صفحة الكاتب : محمود محمد سهيل

بين النجف والكفل جسر من العلم
محمود محمد سهيل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
النجف الأشرف مدينة العلم والعلماء منذ أن احتضنت الحوزة العلمية, وأصبحت مصدر اشعاع للفكروالثقافة والاصلاح الى كل المدن في العراق , والكفل مدينة مجاورة للنجف فكان لها نصيب من ذلك الاشعاع العلمي , فكان هناك تواصلاً علمياً متمثلاً بأرسال العلماء الى الكفل نتيجة لأهتمام الحوزة العلمية في النجف بمدينة الكفل , لكونها مدينة سكانها اليهود منذ 2500 سنة, لوجود مرقد احد انبياء بني اسرائيل وهو حزقيال بن بوزي الكوهيني, الذي جعل من الكفل مدينة مقدسة لدى الطائفة اليهودية في العراق
1- تاج الدين الاَوي الأفطسي(1254-1313م)
 
في عصر السلطان المغولي الجايتو محمد خدابندة(678-716هـ), كان لليهود اشراف مباشر على مراقد انبيائهم واوليائهم, وكانو يترددون عليها في اعيادهم ومواسمهم الدينية,ومن ضمن القبور الذي يأتون لزيارتها والتبرك بها قبر نبيهم(حزقيال)(ع) امدفون قرب مرقد ذا الكفل, وعندما اعلن السلطان الجايتو اسلامه وتشيعه اصدر اوامره بطرد اليهود من مرقد ذو الكفل ووضع المراصد والعيون والحرس لحراسة  المرقد المقدس من تدنيس اليهود , ثم جعل المرقد المقدس بيد المسلمين , وتحت اشراف نقيب الممالك تاج الدين الاًوي الأفطسي,الذي ولد في الكوفة, ونشأ وتعلم في الغري بمشهد امير المؤمنين(ع)(1) , عاش بين الحلة والكفل وبغداد , عاصر ثمانية ملوك من الاسرة الأيلخانية أولهم هولاكو واخرهم محمد خدابندة (2), كان معاصراً للعلامة الحلي وبينهم صلات وثيقة اذا عرفنا قرب الكفل من الحلة , ان السيد تاج الدين كان ضمن وفد عالي المستوى ذهب لمقابلة الجايتو والشروع بمناظرة مع نظام الدين الخواجة عبد الملك
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)هاشم فياض الحسيني, حياة ذي الكفل وحزقيال,ص28
(2)الحليَ, قواعد الاحكام,ج1 ص114
((1))
المراغي , نتيجة هذه المناظرة هي الأعلان عن تشيع السلطان وأعلان المذهب رسمياً في البلاد(1),نشأت بين السلطان الجايتو محمد والسيد تاج الدين علاقة وطيدةن اثمرت عن تعيينه من قبل السلطان نقيب نقباء الممالك في عموم الدولة الأيلخانية, وزالتي تشمل العراق والريَ وخراسان وفارس وسائر ممالكه(2), وانه هو الذي رغب للسلطان المغولي الجايتو ان يعتنق مذهب التشيع ,كان واعظاً وسيداَ فاضلاَ ذا همَة عالية واماماً لمسجد النخيلة الجامع حيث مرقد ذي الكفل , وكان يقيم الجمعة والجماعة في هذا المسجد بأعتباره مقاماً للأمام علي (ع) حينما عسكر بالنخيلة في خروجه الى حرب صفين , حيث قام هذا السيد بتجديد يبناء المسجد بأمر السلطان الجايتو محمد خدابندة سنة 703هـ , ونصب في صحن المسجد منبراً في بر ملاحة على شط التاجية بين الحلة والكوفة , وهي قصبة الكفل القديمة حالياً,
1-منع اليهود من اجتياز المسجد للوصول الى المرقد وأشار عليهم بضرورة استخدام الباب الغربي للمقام وهو المدخل الرئيس للمرقد(3) , لعدم جواز دهخول اليهود لمساجد المسلمين مستنداً الى الاَية الكريمة(انما المشركون نجس فلا يقربو المسجد الحرام), وقد دفع السيد تاج الدين حياته ثمناً لهذا المنع , 
2-ان السيد منع اليهود من الاقتراب الى المرقد بعد ان نصب في صحنه منبراً مما أثار غضبهم وأستيائهم فقرروا التخلص من السيد واستمالو رشيد الدين ليحقق غايتهم
3-نقيب العراق السيد شمس الدين حسين بن السيد تاج الدين, عامل العلويين بنوع من الظلم والتجبر مما أدى الى تذمرهم من افعاله نتيجة لما يلاقوه منه(4). الأسباب الثلاثة هيأت فرصة للوزير رشيد الدين فتحرك على السلطان الجايتو محمد خدابندة للتخلص من السيد,
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2)هاشم فياض الحسيني , المصدر السابق , ص28
(1)الحليَ, ارشاد الأذهان و ج1 ص129
(3)محمد حرز الدين, معارف الرجال , ج1 ص218
(4)محمد حرز الدين , مراقد المعارف, ج1 ص218
 
