول في عالمه بسبب العقل وما يجول في العوالم الأخرى بسبب العقل والروح معا.

قوة نوعنا تتشكل زوجيا، فبسبب تلك الغريزة الجنسية التي بداخلنا يتم الحفاظ على النوع تلقائيا، ويكون هنالك هدف من أجل البقاء والاستمرار.

يتبادل أفراد النوع مع بعضه جزء من الطاقة بسبب قوة التجازب أو قوة التنافر تنعكس تلك الطاقة إلى إحداث مرئية ، فقد تجد شخصا أصبح مثالي في وقته وشكله وعمله من أجل فرد آخر في النوع أو بسببه ، وقد تجد العكس.

احيانا يمتص احد افراد النوع الطاقة من فرد آخر، هذه الطاقة تسمى الطاقة المسروقة وهي مصدر طاقة سلبي ، تزول بعد فترة قليلة من الشخص الماص لها ، وتأخذ معها قدر الطاقة الممتصة ، قد تجد صورها تتمثل في التنمر، والسخرية، لأن لا طاقة بلا شعور، وعدم شعورك بشعور الآخرين تحرم شعورك من التحرر والانطلاق لأنه يعشق كل أوجهه.

أشعر بغيرك في نفسك أولا ثم في نفسك كل مرة واعلم انك سترى الجميع داخلك.

قد ينكسر طفل بسبب ان دميته القطنية تمزقت، أو تحزن طفلة بسبب ان عروستها البلاستيكية أصبحت لا تنام فالشعور مرتبط بنا منذ أن كُنا حيوانات منوية قُذفَت بسبب شعور، ومن أجل شعور، ليكون الناتج شعور.

الشي الذي جعلك تفهم انك من أي نوع هو تلك الميزة التي ميزك الله بها عن كل الخلق (العقل).

فالعقل هو ذلك الشي الذي يبحث دوما عن المعرفة.

ومن لحظة ولادة الشخص في الدنيا إلى أن يموت يكون في دوامة تساؤلات لا تنتهي بسبب الشعور.

الله تعالى هو البادي فلا يصعب عليه شي.

فبدايتك عندما تكون في رحم امك، لحظة يعطيك الله الروح فتجعلك شي حي ،من تلك اللحظة فقط انت تشعر بالوجود ،تشعر بأول شعور لك كمخلوق شعور الحياة، مع انك بلا جسم وبلا عقل وبلا إدراك وبلا شي لكن تشعر بأنك شي يُعارك للبقاء.

أول شعور يعيشه المخلوق هو الشعور بروح الله تعالى( شعور الحياة) .

بعدها تشعر بالمكان ، المكان الغريب الذي انت به هو (رحم امك) ، تشعر بأن هنالك مجهول يحميك ويرعاك وانت حي بسببه هو ، ويبدأ الظن لك لأول مرة في حياتك فتظن بأن المجهول هو من يحميك ويرعاك واعطاك الوجود ، فتتعلق بهذا المجهول مهما كانت هويته، وتبدأ في النمو فيبدأ المكان بالضيق ، لتشعر شعور الخوف لأول مرة لك ، تحاول أن تمتد لتعرف آخر الضيق فلا تستطيع الحركة رغم انك تشعر بها.

ولكن ذلك المجهول متعلق بك لا يتركك ، وانت دوما تشعر به ، وتظن أن تلك اللذة هي هذا المجهول وابتعادك عنه يعني أنك ستموت، ولا تدري ان هذا المجهول هو رحم امك.

يوم اكتمالك انت تولد، تبدأ المراحل، حرارة عضو في جسم امك ولا تعلم ماذا يجري ، يهتز عضو في جسم امك وانت لا تعلم ماذا يجري ، أعضاء تصب عليك مياه ودماء وانت لا تعلم ماذا يجري، تبدأ بالانزلاق وانت لا تعلم ماذا يجري، فكل شعورك لحظتها هو الخوف من فقد ذلك الشعور (شعور الحياة).

انت الان بالخارج

تمت ولادتك، تشعر بمكان غريب، فتخاف من غرابة المكان وتخاف وتخاف فتحاول الكلام فلا تستطيع فتصرخ.

مرحبا بك يا رضيع في الحياة الدنيا ،انت مولود الان وهذا مكان صرختك الأولى.

بعد تلك الصرخة تتفقد شعور الحياة فيك فتشعر بانك حي، وان المكان تغير، فالتغيرات تخيف البالغين ي صغيري ولكنك لا تفقه شي.

ثم تبدأ الغذاء من ثدي امك فتشعر بأن مكان تغذيتك لقد تغير، تبدأ بالرضاعة فتشعر بالجشع فتقبض ثدي امك بقوة فترضع حتى تشبع وهو أول شعور لك بالشبع في الخارج ، ثم تأتي الراحة لك كشعور لأول مرة لك لأنك أعجبت بالمكان، فكلما اذدادت معرفتك بالشي أو بجمال الشي، اذداد عشقك وتعلقك بالشي ، ذلك العشق الذي يكبر ويصبح حادا بسبب ضخ المشاعر بكثرة، كالحفرة تلك أسفل الشلال التي أصبحت قلب الشلال بسبب ضخ مياه الشلال.

تشعر بان الشي الذي داخلك قد أصبح كبيرا فتذيد اللذة ، تحزن وتبكي وتصرخ من الفرح حتى انك تحاول التحليق فلا تستطيع ،فتبدا بالتعلق في الحياة، فتتغطى تلك اللذة(الروح) باثواب كثيرة في الدنيا وتحب الدنيا كل يوم أكثر، وتنسى انك يوما ما كنت تصرخ وتأبى الخروج لها لعدم فقد ذلك الشعور.

الان انت ترى وجه امك، وستنسى ذلك المجهول الذي كنت داخله (الرحم) لتبدأ بالتعلق بامك.

تتوالى الأحداث معك إلى حين لحظة الوعي والإدراك، فهنا يبدأ دور العقل في الحياة وهو البحث عن الروح التي بداخلنا.

فلولا لذة الروح التي بك لم شعرت بالخوف وصرخت اول ما ظننت أنها النهاية.

مع أن جميع العقول سواسي في الخلق، لكنها مختلفة في الإدراك، قد تجد شخصا ذكيا واخر غبيا، والفرق هنا يأتي من النشاط، فالشخص الذي يتأمل كل شي، يحاول المعرفة، يبحث حتى وإن لم يجد، سيصل الى مرحلة بعيدة من الإدراك، بسبب النشاط العقلي المكتسب من التفكير.

الحمد لله على انك انسان، تستطيع تحليل نفسك، لمعرفة مرض نفسك وطريقة شفاء نفسك ، والتفرقة بين عيوبك ومزاياك لتتجدد لأحدث نسخة لك انت.

و الحمد لله كثيرآ على انك تعي حروف صماء تخبرك بأنك انت الإنسان.

أاستطيع كتابة جُمل تصيب معانيها ام ستُقرأ كحروف ملتصقة لتُشَكِل كلمات؟ ام احاول استدراج عقلك باسلوب ما لاكسب فهمك لي؟ ومن تكون ي ترى؟ تساؤلات غريبة من طرفانا لن نجد لها إجابات الا اذا اجتمعنا معا، وقد لا نجد لها جميعا إجابات باجتماعنا.

كل ما أعلم به انك الان تقرأ كلماتي وانا وانت شخصان ناقصان فالكمال الكلي لله تعالى بمعرفته كل شي، وإنما انا وانت مجرد متغيرين ومتجددين بما يحدث في اللحظة فمعلومة جديدة تعرفها ستنفي كلمة كمال.

قد تطول مؤانستي معك أو قد تقصر، أو قد تكون مجرد كلمات اكتبها لنفسي في حين استكنان(لحظة راحة).

لن اشوقك بكلماتي ولن ابخل عليك بها، أريد فقط مؤانستك قبل الرحيل، ولربما يجمعنا يوما مجهول معآ، غير ذلك اليوم المعلوم. مؤكد انك تعلم أنه لا يمكننا الاستمرار والخلود ولكن يجب أن نقاوم من أجل البقاء.

لن أكثر لك الكلمات عن الدين فأنا لا أعلم من القارئ قد تكون مخدوعا، فالبعض يخدعه شيئا ما، أو يجلب له الملل لحظة التحدث في الدين، والبعض الآخر يتأمل ويغوص في فكر الحديث وحلاوته.

أو قد تكون من أولئك الذين هم تحت القاعدة العامة للجميع، تحت تصرف الجميع، وتصرفاتك كالجميع، بمسمى ذلك القانون الأرضي الذائل( مثلما يفعل الجميع).

ولربما تكون ذلك الشخص المثالي في حياته الذي يفهم معنى كلمة عقل وليس لفظ الكلمة، وأن الفرد سيُحاسب فردا، وهذا هو قانون الجميع الدائم هنا وهنالك حيث نعود.

أو لربما تظن انك شخص صادف انه يقرأ كلمات لا يفهم إلى أين تتجه.

ولكن دعني أخبرك انه يمكنك النظر من ناحية أخرى، لعلك شخص محظوظ في وقت توهان وجد شيئا لم يكن يبحث عنه، إن حاولت تجاهله ستتجاهله صدقني لك حق الاختيار ولكني أخاف من بعد تجاهلك له أن تعود وتبحث عنه، مثل تلك الإبرة التي في ناظرك لأيام ولكنك لا تجدها لحظة حوجتك لها.

نحن الآن في العام 2023 يكتب لك شخص تكاد لا تفقه عنه شيئا ولكنك تقرأ كلماته، قد تقراها قصة أو رواية أو قد يطول هذا الحديث ليصبح كتاب.

لن أحدثك عن الله فكتاب الله أجاد كل معاني الوصف والإدراك، ولن أحدثك عن الدنيا فالدنيا زائله وهي ليست شي بلا هذا الكوكب الذي يسمى الأرض.

والأرض ليست إلا مكان وفرت به كل سُبل النجاة لك، وهي مكان تحيا فيها وتعيش فيها وتموت فيها.

ولن أحدثك عن نفسي فنفسي تعارك لأجلها وتابى أن تقول ما بها من عِراك.

دعني أخبرك بما يجول بخاطري فخاطري قد يخبرك عدة أشياء عساها قد تحل لك عقدة ما، وخاطري بلا شي لولا ذلك الارتباط العميق الذي يجمع كل شي، مع انه خاطري ولكن قد تجد نفسك فيه.

لست ذلك العالم ولا انا ذلك الجاهل ولا انا اعلم ماذا ساكون كل ما أخبرك به أنني مثلك يبحث عن المعرفة ف كونك تجلس الان في مكان ما، تقرأ كلمات شخص مجهول عنك من أجل معلومة أو لعيش شعور هذا يثبت لك انك الان في طريق صحيح.

