تقرير فرنسي: داعش في العراق لا يزال قادرًا على الإيذاء بواسطة خلاياه المختبئة

مع أنه فقد ملاذاته الآمنة وظهرت هشاشته في المنطقة في المدّة الفاصلة بين تاريخ مقتله الفعلي وإعلان الأمر رسميا، لكن داعش في العراق، لا يزال التنظيم قادرا على الإيذاء من طريق خلاياه المختبئة في أمكنة نائية.

يدل مقتل متزعم تنظيم داعش الإرهابي أبو الحسن الهاشمي القرشي في سوريا أن التنظيم فقد ملاذاته الأمنة في سوريا والعراق وبات تأثيره على القيام بأعمال إجرامية في البلدين ضئيلا.

ويرى محللون أن تمدد التنظيم الإرهابي بات في مناطق أخرى مثل أفغانستان وإفريقيا أكبر.

ويُطرح ألف سؤال وسؤال حول مقتل القرشي الذي أعلنه التنظيم المتشدّد وأكدته واشنطن الأربعاء (30 تشرين الثاني 2022) متحدثة عن عملية نفذتها فصائل معارضة في جنوب سوريا في متنصف تشرين الأول.

ومنذ آذار الماضي، تاريخ تسميته زعيما للتنظيم، لزم أبو الحسين الهاشمي الصمت وبقي متواريا مدة التسعة أشهر هذه.

ويوضح مدير الأبحاث في معهد “صوفان غروب” الأميركي للمعلومات الاستخباراتية والأمن كولن كلارك قائلا “يمكننا أن نفترض أنه زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان له أضعف أداء منذ إنشاء التنظيم”.

وتظهر هشاشة التنظيم في المنطقة في المدّة الفاصلة بين تاريخ مقتله الفعلي وإعلان الأمر رسميا.

ويقول الخبير “كان تنظيم الدولة الإسلامية يجهد على الأرجح لإيجاد خلف له”.

معتبرا أن التنظيم “يخضع لضغوط قصوى من خصوم مختلفين، ولم يعد يملك هامش التحرّك نفسه حتى للتواصل مع أنصاره”.

وتعذّر على كل الباحثين الذين اتصلت بهم وكالة فرانس توفير معلومات حول خلفه أبي الحسين الحسيني القرشي.

ويشير مدير مركز الدراسات المستقلة “كاونتر اكسترميزم بروجيكت” (CEP) هانس-ياكوب شيندلر إلى أن الإبقاء على كنية القرشي “يأتي لتعزيز صورة الزعيم حتى لو أنها كنية تخفي شخصا آخر، إلا أن ذلك كاف لكي يستمرّ التنظيم بالعمل”.

لكن مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب سوريا على أيدي فصائل معارضة محلية له دلالة كبيرة.

فبينما كان التنظيم نجح في الماضي في إعلان “دولة الخلافة” على مناطق شاسعة من العراق وسوريا بين العامين 2014 و2019، ولم يسقط إلا بعد تعبئة غربية واسعة برعاية واشنطن.

ويوضح شيندلر أن “سوريا لم تعد ملاذا لتنظيم الدول الإسلامية. يمكن لهذا التنظيم أن يُبقي فيها على هيكلية معينة لكنها لم تعد مكانا آمنا لقيادته”.

كذلك يفتقد التنظيم زعيما يتمتع بالكاريزما. فقدرة مؤسس التنظيم أبو بكر البغدادي على تجنيد مقاتلين أجانب لم تستمر بعد مقتله، بينما ولاية الذين خلفوه على رأس التنظيم تزداد قصرا مرة بعد مرة.

لكن للمفارقة، يواصل التنظيم نشاطه ويحتفظ بقدرة على زرع الموت.

فتنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خراسان يضغط بشكل كبير على نظام حركة طالبان في أفغانستان.

كذلك، يعرف التنظيم نموا لافتا في إفريقيا من الساحل إلى بحيرة تشاد مرورا بموزمبيق والصومال.

في العراق، لا يزال التنظيم قادرا على الإيذاء من طريق خلاياه المختبئة في أمكنة نائية.

ويرى متابعو الحركات الجهادية في العالم منذ سنوات أن تنظيم الدولة الإسلامية على غرار تنظيم القاعدة، يعتمد اللامركزية بواسطة الاستناد إلى فروع محلية لاكتساب نفوذ في مناطق تشهد أزمات.

ويؤكد الأستاذ في جامعة العلوم السياسية في باريس جان-بيار فيليو المتخصص بالتطرّف الإسلامي أن “هشاشة القيادة العليا للتنظيم تزيد من استقلالية فروعه، لا سيما تلك النشطة جدا في أفغانستان والساحل”.

لكن هل يمكن الحديث عن شبكة عندما تكون القيادة المركزية شبه غائبة؟

وإلى متى يمكن أن تبقى الزعامة حكرا على العرب من الشرق الأوسط؟

يرى جايكوب شيندلر أن الفروع الإفريقية قد ترى في ذلك “تمييزا بعض الشيء. وسنرى إلى متى ستستمر بالقبول بذلك”.

في العام 2021، كرّست صحيفة “النبأ” الأسبوعية الرسمية الصادرة عن تنظيم داعش الإرهابي صفحتها الأولى 28 مرة من أصل 52 لأحداث في إفريقيا، بحسب متابعات داميان فيريه، مؤسس شركة “جهاد أناليتيكس” التي تحلّل حركات الجهاد في العالم.

وباتت غالبية “ولايات” تنظيم الدولة الإسلامية، أي سبع من أصل 13، في هذه القارة.

إلا أن الطعن بهيمنة العرب على التنظيم يبقى مستبعدا على المدى المتوسط، وفق الباحث في جامعة الأخوين المغربية جيلالي الوناس الذي يقول “كلما ضعفت السلطة المركزية، كلما زاد نفوذ الفروع الإفريقية”.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/12/02



كتابة تعليق لموضوع : تقرير فرنسي: داعش في العراق لا يزال قادرًا على الإيذاء بواسطة خلاياه المختبئة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net