أشعرُ بالغربة .. والضياع
بعدك يا أبي
وها أنا
بالرغم من تآلفي
مع التوحّد الجميل
بالرغم من تغرُّبي
أخاف من تلويحة الوداع
والسفر المُفاجئ .. البعيد
خلف شراع أبيض
تقتادُهُ الريحُ
الى منصّة من الجليد
رأيتث يا أبي
رأيتُ حُزنك المُعاد
وصمتك الواقف
مثل مالك الحزين
على جدارالوقت
وكُلّما استوقفني ظلُّك
في غُرفتك الصغيرة
احترقتُ بالنار التي تضرمُها
في ورق الدّخان .. والرماد
وكُلّما حاصرني موتُك
في صمتك ..
أستدلُّ بالصمت
على اللغز الذي
يكمُنُ في حمامة
يمُرُّ سهمٌ عابرٌ فيها ..
......
وها أنا يا أبي
بالرغم من تغرًّبي
ما زلتُ
أستمدُّ أسباب وجودي
في تآلفي
مع التوحّد الجميل
أمتصُّ ما تبقّى
من تبغك الأثير
وأحتسي الشاي الذي احتسيتَهُ
آخر مرّة
على السرير

التعليقات
يوجد 3 تعليق على هذا المقال.
ابكيتنتي والله..
فهذا الظل الالهي الذي يمتد بصمته بيننا..
لا نشعر بالفة الاشياء الا اذا تضمخت بحضرته..
ثم ينسحب فجاة!!
مخلفا ذهول غيابه..
اقول غيابه..
لان حضوره ليس له بصمات اوملامح
لذا..فهو لايكرر..ابدا
ابدا