إن سألتني عن نفسي مرة أخرى فساخبرك مطالبي لست بذلك الأمر لك ولا ذلك الناهي ولا انا استطيع منعك من شي، ولا أريد منك معروف ما .

أريدك أن تيعش حياتك كارقام وكابعاد انت تفهمها، تفهم ماذا تفعل ومن أجل ماذا تعيش لروحك بعقلك، ف عقلك يفعل لك الكثير إن فهمت ماذا تفعل.

أريدك أن تصل لتلك الأهداف التي وضعتها لحياتك ، وإن لم تكن قد وضعت أهداف فيها إلى الآن فدعني افاجئك بانك لم تصل إلى نقطة البداية بعد، وتظن أنك تركض وراء شيئا ملكك وأمامك، تريد أن تصله بأقصى سرعة لك، فتندهش بأنك لا تستطيع حتى الاقتراب منه.

فكل شي تريد أن تحققه يجب أن تجعله هدف وليس مطلب سريع بين يديك.

انظر إلى حلمك الجميل ، تمعن به، ثم أشعر بنشاطك وهو محقق، انت هنا تحلم به مرة أخرى، هنا انت ربطت حلمك بشعورك.

قل لنفسك لا مستحيل فالله موجود وهو معي، ثم ارمي الشعور في العقل، العقل بدوره يحب هذا، فهذا عمله الذي تمنعه انت عنه، ستجد أن العقل حول الشعور لهدف، ثم أصبح مسألة رياضية تحسب.

الاحلام مرتبطة بنا، فهي تريد أن تتحقق، ولن تتحقق بدون المحقق.

عش دوما بكرامة فهذا يقويك ويجعلك لا تنظر للماضي ابدا ، ولا كرامة بلا شعور، صدقني خسارة الشعور تعني خسارة الحياة.

وبذكري للماضي ساشرح لك معناه، الذكريات أنواع مرتبطة بالشعور(ذكريات جميلة، قبيحة، سعيدة، حزينة،مريحة،ومؤلمة).

الذكريات ليست هي الماضي بل هي محتوى في الماضي، فهي تتذكرها حسب الظرف الحالي بسبب النسخة المحفوظة منها داخل ذاكرة العقل، وتثبت لك أن الشعور هو الذي يتملك العقل، فالشي الذي لا تعشه كشعور تنساه.

الماضي هو الحاضر التعيس،الذي يشعرك بالنقص فتتذكر نسختك الماضي، لتحاول اكمال نسختك الحاضر، وتنسى أن هنالك نسخة لك محتواها المستقبل.

حتى الدقيقة بها ثواني يجب أن تكتمل، والساعة بها دقائق يجب أن تكتمل، ولا اسنانك هذه هي التي نمت اولا، فكل شي يحتاج إلى وقت، والماضي وقت غير صالح، فهو لا يسرق منك الوقت وإنما يسرق منك ما تبقى لك من الوقت فإحزره.

النظر للماضي هو باب تتخذه للهروب من واقع سيئ، يمتص جذء كبير من طاقتك، بسبب ضخامة الباب، ولا يجعلك تتقدم.

لا شخص بلا ذكرياته ولكن الحكمة من كل تلك الذكريات والأفعال هي( انت الان) .

وتعريفي لك( انت الان) هو كل تلك الافعال والأشياء التي مرت بك إلى هذه النقطة.

(انت الان) عبارة عن طاقة تريد التحرر والانطلاق وجذب كل شي جيد لصالحها ، يجب عليها اتخاذ قرار لكي تتجه لمصادر الطاقة، وتبدأ الاتصال للشحن.

قد اساعدك بمفاتيح ولكن دعني أخبرك أن السر اولا واخرا عند الله، فلا حولا ولا قوة لمخلوق في شي الا بإذن الله ، ثم السر في نفسك انت.

هذه ليست مفاتيح لشفرات خاصة، وإنما بعض كلمات عليك فقط عملها كحقيقة مرتبطة بك .

اولا عليك بعدم الانتظار، بعدم ماذا؟ الانتظااااااااااااااااااار تحرك فالطاقة لا يجب أن تكون في وضع السكون، حرر نفسك من القيود، ابحث عن ما تحسب انه اتي قبل ذلك الاتي (ذلك الاتي :ملك الموت)، وبالبحركة بركة ثانيا أن تربط كل شي، أعني قوة التراااااااااااااااااابط اربط كل الأحداث مع بعضها، هذه الأحداث انت تعرفها، ولكنك تجهلها أو تتناساها ، دراستك الناجحة أو الفاشلة ، أو عملك القديم، أو مشوارك الخاسر، قضيتك الرابحة، حلمك المدمر، بيتك السعيد، بيتك التعيس، صديقك الوفئ، وعلاقتك بنفسك.

اربط هذه الأحداث مع بعضها واعلم ما الخسارة وما المكسب، والنتيجة هي انت.