((2))
 
 
وان الحل يتم بتسليم السيد تاج الدين وولديه اليهم, 
استطاع رشيد الدين ان يستميل احد العلويين وهو جلال الدين ابراهيم بن المختار واطمعه بنقابة العراق ويكون له حكم العراق ونقابة وقضاء وصدارة فأمتنع السيدجلال الدين ابراهيم من ذلك وقال اني لا أقتل علوياً قط, وعلق السيد تاج الدين ابراهيم بن المختار في حبالة الرشيد وكان يختصه بعد وفاة ابيه النقيب عميد الدين ويقربه ويحسن اليه ويعظًمهُ, حتى كان يقال اش شغل يريد الرشيد ان يقضيه بالسيد جلال الدين , فأطمعهُ الرشيد في نقابة العراق وسلمَ اليه تاج الدين وولديه شمس الدين حسين وشرف الدين علي , فأخرجهم الى شاطيء دجلة أمر اعوانه بهم فقتلوهم , وقدَم قتل ابني السيد تاج الدين قبله عتواً وتمرداً وموافقة لأمر الرشيد وكان ذلك في ذي القعدة سنة 711هـ 1313م , فغضب السلطان الجايتو محمد خدابندة لذلك غضباً شديداً, وأوهمه رشيد الدين ان جميع سادات العراق اتفقو على قتله , ومن اعماله المباركة 
1- ساهم في انشاء مركز الدراسات العربية والأسلامية في الحلة
2- دافع عن ارض المقدسات وأنقذ المسلمين من الردة الجماعية عن الاسلام انذاك رادت ان تحث بسبب دسائس اليهود وفتنهم 
3- اظهر لعامة الناس قداسة ارض العراق عند العرب والمسلمين حسيث انها ارض الأنبياء والمرسلين وأرض الأئمة الأطهار.
 
 
 
 
 
 
 
 
((3))
2- اية الله العظمى السيد محمد المهدي بحر العلوم الطباطبائي(1742-1809م)
 
حين سفره من المسجد الغروي الى زيارة جده الحسين (ع)في شهر ذي الحجة  من السنة 1211هـ 1797م , كان معه جماعة غفيرة من تلامذته المخلصين فعبر بهم الطريق على محل ذي الكفل , وكان فيه يومئذ جماعة من اليهود زهاء ثلاثة الاف نفس , فكانت هناك مناظرة حاسمة للسيد مع اليهود مع رجلان يدعيان المعرفة احدهما عزرا والاَخر داود , وعلى اثر تلك المناظرة اسلم جمع من اليهود وكان لذلك الموقف اثره البالغ في المجتمع الاسلامي بحيث ارتفع رصيد علماء الشيعة , وقد سجل نص المناظرة تلميذه الحجة السيد محمد جواد العاملي , توجد النسخة الخطية من الكناظرة في مكتبة السيد الحجة محمد صادق بحر العلوم , والمناظرة تتكون من 16 صفحة , قال السيد محمود الطباطبائي في كتابه المواهب السنية , سمعت من بعض الأفاضل ان احد الفضلاء اليهود في ذي الكفل جاء لزيارة السيد رحمه الله(1) . ويذكر ان العلامة السيد محمد مهدي بحر العلوم , اسلم على يده أكثر من ثلاثة الاف يهودي من الكفل (2). وكان له اطلاع واسع بالتوراة , وأخيراً بهتوا من كلام السيد بحر العلوم وانقطعوا وعجبو من غزارة علمه واطلاعه على حالهم ووقوفه على مذاهبهم وفعالاتهم.
 
 
 
 
 
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)محمد مهدي بحر العلوم , رجال السيد بحر العلوم , ج1 ص50
(2)مجلة النجف , العدد1 , 20/8/2003
 
((4))
 
3- الشيخ حمادي ناصر حسين آل سميسم(1842-1927)
 
 
جاء من النجف حياة والده الشيخ ناصر سميسم الذي عاصر الميرزا المجدد محمد حسن الشيرازي , نهاية القرن التاسع عشر الميلادي , وسكن بستان الدشرية (الجماعة) في الكفل وهي منطقة معزولة عن اليهود, كان فاضل وزاهد, تقي صالح, عارف, وبعد وفاة والده الشيخ ناصر في النجف, نقل مكتبة والده الى الكفل يوم توطنها فعبثت بها يد الأهمال وكانت بخط والده المؤلف (1). يذكر الشيخ  محمد حرز الدين بأنه كان ثقة في قبض الحقوق الشرعية في قرية ذي الكفل(2).
 
 
 
 
 
 
 
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمد علي جعفر التميمي, مشهد الأمام أو مدينة النجف , ص135-137
(2) محمد حرز الدين , معارف الرجال, ج2 ص125
 
 
((5))
4- الشيخ علي خيري (1854-1921)
الشيخ علي بن ملا حمزة بن خيري, من آل زاهد النجفيين , جاء من النجف وأقام في الكفل سنة 1885 م , ويقال ان الحاج ذرب عباس المتولي على قرية الكفل حصل على موافقة المرجعية في امامة الشيخ علي خيري للمصلين , وهو الذي اثار قضية منارة الكفل الشهيرة  ضد اليهود , حيث كتب كراسة صغيرة  بحث فيها عن مسجد النخيلة وحدوده القديمة ومساحته وما فيه من كتابات اسلامية وتأريخ بناء المنارة وموضع المحراب والمنبر, ورفع الحاج ذرب الكراسة الى الباب العالي في الأستانه(1). تحمل الشيخ علي خيري المصائب الكثيرة بسبب مناداته بأحقية المسلمين بمسجد النخيلة , أذ أن لائحة الأعتراض التي كتبت وأرسلت الى الأستانة هي بخط يده ومن بناء افكاره , في عام 1875م حاول اليهود انكار مأذنة الكفل حيث قدم الشيخ شكوى ورفعها الحاج ذرب الى الأستانه , ثم جاءت لجنة مرتين وكتبيت تقرير بعدم وجود آثار أسلامية , طالب بأخراج اليهود من قرية الكفل وضايقهم أشد المضايقة سنة 1894م , حيث أجتمع أهل النفوذ منهم وجمعوا أموال طائلة وبذلوها الى والي بغداد العثماني حسن باشا وأمراء الأتراك لكي يخلصوهم من الشيخ علي خيري , فقام الوالي بأصدار قرار خاص يجعل الشيخ مشمول بالخدمة العسكرية والتجنيد الأجباري رغم كبر سنه لكنه لم يمتثل أمرهم فقامت الحكومة العثمانية بألقاء القبض عليه وأخذوه خائفاً من القتل وأبعدته عن مدينة الكفل , عاد الى الكفل بعد نهاية الحكم العثماني لكنه انتقل بأهله هارباً الى النجف بعد معركة الرارنجية فأضطر الى العودة الى الكفل , توفي بالكفل سنة 1921م.
 
 
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)انشانس الكرملي  , مجلة لغة العرب , ج8 ص 28
 
 
 
((6))
 
5- الشيخ حسين محمد حسن البياتي
 
جاء من النجف , بعثته مرجعية السيد أبو الحسن الأصفهاني بعد ثورة العشرين , بعد الشيخ علي خيري, بعد ان درس على يد المرجع السيد أبو الحسن الأصفهاني , سكن قصبة الكفل , وهو الذي أسس الشعائر الحسينية وموكب الكفل(1).
6- الشيخ عبد الهادي جياد محمد البرقعاوي , أرسلته مرجعية السيد أبو الحسن الأصفهاني الى الكفل سنة 1926م , ابنه الشيخ عبد الصاحب البرقعاوي (1931-1995م) درس الأبتدائية في الكفل للفترة 1936-1940, وهو رجل دين وشاعر , وكان في اللجنة التحضيرية لأنصار السلم في النجف سنة 1959, الشيخ عبد الهادي البرقعاوي, توفي 1962م,
7- الشيخ هادي العصامي , جاء سنة 1962 من النجف, لكنه لم يبقى طويلاً في الكفل .
8- الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي , لبناني الجنسية , جاء من النجف بتاريخ 1/2/1963 .
9- الشيخ عبد الرسول حجازي , لبناني الجنسية , جاء من قبل مرجعية السيد حسن الحكيم بتاريخ 22/12/1965 . لم يبقى طويلاً.
10- السيد نور الدين بن علي الحسيني الأشكوري , جاء من النجف بتاريخ 13/2/1966 , في زمنه تأسست مكتبة آية الله الحكيم , ودخلت أفكار حزب الدعوة الأسلامية للكفل , ثم تسفيره الى ايران بتاريخ 24/12/1971 .
11- الشيخ عبد الرضا الجزائري , لم يبقى طويلاً , جاء بتاريخ 8/3/1972 لعدم رغبته ,
12- السيد صادق باقر محمد البطاط , جاء بتاريخ 17/4/1972 , أعتقل مرتين ,               أستشهد سنة 1982
  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                                    
   مقابلة مع حفيده الشيخ , بتاريخ 4م7/ 2011
                 
((7))

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود محمد سهيل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/27



كتابة تعليق لموضوع : بين النجف والكفل جسر من العلم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net