الاعتداءات التركية والإيرانية مستمرة والعراق لا حول له ولا قوة

تستمر الاعتداءات التركية على الأراضي العراقية دون أي رادع لا من قبل العراق ولا المجتمع الدولي كما يستمر القصف الإيراني لمواقع في أربيل في اقليم كردستان، ويرى محللون أن العراق في ظل الضعف العسكري والسياسي يمتلك ورقة ضغط قوية وهي التبادل التجاري مع الدولتين الجارتين.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي فلاح المشعل، إن “التدخلات العسكرية الخارجية في العراق تأتي بسبب ضعف الدولة العراقية عسكريا وسياسيا، فتركيا تقصف الداخل العراقي بينما العراق لا يمتلك القوة العسكرية للرد، وهو إلى ذلك لا يمتلك الموقف السيادي الوطني القادر على أن يفعّل إجراءات أخرى غير الرد العسكري، مثل الرد التجاري”.

ويضيف المشعل أن “اقتصاد إيران وتركيا يعتمد كثيرا على العراق لوجود التبادلات التجارية، فالعراق يستورد من إيران ما قيمته أكثر من 10 مليارات دولار سنويا، ويفترض أن تتوقف هذه الاستيرادات لتكون عامل ضبط على إيران أو على تركيا التي يستورد منها ما قيمته أكثر من 15 مليار دولار سنويا”.

ويشدد على ضرورة “بلورة موقف سياسي أو تحريضي أو إعلامي، ولكن الحكومة العراقية تكتفي ببيانات ضعيفة هزيلة باهتة كأنها مكتوبة ليس من قبل حكومة وإنما من قبل مراقب صحفي محايد”.

لافتا إلى أنه “في الحالات الطبيعية تدافع تركيا عن حدودها إذا تعرضت لاعتداءات، أما أن تتجاوز حدود دولة مجاورة لوجود أعداء لها داخل هذه الدولة فهذا غير مقبول في العلاقات الدولية على الإطلاق”.

وتتواصل الاعتداءات التركية حيث بدأ الجيش التركي  عملية عسكرية جوية فجر أمس الأحد ( 20 تشرين الثاني 2022)، في شمال العراق وسوريا تحت اسم “وقت الحساب”، استخدم فيها الطائرات الحربية والتوغل البري، وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن العملية انطلقت من مطار دياربكر العسكري التركي.

وقد أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في تعقيبه على العملية “سنواصل محاسبة الذين استهدفوا أمن بلادنا وأمتنا مثلما حاسبناهم من قبل”.

يذكر أن وزارة الدفاع التركية، أعلنت عبر حسابها الرسمي في تويتر أن “العملية تستند إلى المادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على الحق المشروع في الدفاع عن النفس”.

من جهته، يوضح الخبير العسكري جليل خلف، أن “العراق سياسيا وعسكريا ولا يستطيع الرد على إيران أو تركيا، وعندما قدم شكاوى إلى الأمم المتحدة لم تفعل شيئا يذكر”.

ويشير خلف إلى أن “هناك وضعا معقدا في العراق، لأن القوات العراقية وحتى الطيران العراقي لا يستطيع الدخول إلى إقليم كردستان، فهناك خط أحمر أمام دخول الجيش العراقي للإقليم، وعلى هذا لا يمكن ردع التجاوزات على الحدود المحاذية للإقليم”.

ويشكك في “ضعف انتماء السياسيين (الفاعلين) للوطن، لذا نرى إيران وتركيا تحتلان أراضينا وتصرحان كيفما تشاءان، ولا أحد يرد عليهما، وهذا حال مؤسف بعد أن كان العراق خامس قوة في العالم”.

جدير بالذكر أن شارع الاستقلال في إسطنبول تعرض إلى تفجير في 13 من تشرين الثاني الحالي، خلف 6 قتلى وعشرات الجرحى، وقد أعلنت السلطات التركية القبض على منفذة التفجير وهي أحلام البشير، وقالت إنها اعترفت في أثناء التحقيق بانتمائها إلى حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وأن التعليمات جاءت من مدينة عين العرب (كوباني) السورية.