ثالثا واخرا انظر لنفسك بحب وزد الشعوووووووووووور قد تظنني محتالا بقولي أن هنالك من لا يحب نفسه، فقد اكون أجهل الحب، الحب عندي هو ذلك الخليط الشعوري الذي يكون في أعلى درجات النقاء يتكون من كل شعور معناه انا لك، فالتضحية والقوة والأمان، والثقة، والنبل والكرم والصدق والخوف والألم والحزن والفرح والغضب، تلك كلها مكوناته ضحي لأجل نفسك وكن قوتها وثق بها واوفها وكن نبيلا معها وأكرمها، وأصدق معها، وخف عليها، وتالم لها، واحزن لها، وافرح منها، واغضب منها، تكن احببتها وشفيتها بالشعور المكتسب.

يجب أن تعلم أن الوصول لن ياتي إلا بالسير في طريق الوصول وأن السير في طريق الوصول هو الوصول.

لربما تنتقدني في تشبيه شخصا ما بحمار

ولكنك إن فهمت ان هنالك شيئا ما به عقل يفعل كل شي كأنه آلة منظمة لتفعل شيئا ما لا يعلمه كل يوم قد يكون حمار.

لن احاول ان انصحك لأنك الناصح لنفسك ولكني سأخبرك بأنه يجب عليك أن تعي ماذا ولماذا ستفعل قبل كل فعل تود فعله.

وإن طابت نفسك لسماع نصيحة مني فسانصحك بقولي: اولا أشعر بقيمة نفسك قبل كل شي، إعلم إننا من صلب رجل واحد ورحم امرأة واحدة.

أدرك أن كبيرنا عالم وصغيرنا جاهل، نقينا صادقا ونجسنا كاذب، وان المقامات تتغير بالأخلاق.

وإن حرضتك على عمل ينفعك هنا وهناك ، احرضك على تقوى الله.

وإن وجهتك إلى شي ساوجهك للقراءة، إقرأ وتأمل ما تقرأ، إقرأ قدر ما استطعت بوقت فراغ ما أو لحظة خلوة غريبة أو يوما ما طيب بحياتك، إقرأ ما هو جديد عليك أو قد سبق في حياتك، ابدا بقراءة كتاب الله فصدقني لا يوجد أفضل وأنقى من كلماته فهي التي تُشعِرَك بالروح ، إقرأ كتب من تحب، اقرا تلك القصة التي شوقك بها شخصا ما، أو تلك الرواية البعيدة عنك التي قد تأخذك لحقيقة مرتبطة بحياتك.

اريدك أن تعلم، انت وكل من هم مروا بحياتك مجرد عابرون، وأن تعلم من هم أولئك العابرون، ولماذا اتوك العابرون في حياتك ولما ذهبوا.

أن تعرف ان كل شخصا أتى لحياتك لم يأتي لعبث وإنما أتى لتكون انت.

كل شخص جعلك تشعر بلحظة امل أو الم أو حزن او فرح او ندم، كان هناك هدف وراء كل شعور مكتسب، فلولا هذا الشعور لما كانت هناك قيمة لحياتك هذه.

ف الشعور هو تلك الطاقة الداخلية لك، يتخذ جسدك الخارجي مرآة، له أوجه كثيره يريد تملكها كلها لكي يثبت وجوده، فقد تخاف وتحزن وتفرح أمام شخص واحد يقص لك شيئا أو يمدحك ويلومك.

قوتك تتشكل وتتجدد بناء على طلب الشعور لذا يجب الحركة والتغيير ، خلاياك كلها تتحرك حتى ملامح وجهك تتغير (تبتسم وتحزن ) وان حاولت منع نفسك من شعور ما ستجلب الخلل، فحرمانك لنفسك من تلك الابتسامة أو لحظة الغضب تلك قد تجلب لك التجاعيد قبل وقتها.

عش كل شعورك أغضب من ذلك الشخص وسامح ذلك الشخص واحزن من ذلك الشي واسعد لذلك الشي وكُن لشعورك كل شي انتبه ولا تأبى كلماتي لاخذك لطريق اخر بكلمات منحدرة بلا توقف عندما قال الله: (ونفخ فيه من روحه) وما أطيب وما أشرف وما أعظم وما أكبر وما اعدل روحه.

إذا أخذت رشفة الماء من الكوب من البحر فماء الرشفة كماء الكوب كماء البحر، وروح الله، من الله، فينا وداخلنا، ونحن منها،وإليه ارواحنا ستعود.

شي ما، دعني اضعه للمجهول، هذا الشي قد اشبهه لك بالخفي، او اقول لك انه غير مرئي،هذا الشي الذي اابى أن أخبرك به يربطنا جميعا، وجميعا هنا تعنينا كلنا الله نحن والملائكة والشياطين والحيوانات والطيور والنباتات والديدان والهواء والسماء والنجوم والشمس والنور والظلام، ربما اشبه هذا الشي في شكل شبكة أو اوصفه كنقاط لم ترسم متزنة، لأن بها ما يتحرك ، ولكن العشوائية بداخلها ربطت كل شي ليتم إتذانها.

لن تدري لما قد اخرك ذلك الظرف عن فعل ذلك الشي ولما حدث شي في ذلك الظرف خير من ذلك الشي ولما شخص مجهول يكتب لك ولن تدري لما انت تقرأ كلمات شخص مجهول عنك ولن تعلم لماذا كنت تبكي في صغرك أو بعقلك هذا عندما ماتت قطتك او كلبك أو عصفورك أو عندما حل الجفاف بشتلتك أو لماذا أقتربت من شخصا ما لفترة ما ثم ابتعدت عنه أكثر من فترتك تلك شي ما يفعل عنك كل شي شي ما غيرك انت يتصرف لك ويعيدك أقوى ويدعمك يحاول دوما أن يجعلك في أحدث نسخة رغم انك انت من تعيقه يرفض بتاتا التخلي عنك أو حتى أن يكون بعيدا عنك يأتي إليك ليواسيك من بعد لحظة الغضب تلك، أو ليجعلك اقوى من بعد ذلك الضعف، أو ليقف أمامك كحقيقة مُرة وسط وهم حلو المزاق لا يريد سوى أن يسيطر عليك لتكون انت المسيطر، ابتعادك عنه جعلك تائه رغم انك انت المعرفة.

لا تأخذ مسار أن هذا الشي قد يكون شيطان أو ملك كريم فالشياطين لا يمكنها السيطرة على عقلك ولربما نحن من نسيطر على الشياطين ، فقد تجد شخص ما داخل كوخ أو قار أو بالقرب من مقبرة مهجورة يفعل العكس تماما بمجرد كلمات أو دعني اذكرها طلاسم كلمات معينة يجلب جان ليخدمه او يخدم الغير، يجب أن تواسي كلماتي لتفهمها فقصدي أن الشيطان قد يُسَيطر عليه من قبل البشر، فهل تدرك حدود قوتنا؟ والله أيضا يغلها في أيام وبالذات ايامي هذه فأنا الان اكتب لك في اليوم السابع عشر من شهر رمضان فإذا اغلت الشياطين والنفس تعصي إذا من يحرض النفس على العصيان؟ و إذا اغلت الناس وحررت الشياطين من أين ستأتي المعصية؟ وليست الملائكة الكريمة هي ذلك الشي فالملائكة مأمورة.

الشعور درجات وتعمقك به يشفي الجرح ويطيب النفس بالروح يجب أن تاتمن أعماقك ولا تخف منها فالبحر رغم عمقه ودهشته، لا شي قبال ذلك العمق بداخلك.

نفس التسع أشخاص الذين بُترت ايديهم لم يتعمقوا الا في الم النقص وبعد شفاء الجرح لم تُشفى قلوبهم ولربما هنالك شخص عاشر بترت يده فتعمق الشعور بالجرح وقَبِل ما أتى، ثم فكر بالآتي، فوجد أنه بعد أن طاب جرحه طاب قلبه.

صدقني الشعور درجات فقد لا تزهلك تلك الدراجة وقد تبكي شخصا آخر من الفرح.

هذا الشعور الذي بداخلك،لا يأتي من العدم، ولا يتصل بك ليربطك بالعدم، ف تعريفي لك للشعور مجددا بأنه ذلك الحبل الاثيري الذي يتصل بمصدر الطاقة الأكبر فقد يجدد طاقتك أو يقويها أو قد يمتص الشعور طاقتك فهو الرابط لكل شي، مع ان الشعور شي محسوس ويوصف ولكنه يتخذ جسدك المادي مرآة له ليعبر عن ذاته، فلولا تذوقك لحظة السعادة تلك،لما تقبلت أن تعيش لحظة بعد لحظة الحذن التي مرت بك تلك.

الروح

الجذء له صفات الكل وليس قوة الصفات ، تذكر هذه القاعدة ولا تنساها ، وحاول دوما التدبر فيما تقرأ.

الروح هي تلك النواة الداخلية لك، تعيش معك ذمانين، ذمان في الدنيا،وذمان في الآخرة وصورها كثيرة التسامح والحب وعدم البغض، ولولاها لما حدث صراع داخلك للحظة، لها مطلب واحد أن تجدها قبل فوات الأوان.

هذه الروح جالسة في انتظار عقلك أن يتبع طريقها ليجدها.

ف عندما تجد روحك تستطيع السفر بها لفتح أبواب العوالم الأخرى، قد تظن أن ما قد قلته لك مجرد تخيلات وليس لها معنى، ولكن إن أنصَت الى داخلك، وشعرت بما يحدث ستفهم كل شي يدور خارجك،أشعر فقط بتلك النواة.

من الخطأ أن أخبرك بما داخلك، قد تكون أسرارك التي أنت تحسب انك تخبئها، ولكنها داخلنا جميعا، اريدك فقط أن تتبع عقلك نحو اتجاه روحك، اتبعه في تلك اللحظة، التي نسافر بها عبر الذمن، تلك اللحظة ليست غريبة عنك،معظمنا فعلها، فعندما تكون شاردا في أمر لم يحدث وتقود نفسك إلى تلك الاشياء الجميلة المتحققة خياليا ، تلك الأشياء لربما قد تكون تلك السيارة الجميلة، أو ذلك المنزل الفخم، أو يوم ذفافك، أو يوم تخرجك من الجامعة، أو يوم سفرك، تلك التخيلات الجميلة التي لم تحدث ولكنك استطعت عيش الشعور قبل ذمن الحدث ، ففي عمق هذه اللحظه انت تتبع روحك وتسافر عبر الذمن للحظات.

يجب أن تتخذ لحظة البداية في البحث عن داخلك، فعندما تصل إلى روحك سوف توضح لك الرؤية (البصيرة) وتشعر بمصدر النور الالهي الأعظم في الدنيا وتتغير حياتك في لحظة واحدة من ذلك الإنسان إلى ذلك الإنسان الروحاني السامي كيف تجد الروح؟ يجب اولا ان تعلم انك لا تبحث عن شي مجهولا وإنما تبحث عن شي داخلك، وليس من الصعب عليك أن تجدها إن اتبعت عقلك في طريقها وليس في طريق الشهوات، فالعقل هو طرف الخيط الذي بين يديك،فإن لَم نكن نملك العقل لَما كنا عرفنا من هو الله ولما خلقنا.

الا تلاحظ ذاك التغيير السائد في الكل

الجميع أصبح غريبا وشرسا، حتى الأطفال فقدوا تلك البراءة وكأنما القانون الجديد يخبرنا بأن للورد أشواك سامة أو اننا بمتاهة ضائعين فوجدنا ضائعين يحدثونا أنه بإمكاننا جميعا الخروج، وإلى الآن هم يحدثونا ولذا نحن تائهين، وبالرغم من أنه يمكننا حل اللغز والخروج من تلك المتاهة التي بنيناها فشوارعها هذه تشبه أعمالنا ولكننا ننظر ونستمع ونتحدث وكاننا نحب السير في الضياع.

هل يوما ما فكرت في ذلك الشعور العميق الذي يمكنني أن اصفه لك كارتباط دموعك بشعورك لا تأخذ مسار الشعور ولا الدموع وخذ مسار ذلك الارتباط القوي ذلك الانسجام الذي صمم بنا وبنا هنا تعنينا نحن الجميع وقد اخبرتك من هم الجميع لنرجع لذلك الارتباط الذي تشعر به عندما ترى قطة ما مات صغارها فادمعت انت، أو ذاك الرجل الذي ماتت زوجته فادمع وتغير الشعور أو تلك الفتاة التي مات والدها فادمعت وتغير الشعور أو قد تراها في ذلك الذي رزق بطفل فادمع أو ذلك الذي فاز بجائزة يحلم بها فصرخ من الفرح وادمع ذلك الارتباط يحاول اخبارك بان الشعور موجود، وانا الخطأ لم يصبح علة، يقول لك لا تتجاهلني، يقول لك فقط أشعر.

حدثتك قبلا أني لا أعلم من القارئ ولو كان أمامي لوجد أن أحدنا تائه أو اننا نفس التائهين الذين التقوا في نقطة توهان ولكنهم لم يكونوا يعلموا انهم تائهون رغم انهم كانوا يبحثوا عن شيئا ما غير طريق العودة.

صدقني إن كانت القوة في الخَلق فنحن القوة، نحن ذلك الجذء الصغير من خالقنا.

لربما هنالك شخص ما قادم، قد يكون ملتصق في الوحل ويحاول الحراك، وانه يعلم أن الطاقة هي الله سبحانه وتعالى.

مؤكد سوف يفعلها ذلك الشخص ليصبح معلوما يوما ما.

هذا الشخص لن يكون ذلك الذي يحسب انه في القمة يعلو الجميع، لأن هذا لا يعلم بشعور السقوط من القمة ولم يحسب الارتفاع.

وليس من الذين يتحدثون عن اللحظة وبحديثهم هذا اثبتوا انهم هم نفسهم تلك النسخة القديمة ومؤكد أيضا انه شخص يعي ما داخل راسه وما داخل صدره ويعلم ما الرابط بينهما.

لنرجع لذلك التغيير السائد، الذي هو بسبب كسر الحاجز الداخلي للشي، فكل شي تستطيع فعله في الواقع تكون مسبقا قد كسرت حاجزه شعوريا.

الحواجز الداخلية هي أسرار النجاح الخارجية، فلا يجب عليك أن تكسرها جميعا، فبعض الحواجز يجب أن تكون مقفلة إلى الأبد ولا تكسر فالكلام السيئ كسر حاجز ، والكذب كسر حاجز، والخداع كسر حاجز، والسرقة كسر حاجز، وعدم الخوف من شي كسر حاجز، وبعد كسرك لأي حاجز يسهل عليك تكراره، فاعلم اي حاجز تحاول كسره حتى لا تتفاجأ من خلفه.

لا تنظر للجميع ولا الذمان وإنما اعرف ان هذا الذمان ليس بعجيب وإنما كل هذا متبقي خَلق في متبقي ذمان.

قد تجد أحدهم يستهذئ بنفسه أو انسانا يستعرض جماله أو أن أحدهم يعرض جسمه أو من يفعل أي شي لأجل دولار لعب بالمال في الدين ولعب بالدين للمال وعقول لا تعمل الا من أجل المحفظة الذهبية.

وبذكر المال دعني اذكر لك ، تكاد أن ترى أن القدامى الذين عبدوه الان قومهم أصبح هو السائد،قوم عبدة المال، قوم تعلو به العلاقات وتدنو ، به الاحترام ، التفاؤل، السعادة والحزن، يذكر اول الصباح واخر الليل وفي الاحلام والاماني، عظموه وقدروه وجعلوه اول مطالبهم وآخرها،إلاه يعلو ويدنو، يُشترى ويباع ويتبدل ويُسرق ويُقتل من أجله، ما اعظمه عند عباده، وما أعظم ذنب من عظمه واحبه.

قد يطلبه ذلك الرجل المجنون وقد يعطيه، وقد يحتفظ به أو يرميه، وبذكر ذلك الرجل المجنون، لحظة حين قررت أن احكي لك عن يوما ما لاريحك قليلا من أشياء قد تصدمك واحكي لك عن شي صدمني دعني اخذك معي لماضيي في تلك الليلة، قد تكون هي من إحدى اليالي العشر المميزة في حياتي ولاخبرك ايضا أنني قد كتبت رواية لهذه المحادثة باسم مؤانسة آخر الليل ولكن في تلك الرواية قمت ببعض التعديلات لإكمالها من محادثة الى عمل كامل ، ما حدث حينها كنت في شارع النيل بالعاصمة الخرطوم، عند الرجل الذي يدعوه الجميع بادروب وانا ادعوه برجل الليل، فهنا يمكنك شرب كوب قهوة أو شاي حتى لوقت الصباح.

كنت اجلس على كرسي واضع ارجلي على آخر لأن المكان مظلم ولا حرج في ذلك، وكان الوقت يقترب للثالثة صباحاً ، اقتربا مني رجلان، لا أحبذ ذكر اوصافهما ولكنهما رجلان، وكان هنالك كرسي بالقرب مني جلس عليه أحدهما واتجه الآخر نحوي، نظرت برهة للمشهد وانزلت بسرعة ارجلي من على الكرسي، وجدت أن الرجل قد أصبح أمامي وقال لي : من بعد اذن أرجلك اريد اخذ الكرسي نظرت إليه في وجهه الذي أبت ملامحه أن توضح لي وقلت : تفضل نظر الي وهو يضحك وقال :اانت مجنون؟، أحدث أرجلك فيتكلم فاهك وضحكناا معا ثم أخذ الكرسي وجلس مع شريكه بالقرب مني.

بعدها فتحت علبة السجائر وأخذت واحدة واشعلتها وضعت العلبة بالطاولة التى بجانبي وفجأة يقف أمامي الرجل الآخر ويقول لي: من بعد اذن علبة السجائر اريد واحدة واخذها مباشرة ورجع مكانه فضحكت للمرة الثانية وظننت أنني إذا جادلته قد يخبرني انه تحدث للعلبة وإنني مجنون، بعد أن أكملت سيجارتي نظرت إليهما وقلت تفضلا نظرا لبعضهما من غير حديث وقاما بكرسيهما متجهان نحوي وطلبنا القهوة وقبل أن تحضر القهوة تحدثنا بحيث أنني عرفت اسميهما وشكلهما وأخبراني أيضا أنهما يأتيان من وقت لآخر وعرفا اسمي الذي أخبرتهما انه مجاهد احضر رجل الليل لنا اكواب القهوة التي طلبتها منه، وضع أمامي الأكواب الثلاثة ونظر لي وقال :وينهم ناسك وذهب (وينهم ناسك تعني أين الناس التي معك) *(لم انتبه له في القول وفكرت بأنه يقصد صديقاي ميدو وضاح لأنهما يرتادا معي هذه المكان) الان انا والغريبان نتناول القهوة ونتحدث عن أي موضوع يأتي بالخاطر كمؤانستي لك هذه فأنا أخبرتك أنني اكتب كل ما يجول بخاطري قال أحدهما للآخر أين ذَهَبت؟ فنظر الآخر لي وقال أين فقلت من؟ فضحكاا معا وانا انظر لهما باستغراب كنت اتسائل حينها ماذا يجري ولما يفعلا هذا لربما هما مجنونان أو أنهما تعاطا مخدر ما أو أنني احلم انظر إليهما وأقرص في يدي الأخرى حتى أن الشعور لم يأتي وفجأة قال لي أحدهما أنني احلم ونحن الآن نيام تفاجئت بقوله ثم قلت : ومن ضيفا؟ ومن حالم؟ فرد الآخر كلنا ضيوف وكلنا نحلم ففي الاحلام يجوز لنا فعل كل شي أعجبتني كلماته لدرجة أنني كدت اكررها جهرا أمامه لكي لا انساها نظرت إلى الآخر وقلت له أين ذهبت؟ فقال لي قتلها كبرت عيناي لحظتها وتعرق جسدي ثم ضحكا معا، فوجدت نفسي انظر إليهما يضحكان، ما أبشع ما شاهدت، اختفى صوت الضحك، واصبح جسميهما يهتز ام أنني كنت اهتز لا أعلم ولكن حدث أمر ما سبَبَ اهتذاذ في نظري.

أصبحت لا أفقه ماذا أفعل

ااذهب منهما ام اهرب ام اقفز في هذا النيل الذي امامي ما هذه الأفكار السريعة وكأنها شفرة ما لكي أصبح مجنونا نظرت إليهما للمرة التي لا أعرف كم عددها فالنظرات تكاثرت وكأنني اتحدث اليهما باعيني

وقلت: اين ذهبت؟ ومن هي؟

نظر إلى احدهما وقال:لقد ابتعدت عنه فابتعدت انا عنها وتلاه الآخر بالقول الافعي التي يخشاها، ثم قال لا أخشى سم تلك الأفعى ولكنني أخشى لسانها الذي رغم أنه مقصوص ولكنه لا يفضل المكوث بالداخل.

فعلمت انه يتحدث عن فتاة ما فضحت سره أو عايرته بعيب وأكمل لي الاخر الحديث بقوله: لم تبحث عني ولم تجدني ولكنني انا الذي قد أخذت ساقي إلى مهلكي وظننت أن لوحتي الجميلة التي رُسِمَت لي لم تكتمل وقد تكتمل عندما يأتي عقل طفل صغير مثلي ليحاول تزيينها، فأصبحت شبيهة بمجرة مليئة بالنجوم.

