دير الزور تنتفض في وجه “قسد”.. احتجاجات على خلفية قضية اغتصاب
تواصلت لليوم الرابع على التوالي احتجاجات الأهالي في ريف دير الزور السورية على ممارسات قوات سوريا الديمقراطية
(قسد) فيما يطالب الأهالي بطردها وبمحاكمة ما يسمى “قائد مجلس دير الزور العسكري” التابع لقسد على خلفية قضية شرف.
وذكرت مصادر أهلية لمراسل سانا أن أهالي بلدتي الكبر والكسرة خرجوا بمظاهرات قطعوا خلالها الطرقات بالإطارات المشتعلة،
ورددوا هتافات ضد ميليشيا (قسد) المرتبطة بالاحتلال الأمريكي وما يسمى قائد مجلس دير الزور العسكري التابع للميليشيا،
وذلك على خلفية ارتكاب مجموعات مسلحة تتبع له وعدد من أقاربه ومرافقيه جريمة اغتصاب وقتل امرأتين نازحتين
في البلدة قبل عدة أيام.
ويشهد ريف دير الزور، شرقي سورية، الواقع تحت سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، احتجاجات واسعة، منذ أيام عدة،
على خلفية اتهام قائد مجلس دير الزور العسكري، التابع لهذه القوات، أحمد الخبيل، بالمسؤولية عن اختطاف سيّدة حامل
وفتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، واغتصابهما وقتلهما.
وذكرت شبكات إخبارية محلية، السبت، أن قرى عدة في ريف المحافظة الغربي، الواقع شمال نهر الفرات، شهدت احتجاجات وقطعاً للطرقات من قبل مجموعات من الأهالي، للمطالبة بمحاسبة الخبيل المعروف بـ”أبو خولة”.
وكانت حادثة اختطاف السيدة والفتاة، الأسبوع الماضي، وقتلهما بعد تعذيب على خلفية “قضية شرف”، قد أشعلت غضب الأهالي في، الخاضع لسيطرة “قسد”، والتي لم تتحرك بعد لمحاكمة متهمين بالوقوف وراء الحادثة، وأبرزهم قائد مجلس المدينة وشقيقه (أدهم).
وقال الناشط الإعلامي أبو عمر البوكمالي،، إن “ما يجري في ريف المحافظة الغربي له علاقة بمسألة في غاية الحساسية بمجتمع قبلي، وهي الشرف”.
وأضاف أن “هناك غضباً واسعاً لدى الأهالي”.
مشدداً على أن “ما حدث جريمة تستدعي محاكمات، وإلا فإن الأوضاع ذاهبة إلى توتر لا أحد يدرك أبعاده”.
وبيّن البوكمالي، الموجود في ريف دير الزور، إنه “من المؤكد دخول نحو 50 شخصاً من مدينة دير الزور إلى ريفها الغربي، بتوجيه من نواف البشير (شيخ عشيرة البكّارة واسعة الانتشار في ريف دير الزور).
وأوضح البوكمالي أنّ “غضب الناس ينصب أكثر على أبو خولة، فهذا الرجل اشترى مساحات كبيرة من الأراضي في ريف المحافظة على مدى سنوات تسلمه مسؤولية المجلس العسكري”.
وتحدث عن “معلومات مؤكدة بأنّ أبو خولة بات يملك ملايين الدولارات”.
واصفاً إياه بأنه “صاحب النفوذ الأهم في المنطقة”.
وتعليقاً على ذلك، رأى مدير مركز “الشرق نيوز” فراس علاوي أن التوتر بدأ في ريف المحافظة بعد مقتل السيدة والفتاة من عشيرة البكّارة على يد مقربين من أبو خولة، وهو من عشيرة البكير”.
وأعرب علاوي عن اعتقاده بأن الخلاف “عشائري”. وأوضح أنّ “بعض العشائر أصدرت بياناً تتهم فيه أبو خولة بالمسؤولية وتهدد بمحاسبته، بينما الأخير يستغل خشية الناس من عودة الدولة السورية بالتلويح بأن إبعاده عن المنطقة أو محاسبة فصيله ربما يفتحان الباب” أمام تلك العودة.
ومحافظة دير الزور من أكبر المحافظات السورية (حوالي 33 ألف كيلومتر مربع)، وهي تخضع اليوم لسيطرة قوى عدة، حيث تسيطر “قسد” على كامل ريفها شمال نهر الفرات باستثناء قرى يسيطر عليها الجيش العربي السوري التي تسيطر على كامل ريف دير الزور الشرقي جنوب نهر الفرات، بدءاً من مدينة الميادين وصولاً إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية.
ولا تزال خلايا تنظيم “داعش” تنشط في المحافظة، إلا أن هجمات هذه الخلايا في الريف محدودة التأثير، كما تنشط جنوبي نهر الفرات في بادية دير الزور، حيث يشنّ التنظيم هجمات واسعة ضد الجيش العربي السوري انطلاقا من القاعدة الأمريكية في التنف التي تقدم الدعم لمجموعات مسلحة تابعة للتنظيم وذلك لاستهداف الجيش السوري وإضفاء شرعية على وجودها بحجة وجود خلايا لداعش الإرهابي .
ويضم ريف دير الزور، الواقع تحت سيطرة “قسد”، والقوات الأمريكية أكبر وأهم حقول النفط والغاز في سورية، أبرزها حقل العمر، والتي تعمد على سرقة النفط يوميا وبيعه وحرمان الشعب السوري من ثرواته الطبيعية.
وأنشأت قوات الاحـ*تلال الأمـ*ريكي قاعدة عسكرية في منطقة التنف منذ العام 2014 بذريعة محاربة تنـظيم “داعش” الإرهابي فيما أكدت الوقائع لاحقا أن قوات الاحتلال الأمريكي اتخذت من قاعدتها تلك منطلقا لدعم التنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة أصلا وتلك التي قامت بجلبها وتجميعها من مناطق مختلفة الى منطقة التنف ومن بينها مجموعات من إرهابيي تنظيم “داعش” لإعادة تدويرها واستخدامها في الاعتداء على مواقع الجيش العربي السوري والتجمعات السكانية والمرافق الحيوية في منطقة البادية السورية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat