صفحة الكاتب : افياء الحسيني

وقالت لي الصحة 
افياء الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  دار في فكري أن أكتب هذه الجملة عن مرض (كورونا مروض جيد لبني البشر) لكني فكرت في مسألة قوة التأثير الشعوري، وضبط الحالة المزاجية؛ لكونها تتأثر بعلاقة الخارج (ناس ومجتمع) اكثر من تأثيرها بالتغيرات الداخلية في الدماغ، لهذا أجد أن الأهمية الأكبر في هذه العزلة هي المحافظة على ضبط النفس والنظرة الإيجابية.

 ولأني أطمح أن اكتب عن كورونا أشياء اكثر أهمية، أفكار تدور في رأسي بما نالت منا هذه الكورونا وبما منحتنا أيضاً، ربما الاكتئاب العاطفي يجعلنا الأقرب الى انفسنا في هذه العزلة لنعرف ايهما اخطر الذي كان او الذي يكون؟
 قالت لي الكورونا التي في رأسي: إن هناك أنماطاً حياتية سلبية تعشيها أغلب الأسر ولا تملك إلا اللوم والعتب على المجتمع، تترك تربية الأبناء على اكتاف الأجرة، مقابل مئات الآلاف من الدنانير؛ لكي يبرروا تخليهم عن مسؤولياتهم في تربية الأبناء، وزجوا الأبناء في الشوارع والحدائق العامة دون مراقبة او توجيه، قالت لي الكورونا التي في رأسي: عسى في هذه العزلة يدرك الموظف الكسول حلاوة العمل، وربما سيجلس المرتشي خائفا امام رشاويه، يعرف ان الموت اقرب من رشوة، عسى ان يدرك الغني ان المال الحقيقي هو ابتسامة اليتيم, الفقير, المتعفف، وفيها رضا الله سبحانه تعالى، انا من وضعت هؤلاء الشباب في بيوتهم عساهم يدركوا ان البيت انظف من المقهى والعائلة اكثر احتياجاً له من رواد النوادي.
انا كورونا يا ابنتي جئت لأذكر الشباب بحقوق الكبار الذين أُهملوا؛ بسبب انشغالات الشباب بأجهزتهم وبلعبهم وما عادوا يعيرون أهمية لشيخوختهم.
هذه المحاسبة مع النفس والوضع الجديد الذي تهيأ قادر على تحسين المزاج، وللمحاسبة قوة كبيرة لإبعاد الأفكار السلبية عن الانسان.
قالت لي الكورونا: انا يقظتكم، يقظة احاسيسكم، يقظة مشاعركم, نفوسكم، انا يقظة كل متكبر جعلته في العزلة يسأل نفسه على من يتكبر؟ وهذا الضعف الذي يعتريه يشعره بقيمة نفسه، انا ايقظت الغافلين جعلتهم ينظرون الى اهاليهم وانفسهم عساهم يحتكمون الى العقل والمنطق في فهم ما حدث وما سيحدث، قالت لي الكورونا التي في رأسي: هذه هي الدنيا التي بها تشبثتم وهي فانية، الله سبحانه (جل شأنه) وحده هو الباقي هذا ما اردت ان يفهمه الانسان، فهل انا بلاء ام نعمة؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


افياء الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/21



كتابة تعليق لموضوع : وقالت لي الصحة 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net