الزراعة في ديالى تنتظر مصيرًا مجهولًا في ظل تفاقم أزمة الجفاف
مصير مجهول تنتظره الزراعة في ديالى والمحافظات الاخرى، في حال لم نشهد تحرك حكوميا جادا تجاه الضغط على دول المنبع تركيا، ايران، لانعاش مناطقنا الزراعية التي التهمها الجفاف، فبناء السدود وتحريف مسار الانهر ساهما بجفاف البحيرات التي تغذي الاراضي الزراعية.
وقال الرئيس السابق للجنة الزراعة البرلمانية، فرات التميمي إنّ “أزمة الجفاف في محافظة ديالى كبيرة. هناك انقطاع في مياه نهر ديالى”.
وأخذ الجفاف يأكل ببساتين المحافظة، والتي تتجاوز مساحتها مئات الدوانم، ويعتاش الكثير من العوائل عليها، لكنها لم تعد كذلك.
ودعا التميمي الى إعلان حالة الطوارئ في المحافظة قائلا انها “دخلت فعليا منعطفا خطيرا وحرجا للغاية، في ظل تفاقم أزمة الجفاف، التي تضرب اكثر من 60 في المائة من مناطقها”.
وذكر التميمي أنهم طلبوا “من الحكومة الاتحادية التدخل سريعاً لإنقاذ الوضع في ديالى، ونحن ناشدنا منذ سنوات، وقلنا ان ديالى ستصل الى هذه المرحلة، وكنّا متوقعين على اعتبار أن ديالى لا يوجد فيها بدائل متاحة غير نهر ديالى كخزين أو روافد أخرى”.
وبالنسبة لتأثيرات هذه الأزمة، قال إنّها “ستخلف نزوحا وفقدانا لهذه الثروة الاقتصادية الكبيرة لأبناء المحافظة، وضياع فرص عمل مئات العوائل، وتهدد الاستقرار الامني والاجتماعي في المحافظة”.
وعن مدى تأثيرها الحالي على الزراعة في ديالى، اكد التميمي “انعدام الخطة الزراعية الصيفية انعداما تاما، ونخشى من فقدان هذه المساحات من البساتين؛ فالمحافظة مشهورة بمنطقة بساتين كبيرة تمتد بمحاذاة مسار نهر ديالى من المقدادية وتصل الى اطراف بغداد”.
وأضاف، “نحتاج الى تفاهم مع الجانب الايراني وتقديم طلب حكومي لإطلاق كميات إضافية من المياه من خارج الحدود”.
وفي ما يخص تحويل مياه حوض الحبانية لتغذية المحافظة اشار الى انه “لا توجد مرونة في ديالى تسمح بتحويل مياه حوضي نهر دجلة والفرات، سوى بنصب المضخات كما وجهت وزارة الموارد المائية لتعزيز مياه الشرب في مدينة بعقوبة، وهي ليست كافية”.
وأعلنت مديرية الموارد المائية في الأنبار، الثلاثاء، استنزاف الخزين المائي بسد حديثة وبحيرتي الحبانية والثرثار، فيما أشارت الى وضع خطة لتحويل مياه بحيرة الحبانية الى المحافظات الجنوبية.
وقال مدير الموارد المائية في الأنبار جمال محمد إن “ناظم الورار في الرمادي يعتبر المغذي الرئيسي لخزان بحيرة الحبانية التي شهدت انخفاضاً كبيراً في المناسيب لعدة عوامل أبرزها شح الأمطار وتراجع الاطلاقات المائية من دول المنبع”.
وأضاف أن “هناك شحاً مائياً كبيراً بسبب التقلبات المناخية والاتفاقيات مع الدول المتشاطئة وخصوصاً دول المنبع تركيا وإيران حيث إن الإيرادات المائية من إيران تكاد تكون معدومة، بالإضافة الى أن الجانب التركي يرفد دجلة والفرات بكميات غير كافية، أي ما يعادل 25 بالمئة من الحصة المقررة، ما أدى الى استنزاف الخزين المائي في سد حديثة، وكذلك بحيرتي الحبانية والثرثار”.
وتابع قائلا: انه “تم اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية من قبل وزارة الموارد المائية عبر السيطرة على الاستهلاكات المائية والسدود لغرض معالجة شح المياه وتوفيرها”.
لافتاً الى أنه “بعد التباحث من قبل وزارة الموارد المائية مع الجانب التركي تم الاتفاق على تفعيل الاتفاقية المائية بين العراق وتركيا خلال الأيام المقبلة”.
وفي ما يخص الزراعة، فقد أوضح أن الزراعة في ديالى تأثرت بشكل كبير في شح المياه.
وطالب الحكومة بإيجاد حلول مناسبة خصوصاً أن موسم هذا العام لم يكن الإنتاج بالمستوى المطلوب.
وتابع أن “محافظة الأنبار تعتمد في سقي المواشي على مياه العجلات الحوضية حيث يصل سعر العجلة الواحدة لـ25 ألف دينار، وهذا المبلغ باهظ جداً بالنسبة للأوضاع المادية التي تعيشها المحافظة”.
وبشأن بحيرة الحبانية، ذكر محمد أن “الخزين المائي تمت الاستفادة منه في حال زيادة مناسيب نهر الفرات”.
لافتاً الى أن “هناك خطة مدروسة من قبل الوزارة والمركز الوطني في تقليل منسوب بحيرة الحبانية وتوجيه المياه نحو بغداد والمحافظات الجنوبية لسد النقص الكبير، وفي حال ارتفاع المناسيب ستكون بحيرة الحبانية خزانا للحالات الطارئة للاستفادة من الخزين الموجود”.
وعلى صعيد ذي صلة، قال المهندس الزراعي سعيد الشفتاوي ان “الاراضي الزراعية تنقسم الى قسمين: بساتين ومناطق زراعية للحنطة والشعير وغيرها. وتتركز هذه في مناطق المقدادية وبلد روز ومندلي، واكثرها تعتمد على مياه نهر ديالى، وكان يتم تخزن المياه في بحيرة حمرين، التي توزع الماء على الانهر عبر بوابة الصدور في بلدة شهربان”.
وأضاف الشفتاوي قائلا “في الوقت الحاضر جفت بحيرة حمرين، لأنه لا يوجد امداد لها من سد دربندخان، ونهر ديالى ينبع من عيون: قسم منها من داخل ايران وقسم منها من شمال العراق، وتصب في سد دربندخان الذي يغذي بدوره نهر ديالى”.
وأشار الشفتاوي الى انه في “السنة الماضية كانت هناك امطار شحيحة جدا، وقبل سنتين اصبحت هناك فيضانات في ديالى، بسبب كثرة الامطار التي كانت غزيرة جدا، ولكن مع الأسف الشديد، ليس لدى الدولة أية إجراءات لخزن المياه وتصريفها بالشكل المطلوب، فتأثرت اغلب الاراضي الزراعية والبساتين في المحافظة”.
وعن معالجات الحكومة للأزمة الراهنة قال المهندس إنه “تم إنشاء مشروع في الخالص قرب دجلة، وقاموا بسحب أنبوبين يمتدان من الخالص إلى نهر خريسان في بعقوبة، ويستخدم للإرواء وكذلك يسحب منه ماء الإسالة”.
مردفا أن “المشروع لم يغذ جميع المناطق”.
وخلص إلى ضرورة تشغيل المشروع في نهر خريسان بالطاقة القصوى، وتوفير الوقود له وزيادة حفر الآبار في المحافظة، فهي تمتلك مياه جوفية بنسبة كبيرة، ويتم توجيهها للأنهر لزيادة المياه بحيث يتوفر الماء للري وللشرب وبنفس الوقت نستطيع تنفيذ الخطة الزراعية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat