(إشاعة الجريمة)
دار نقاش حاد مع أحد الأصدقاء حول معدل الجريمة وانتشار الانتحار وتضخم الفساد الأخلاقي ، فهو يتبنىفكرة ان معدلاتها اليوم تختلف اكثر بكثير من معدلاتها قبل ثلاثين عاماً ، ورغم أن الفيصل في ذلك هو الاحصاءاتالرسمية الموثقة التي نفتقر اليها نحن الاثنين ، إلا أنني أكاد أجزم أننا لو أخذنا بنظر الاعتبار الزيادة السكانيةالحاصلة فقد لا نجد تغيراً بل ربما تكون قد انخفضت ، وما يغذي شعورنا بزيادتها أمران ، ظهرا بفعل التطور العلمي والتقني في العالم :
الأول : تطور الاتصالات وظهور مواقع التواصل الالكتروني بحيث تطرق الجريمة مسامعنا في غضون دقائق ولوارتكبت في أقصى الأرض ، والثاني : هو وجود مواقع وقنوات ذوات نوايا مسبقة مهمتها نشر هذه الجرائموبطريقة مروعة ومثيرة لكي يتلاقفها الشباب وتدجن تفكيرهم علها تجد من يقبلها ثم ينفذها هو الآخر ، أو إنها تريدأن تقول ان المجتمع بات سلبياً في كل شيء بسبب النظام السياسي الحالي ، اي انها توظف الجريمة سياسياً . لا شك ان هناك من هم حَسِنو النية يتوقون الى نشر كل ما هو شاذ وغريب ليتميزوا عن أقرانهم . بالأمس نادتعليّ أهلي هل سمعت بالجريمة الفلانية بين النجف وكربلاء وكيف احرقت جثة الضحية ؟ نعم قرأتها ، ولكن كيفعرفت ذلك ؟ هاهي منشورة على الفيس بوك ، فلما رأيت الحساب الأصلي الذي قام بنشر الجريمة واذا به يعودلمكتب بيع عقارات !!! أحد التعليقات أنّبَ صاحب الحساب بالقول : وما علاقة بيع وشراء العقارات بهذه الجرائم ؟أقول لابأس على مواقع خبرية أن تنشر هكذا أخبار ربما توعيةً أو سبقاً صحفياً ، ولكن أن نعيدها ونكررها فيحساباتنا فذاك أمر له آثار سلبية على صحتنا النفسية وراحتنا الاجتماعية ، ناهيك عما يسببه من أثر كبير علىاعتياد الجريمة وتهوينها في عقول بعض المنحرفين ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَآمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) . ما يميزنا نحن البشر عن سوانا هو أننا أحرار وما دمنا كذلك فنحن نختار ، وما دمنا نختار فنحن مسؤولون عن اختيارنا وهذا ينطبق على كبائر الأموروصغائرها فالنشر والتعليق والاعجاب والمشاركة كل ذلك نحن مسؤولون عنه
التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!