ادوار الامام الحسن المجتبى
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اذا كانت نظرية الكم في الفيزياء الحديثة تصدق بأن الوجود يكمل بعضه بعضا، وان ادق جزيئاته في حركة مستمرة وعلى نحو مترابط، فالتاريخ يشهد بتحقق نسبي للنظرية عبر مسارات الكون الشاسعة، بذات العناصر التي يتألف منها اصغر جزء وهو الذرة.
فذلك الحراك الموجي الذي اثاره الانبياء منذ الزمان السحيق واحدا تلو الاخر ما بين ممهد للظهور وقائم بالامر، ظل مستمرا ومترابطا يكمل بعضه بعضا كمصداق جلي لنظرية الكم، مما يعزز برهان وحدة الخالق من خلال وحدة النظم تكوينا وتشريعا. فهل انتهى هذا الحراك بخاتم الانبياء(صل الله عليه واله)؟
يقول الحق سبحانه(إنما انت منذر ولكل قوم هاد) هذا الاخبار القرآني هو من السنن الحتمية لازمة التحقق وهي سنة الانذار وسنة الهداية، فهنالك من ينذر القوم بوجوب اتباع منهج الحق سبحانه ومن ثم يعقبه من يهدي القوم ويرشدهم الى ذلك سبيل ذلك النهج.
فبعد الانذار النبوي تأتي الهداية الامامية المستوعبة لكافة معالم المنهج الحق لتحول دون انحياز الناس عن السراط القويم.
وقد لعب الامام الحسن المجتبى صلوات الله عليه دور الهداية بامتياز وحرفية لانظير لها، فتجلى في شخصه العظيم حكمة لقمان وصبر ايوب وحلم جده ابراهيم وصمود جده نوح ورحمة جده النبي محمد (صل الله عليه واله) وشجاعة ابيه علي و عزيمة امه فاطمة وعقيدتها الراسخة (صلوات الله وسلامه عليها) عبر نسق من الحراك المتواصل والمتصل لا انفصام لها.
فأرتكز في ذهن الانسان المسلم الموالي اصالة الامامة ومحورية دورها في حفظ المجتمع وتأشير نقاط الخلل ومكامن الضعف قولا وفعلا، فتلك الادوار التي لعبها الامام الحسن عليه السلام كشفت عن الامامة الحقة الواجب اتباعها والالتفاف حولها لتنجوا الامة من المهالك، وامامة ابليس الغوي الزاحفة باتباعها نحو الهاوية بسياسة الوهم والتجهيل ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) (54) الزخرف
قد لايكون التاريخ صادق في كل منقولاته واخباراته لكن الحقيقة جلية وواضحة لمن القى السمع وهو شهيد.
فالابتلاء الذي تعرض له الموالون في عهد الامام الحسن (عليه السلام) هو ابتلاء سنني قرآني مطرد ليميز الخبيث من الطيب وذلك قوله سبحانه:(أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)العنكبوت
فأبتلاء المجتمعات بالقيادات الحقيقية والقيادات الزائفة هي احدى صفحات حياة الامام الحسن عليه السلام والتي من خلالها كشف عن حقيقة ايمان الناس واصالة اسلامهم.
لذا كان لابد من الحذر عند قراءة احداث الواقع المعاش والرجوع الى العروة الوثقى لننفض غبار الاهواء والعصبية المقيتة، فلا عصبية الا لله ولحكمه الذي اودعه قلوب فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى.
فالسلام على سبط رسول الله بما وفى وصدق ما عاهد الله عليه فيما هو مؤتمن عليه لا تأخذه في الله لومة لائم.
والسلام عليه مواسيا اخاه شهيد كربلاء في محنته مستهينا بمصابه إزاء مصاب سيد الشهداء
والسلام عليه اماما حمل هم الامة فبذل بسخاء رجاء نجاتها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat