صفحة الكاتب : مصطفى منيغ

روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء الثالث
مصطفى منيغ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تاريخ أوكرانيا في جل مراحله مدونّ بالدم ، صراعات وانقسامات وعدم استقرار على الدوام ، مَعَ وَفِي نَفْسِ الوَقْتِ ضِدَّ بخلاف باقي الأمم ، عقلية تحبذ اقتحام المجهول وإن خسرت ما استهدفت لا يقتحمها النَّدم ، كَأنَّ الحاضِرَ لديها يعقبه عَدَم ، فالأحسن عيشه وإن تطلَّبَ الأمر عَبْرَ غدِه فُقدان السَّلام ، وهكذا مرَّت عصور على مَجمع بشري في تشابه لآلاف الأيام ، وصولاً لاختلاط شبه متحضِّر مع أصول سوفيتية مُتجدِّرة وَحَّدَ بينها فكر مُقتبَس من الغرب أساسه بناء دولة تتغلَّب على صعوبة الطَّقس وجبروت أشرس نظام ، وكلما اتَّسعت أفاق تلك المنطقة حتى عُرفت بالاتحاد السوفييتي بزعامة موسكو اعتراها الوهن من جديد بإرادة سياسية منبعثة من نفس العاصمة ذي الأثر المُعمَّم ، لتتقلَّص جغرافية النفوذ ويذوب بين بعض شعوبها التفاهم قبل أن يُعدم ، لتعرف تطاحنا شغل العالم لفترة انتهت بوضع حدودٍ جديدة ظلَّ ما بداخلها من دول يغلي الاستعداد لاسترجاع ما ضيعه الحقد والكراهية وسوء التدبير لمستقبل يؤخر أي عدوان منظَّم ، لتوقيتٍ ساهمت في وضعه "أوكرانيا" عسى روسيا وقوة روسيا تتحطَّم ، ولم تكن وحدها صاحبة هذا الاتجاه بل ساهمت في إشعال فتيلة تفجيره المباشر الولايات المتحدة الأمريكية وغير هذه الحقيقة يبقى مجرَّد كلام . الأخيرة استلهمت الفاعل لإعادة ضبط هيبتها وإبلاغ رسالتها للجميع بكونها ووحدها سيدة العالم ، وسيتأتى لها ذلك على مراحل أهمها ما سيحدث لروسيا وهي تخسر ما يزيد اقتصادها تفاقما واستثماراتها انحدارا وواردات محروقاتها نكسة غير مسبوقة بالكمال والتمام ، فهل قارب ذلك ما تطمح إليه أم العكس حاصل لما تتمتَّع به روسيا من قدرات لم تخترق المخابرات الأمريكية حتى الآن أي معلومات دقيقة تساهم في وضع خريطة تقرِّب واقع تلك الإمكانات وما تتضمنه من أحجام ، فبالرغم من سلسلة القرارات المتَّخَذة من البيت الأبيض وتُفْرَض مضامينها على الاتحاد الأوربي وباقي الحلفاء المعروفين اتجاه بسط عقوبات جسيمة تهدف لتضييق أشد خناق على روسيا سبيل تراجعها وانسحابها من حربٍ أخطأت بشنها على أوكرانيا وهي تعلم، أن الأخيرة تحت رعاية وحضانة الغرب وفي المقدمة أمريكا ذي النفوذ العالمي الأعظم ، وتُواصِلُ تحركها المكثَّف لضمان وجود جدارٍ من التأييد الدولي الرفيع المستوى المُشَيِّد للعُزلة الروسية والإسراع بتوقيف عدوان "موسكو" على "كييف " كأهم الأهم ، مثال ذلك ما قدمته الجمعية العامة لهيأة الأمم المتحدة في جلسة استثنائية كقرار يطالب روسيا بالتوقف الفوري من استخدام القوة ضد أوكرانيا ، وقد وافقت عليه من الدول العربية : جزر القمر ومملكة البحرين واليمن والصومال ولبنان وليبيا والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر ومصر وسلطنة عمان وتونس وموريتانيا ، في حين امتنعت عن التصويت كل من : السودان والعراق والجزائر .

... المملكة المغربية الدولة الوحيد عالميا المسجِّلة غيابها البارز عن تلك الجلسة ، موقف شجاع قد يكلفها مستقبلا بعض المضايقات من قبل الطرفين ، لذا عليها الاستعداد من الآن لمواجهة مثل التحدي ، خاصة وقد أظهرت حيادا يفوق الحياد نفسه لاعتبارات الجل يعرفها ، لكن القليل سيبتكر بعض "الطروحات" الغرض منها أصبح مكشوفاً . مثل الإجراء المُتَّخذ من طرف المغرب كدولة ذات سيادة لا يعني أن مسؤولي حكومته غير متتبعين أولاً بأول ما يجري في أوكرانيا ، وإنما تظاهرهم بعدم منح أية أهمية للموضوع فذلك للتَّأكيد على حساسية ما قد يترتَّب إن كان الموقف غير المُتخذ ، على العموم المسألة في أول خطواتها على طريق الحرب التي أرادتها روسيا أن تكون بطيئة للأسباب التالية : ( يتبع)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى منيغ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/02



كتابة تعليق لموضوع : روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء الثالث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net