يشار إلى أن المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي دعا قبل أيام، في مقابلة صحفية إلى إجراء تحقيق دولي باستخدام تركيا أسلحة كيمياوية خلال عملياتها العسكرية في العراق.

يأتي ذلك، في ظل قصف إيراني جديد استهدف مجموعات من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في إقليم كردستان العراق، بعد أقل من أسبوع على ضربات مماثلة.

وكانت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية قد كشفت في تقرير لها، أن قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، هدد خلال زيارته الإثنين الماضي لبغداد بأن بلاده ستشن عملية عسكرية برية شمالي البلاد، في حال لم تقم القوات العراقية بتعزيز أمن الحدود البرية واتخاذ اللازم ضد الجماعات الكردية المعارضة.

إلى ذلك، يفيد المحلل السياسي المقرب من الإطار التنسيقي علي فضل الله، بأن “أي اعتداء على العراق من أي طرف دولي مدان، وفي الوقت ذاته على الحكومة العراقية ألا تجعل أراضيها منطلقا لمهاجمة دول الجوار”.

وفي معرض الفرق بين “الاعتداءين”، يشير فضل الله إلى أن “الجمهورية الإسلامية (الإيرانية) قدمت دلائل وحتى مواقع الجهات الإرهابية التي تستوطن الإقليم والتي من خلالها يتم استهداف الأراضي الإيرانية، على العكس من الجانب التركي الذي يتعامل بازدواجية، على الرغم من أن قوات الـPKK جاءت وفق اتفاقية بين إقليم كردستان وتركيا، وعليه لا حجة للجانب التركي”.

ويردف أن “هناك ضعفا لدى الجانب العراقي في ممارسة الضغوط الدبلوماسية والسياسية والأمنية باتجاه الجانب التركي، لذا بدأت القوات التركية تتوغل بحجة محاربة البككه”، مضيفا أن “على الحكومة العراقية إيقاف هذه الاعتداءات من خلال إجراءات حقيقية”.

ومنذ مطلع العام الماضي، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.

وفي تموز يوليو الماضي، قصفت القوات التركية مصيفا سياحيا في قرية برخ التابعة لقضاء زاخو بمحافظة دهوك، ما تسبب بإصابة ومقتل 31 مدنيا أغلبهم من النساء والأطفال، وسط تأكيدات شهود عيان في المنطقة بأن هذا المصيف يقع عند حدود زاخو وتحيط به نقاط القوات التركية، ولا يشهد أي نشاط إرهابي من قبل أي جماعة.

وتقدم العراق بشكوى لدى مجلس الأمن الدولي بشأن القصف التركي، وعقد المجلس جلسة في 26 تموز يوليو الماضي، وفيها أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن الأدلة من موقع الاعتداء على مصيف دهوك، تضمنت شظايا مقذوفات مدفعية ثقيلة، هي ذاتها التي يستخدمها الجيش التركي، وأن هناك حالة من الغضب الشعبي العارم الذي يجتاح العراق من الجنوب إلى الشمال بسبب الاعتداء التركي.

وغالبا ما يكون قضاء سنجار هو الهدف التركي المعلن، حيث يعتبر معقلا لعناصر حزب العمال الكردستاني، وهو ما دفع بالفصائل المسلحة العراقية لإرسال ألوية عسكرية إلى القضاء، وتمركزت فيه لصد أي عملية تركية محتملة داخل القضاء الذي يقع جنوب غربي نينوى، ويعد موطنا لتواجد أبناء المكون الإيزيدي في العراق.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/11/21



كتابة تعليق لموضوع : الاعتداءات التركية والإيرانية مستمرة والعراق لا حول له ولا قوة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net