
مترو بغداد مازال يغطُّ في “درابين ضيقة” تحوطها شبهات الفساد، برغم أهمية المشروع الذي يكسر عصب الزحامات الذي أطبق على أنفاس العاصمة بغداد.
ما يقارب العقد ونصف العقد من الوعود، لم تُحسم ملف مترو بغداد، برغم تغيير تسميته الى “القطار المُعلق”، سيناريو شهد أحداثاً ولغطاً بين البرلمان ووزارات ومؤسسات مختصة.
ومرَّ المترو مثل سرعته المفترضة بين “سيسترا” الفرنسية وسبع شركات عالمية أخرى، إلا ان المشروع الذي وصلت قيمته الى 7 مليارات دولار، أخفق العمل فيه عام 2010 ولم ينجز أيضا عام 2015 برغم هبوط التقديرات المالية الى نحو أربعة مليارات دولار.
وبرغم الكوارث التي خلّفها الإرهاب والتزامات تحرير المدن، ظلت الموازنات تبتلع مخصصات “المترو المفترض” حتى تحوّل الى قطار معلق عام 2020 بعد احالته إلى “شركة انستل الفرنسية بالتعاون مع شركة هونداي الكورية” على شكل قرض تستكمل فيه المقاطع عن طريق الاستثمار، إلا ان ما أعلنته وزارة التخطيط لم يتعدَ حواجز الحديث المتكرر.
وفي ظل موازنة انفجارية يصار الى تخريجها في العالم الحالي، يدور الحديث عن تخصيصات جديدة تحت مسمّى “مترو بغداد”، وفقاً لحملة كبيرة أطلقتها الحكومة للأعمار.
وكشفت لجنة النقل والاتصالات النيابية، إن قطار بغداد المعلق هو من ضمن البرنامج الحكومي، حيث تم تخصيص مبالغ له ضمن موازنة 2023 لحساب وزارة النقل لتنفيذ المشروع، مضيفة، أن “المشروع أكملت تصاميمه شركة فرنسية كمرحلة أولى بطول 31 كم ويشمل 14 محطة”.
وتخضع الكثير من المشاريع الاستراتيجية في البلاد الى ما يُعرف بـ”الابتزاز والاتاوات” التي تفرض على الشركات العاملة، فضلا عن تدخل أحزاب وجهات متنفذة في عرقلة تلك المشاريع، لاستحصال العمولات أو ادخال شركات خاصة، ضمن سلسلة اعتادت بغداد والمحافظات عليها طيلة السنوات السابقة.
ويعتقد مراقبون للشأن الاقتصادي، ان سير خطط المشاريع الحالية يحتاج الى متابعة حثيثة وشخصية من رئيس الوزراء، لمنع الفاسدين من التوغل، وفرض سيطرتهم على الشركات العاملة، وانهاء حالة الفوضى التي تمارسها مافيات الأحزاب سابقا.
مشيرين الى ان المراقبة ستتمخض عنها سرعة الإنجاز ومواصفات عالية في العمل.
ومع أهمية مشروع “مترو بغداد المؤجل”، إلا ان اللغط الذي رافقه طيلة تلك السنوات، جعله محط تندر المواطنين الذين يعتقدون انه “ممر نحو نهب المال العام”، من دون نتائج حقيقية على أرض الواقع، برغم حاجة العاصمة لفك الاختناق المروري.
ويؤكد المختص في الشأن الاقتصادي حسين الكناني، ان “المترو” تحول الى أشبه بالكذبة وأصبح مثاراً للتهكم بين العراقيين، لانعدام الجدية في تنفيذه.
ويبيّن الكناني، ان “الجهات المسؤولة عن مترو بغداد غير قادرة على تنفيذه، لأنها لا تمتلك النيات الحقيقية للمضي بهكذا مشروع ضخم يخدم العاصمة بغداد، فضلا عن استشراء الفساد ووجود الشخصيات غير الكفوءة التي لا تدرك أهمية المشاريع الاستراتيجية”.
ومضي يقول، ان “مشروع القطار المعلق لا يزال غائباً بين عدد من المؤسسات المختصة، برغم التخصيصات التي يعلنها في الموازنات السنوية.
مشيراً الى انه أصبح “أشبه بالكذبة”، التي تتكرر سنويا”.
المصدر: المراقب العراقي
التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!