صوت ترتيب كراسي يحدث

انظر من ناحيته أجد أن رجل الليل يكمل مهمته ويجمع في الكراسي وقفت على ارجلي وقلت لهما الوقت انتهى، فردا معا وقالا انتهى من قبل ي محمود تقشعر جسدي وتصلب وأندهشت شعرت حينها بخوف لم أشعر به من قبل هنالك شيئا ما خطأ أصبحت أكرر في نفسي كيف عرفا هذا وكيف قالا لي اسمي، حتى أنني لا أستطيع الحراك.

لم أشعر حينها الا بالخوف لأنني كزبت باسمي، مع ان الشعور يفترض أن يكون خجلا وليس خوف، ولم استطع حتى سؤالهما شيئا وماذا يقصدان بأنه انتهى من قبل، ايكون القصد وقتهما أو وقتي معهما أو وقت ما.

وبالرغم عن كل شي حدث في ذلك اليوم الذي لم أكن أعلم ما به، الا وان ذلك اليوم أصبح مميزا في حياتي بسبب مجهولان وجدت معهما إجابة كنت أجهل أن لها سؤال.

اتمنى الا اكون قد تهورت أو أطلت لك الحديث عن تلك الليلة ولكنها كانت مجرد ذكرى جميلة أتت بخاطري.

ي صديقي، إن لم نصبح صديقان إلى الآن فاعلم أنك كنت وستكن صديق آدمي لي، فكلماتي هي التي اختارتك لنفس الرابط.

بالرغم من أن ما بالداخل لا يتغير ولكن البوح به أو كتابته يكونا أعمق عندما يكون السامع أو القارئ شخصا مجهول.

كل قول وكل حدث وكل فعل وكل شي هنالك وراءه خلاصة يجب اولا أن تتعمق التفكير لتعش الشعور لتوضح لك الخلاصة الا ترى أن الشعور مرتبط بكل شي، حتى في داخلك، وفي كلماتي هذه يتردد وكأنه المطلوب.

الشعور بالله تعالى

لا عبث ولا مزاح، ولا جدال، ولا لهو، ولا تكذيب، ولانكران، مع الله الله تعالى خلق كل شي، هو ملكنا، وعظيمنا، ورحماننا، ونحن إليه سنعود وعندما نعود إليه يستقبلنا بحب فهو الإله الكريم المتواضع ويبدا بعدها الحساب الموعود بشهادة الله الحساب يكون دقيق لدرجة ان كل شي مكتوب ومعلوم، حساب بلا ظلم، وبلا مكر، فالله ليس بذلك الظالم لعباده ولا ذلك الماكر لعباده، وإنما حساب بعدل.

يحاسبك الله بنواة أعمالك، خيرها وشرها لايَظلمَ ولا يُظلمَ إن فكرت فقط أو تخيلت بعقلك مشهد ذلك اليوم فالمحتمل انك تنساه، ولكن إن شعرت به لربما تبدأ بدايه تغيير في حياتك، لأن ارتباط الشعور ضروريا وهام.

ربما تكون شخصا تخيل هذا المشهد وبكلماتي هذه اذكرك فالحكمة أن من أسباب الموت هو الخوف من الموت فإن قلت لشخص أنه سيموت بسبب شي ما وخاف من الموت فسيجذب الموت له، فالشعور السلبي قد استنفذ كل طاقته بسبب خوفه من الموت ونسيانه أن الله تعالى هو المحيي والمميت، مسبب الأسباب، وجالب الأقدار،مقدمها ومؤخرها فهو الله القادر وهو الاعلم بكل شي.

كيف تتبع طريق الله

الله سبحانه وتعالى ابدع في خلقنا، فكل تساؤل غريب عنك هو داخلك،ومع قدوم كل سؤال تأتي رفقته الإجابة ، وكل جواب تريده اسئل نفسك السؤال.

فإن كررت داخلك كيف ترجع إلى الله، صدقني ستجد أن هنالك شعاع يصف لك الطريق ي صديقي المجهول انا لا ألومك في جهلك ولا احسدك في علمك وإنما أنا فقط احادثك بما يطيب في لحظة خلوة.

إن قلت لك انظر واسمع، فانظُر لما حولك فأنت شاهدت وسمعت من وِلِدوا ومن ماتوا في ذمنك انت ولكن الخلاصة التي لم تراها انهم أتوا وذهبوا ونفذ منهم ذمنهم ، وبعد ذهابهم هذا يتمنوا أن يعودوا للحظة، ولن يعودا الا بإذن الله وانت الان لا تتمنى العودة لأنك هنا، فانظر إلى الجانب المنير في حياتك وهو الله سبحانه وتعالى، فلك الفرصة القوية العفيفة الطاهرة النبيلة،الان لك حق اخذ الميدالية بشرف في ما تبقي لك من ذمن.

لك حق الاختيار في أي جانب تعيش، لك الان فرصة تحديث مكانتك في الدنيا مع الله وفي الاخرة مع الله.

الشعور يجدد لك الطاقة ويبنيها وأعظم درجات الشعور هي الشعور بالله تعالى.

أخبرتك اني لن ابخل عليك بالحديث، لم تنته كلماتي رغم أنها بدأت ، فالبداية هي أصعب ما يكون.

اعزرني للتوقف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود الامين احمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/04/30


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : مؤانسة تمنيت أن تطول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net